مصطفى الآغا

أنا عايز أغني


[ALIGN=CENTER]أنا عايز أغني [/ALIGN] عادة ما تنام زوجتي مبكرا لأنها تفيق قبل “الجاجة وصيصانها” ولهذا فما إن تحل الساعة الثامنة والنصف حتى تكون هي وناتالي وكرم في سابع نومة وأنا أذهب لعملي في السادسة مساء تقريبا وأعود للمنزل قرابة الثالثة والنصف صباحا أي حياة غريبة عجيبة فرضتها ظروف العمل … وبسبب هذه الظروف فنادرا ما نتكلم ليلا … ولا حتى نهارا ..

ولكنها يوم الأحد آخر أيام يناير من عام 2010 هاتفتني مذعورة في العاشرة ليلا وهي تقول ” ألحق ” البناية كللها صراخ ويبدو أن هناك قتالة أو أنهم مسكوا حرامي ” … طبعا ضحكت وقلت لها ياغاليتي ( ضعوا أكثر من سطر تحت كلمة غاليتي لأنها من الأبجديات التي لم يعد الأزواج يستعملونها إلا عندما يكونوا عاملين عملة ) … المهم قلت لها يا حياتي الأكيد أن جيراننا المصريين والعرب يحتفلون بهدف ” جدو ” الذي منح مصر ثالث ألقابها على التوالي في نهائيات أمم فريقيا والسابع في تاريخهم … وللأمانة فالبناء الذي أسكن فيه هو أساسا معسكر مصري من بابه لمحرابه مع بعض الأقلية السورية والأردنية والبريطانية والإيطالية والالمانية وبعض مئات من الأخوة القادمين من الشرق … لهذا أستمرت الإحتفالات داخل البناء وخارجه حتى الصباح وسمعنا أغانٍ لكبار المطربين أعدت لهذا التتويج وأنا شخصيا أتصل بي الأخ فائق حسن مدير اعمال الفنان الكبير ماجد المهندس يعلمني أنه تم الإنتهاء من أغنية خاصة وطلب أن نعرضها في ” صدى الملاعب ” فكان التجاوب فوريا ولكن لكثرة الأغاني أحترنا حقيقة في إختياراتنا فكللها أحلى من بعضها البعض فمن شيرين إلى نانسي عجرم إلى الغالي حسين الجسمي ( والآن هناك من سيقول إن شيرين ونانسي ليسوا غوالي وهم فعلا غوالي ولكني لا استطيع التصريح بمشاعري خوفا من العواقب ) وهناك حمادة هلال وعشرات آخرون غنوا وتغنوا بمصر وبمنتخب مصر حتى تمنيّت شخصيا أن أكون مطربا ( أولا كي اقبر الفقر وأؤمن مستقبلي وأعمل كم عملية تجميل فربما نافست راغب علامة أو عاصي الحلاني أو حتى وائل كفوري على الوسامة رغم أشفاقي عليهم لأن المنافسة ستكون غير متكافئة ) وثانيا كي أغني لكل المنتخبات العربية التي تفوز والأهم أنني سأغني للوحدة العربية بدون مناسبات مسبقة أو لاحقة لأن تجمّعنا لا يحتاج لمناسبة وتأكيد عروبتنا لايحتاج لا لأدلة ولا براهين ولا إثباتات فيكفي أن تكون في مترو لندن الذي يعج بالبشر وتسمع رنة موبايل على شكل أغنية لفضل شاكر أو هيفا لتعرف أنك تحن تلقائيا لحامله وثق أن حامله سيرحب بكم مهما كانت الخلافات السياسية تعصف بين بلديكما ….

مبروك لمصر الثلاثية التاريخية والسباعية غير المسبوقة ومبروك للجزائر تأهلها لكأس العالم كفريق عربي أوحد وحيد في نهائيات كأس العالم ومبروك للعراق كأس آسيا ومبروك للهلال بطولة الدوري السعودي ومبروك لنا جميعا إنتماؤنا لأمة العرب التي يزعل البعض أحيانا كثيرة من الأنتماء أليها …..

مدونة مصطفى الآغا – MBC
Agha70@hotmail.com