“كعب برشلونة”: كابوس غوارديولا.. أمل فينغر.. حلم مورينيو
يبدو “الجسد الكاتالوني” الذي صنعه المدرب الشاب جوزيب غوارديولا في نظر الكثير من المدربين “لا يُقهر”، لكن مدربا فذا مثل آرسين فينغر المدير الفني يعلم كيف يصيب “كعب أخيل” في برشلونة.
وتقول الأسطورة اليونانية إن ثيتس والدة البطل الإغريقي أخيل غطسته في نهر سحري كي تجعله “لا يُقهر” أما رماح وسهام الأعداء، ما حدث بالفعل، لكن نهايته جاءت بسهم أصاب كعب قدمه، المكان الذي أمسكته أمه منه وهي تغطسه في النهر.
لكن ما العلاقة الأسطورة الإغريقية بالعملاق الكاتالوني ومواجهته المصيرية في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا؟
أسطورة البرسا
الكل يعلم أن برشلونة يملك تشكيلة متكاملة في جميع الصفوف، كما أن لاعبيه قد انسجموا سويا حتى انصروا في كيان واحد وبات الفريق يلعب ككتلة واحدة، مع طريقة غوارديولا في التمرير القصير المتعب للمنافسين والاستحواذ الهائل للكرة.
وأصبح الأداء الهجومي للفريق لا يعتمد على رأس حربة أو اثنين مثلما الأمر في معظم الفرق، بل يعتمد على تشكيل مكون من أربعة أو خمسة لاعبين يقتحمون منطقة جزاء الخصم ويشكلون خطورة شديدة على مرماه مثل ديفيد فيا وليونيل ميسي وبيدرو رودريغز وأندريس إنييستا ومعهم العقل المدبر شابي هرنانديز، ما يشكل صداعا شديدا لكل المنافسين.
لكن تبقى الثغرة الوحيدة أو ما يصح أن يطلق عليه “كعب أخيل” في الفريق، هو كارلس بويول القائد والملهم وصخرة الدفاع التي تتحطم عنده هجمات المنافسين، والذي لم يعد إلى الملاعب منذ إصابته في أواخر كانون الثاني/يناير الماضي.
وفي تقرير سابق، أظهرت الأرقام والإحصائيات أن بويول هو أكثر اللاعبين تأثيرا على الفريق عند غيابه عن المباريات، وأبرز مثال خسارة البرسا لمباراة الذهاب أمام آرسنال على ملعب الإمارات بهدفين لهدف في غياب المدافع الصلب، ما يجعل غيابه عن مباريات فريقه حلما للبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد من أجل استعادة آماله في اقتناص الليغا.
اختيارات أحلاها مر
وستضاعف معاناة برشلونة في كامب نو، حيث سيغيب قلب الدفاع الآخر جيرار بيكيه بسبب الإيقاف، ما يعني أن غوارديولا سيكون مطالبا بتعويض قلبي دفاعه، وهو الذي كان يعاني الأمرين لتعويض واحدا منهم.
يملك بيب في خزينته إريك أبيدال الظهير الأيسر الذي يستطيع اللعب في قلب الدفاع والأرجنتيني غابرييل ميليتو متعدد الإصابات وصاحب المستوى المتراجع هذا الموسم، بالإضافة إلى لاعب الوسط المدافع سيرخيو بوسكيتس الذي يوظفه في بعض الأحيان في مركز قلب الدفاع.
ومثلما عانى في الذهاب، فإن الاختيارات أمام غوارديولا ستكون إما بانضمام بوسكيتس إلى جوار أبيدال – الذي يعاني بدوره من إصابة – لقلب الدفاع، مع إعطاء الفرصة في وسط الملعب لخافير ماسكيرانو غير المقنع منذ انضمامه للفريق، أو إشراك ميليتو الذي يفتقد لثقة الـ”بيب” منذ مباراة سبورتنغ خيخون.
كما أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية قد اقترحت مشاركة أي من الثنائي الشاب ألبرت فونتاس أو مارك بارترا لاعبي الفريق الثاني، لكن هذا الاحتمال لا يبدو قريبا في ظل افتقارهم للخبرة اللازمة في مباراة من العيار الثقيل.
محاولات دون جدوى
وليست الثغرة الدفاعية بالجديد على برشلونة، فمنذ أن تولى بيب تدريب الفريق وهو يحاول علاجها، حيث تعاقد مع الأوكراني ديمترو تشيغرينسكي مقابل 25 مليون يورو، لكنه كان صفقة خاسرة، وكذلك ميليتو الذي حطمت الإصابات المتعددة مستقبله الواعد مع الفريق.
وكان العاجي يايا توريه بديلا مثاليا لغياب بويول أو بيكيه في المواسم الماضية، وجعل البعض لا يشعر بغياب أي منهما، لكن رغبته في اللعب بصورة مستمرة وإغراءات مانشستر سيتي الإنكليزي وكذلك “نداء العائلة” دفعاه للرحيل تاركا الدفاع الكاتالوني في العراء.
وتسبب غياب بويول في ازدياد الضغط على خط الدفاع، فنال بيكيه بطاقة الإيقاف وتلقت شباك فالديز هدفين متتاليين في نهاية المباراة حولا النصر إلى هزيمة والاطمئنان إلى قلق.
وقبل الساعة الثامنة إلى الربع بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء، على غوارديولا أن يجد حلا قبل أن ينزل الفريقان إلى أرض ملعب الكامب نو، أو أن تصيبه سهام فينغر في “كعب برشلونة” فتأتي بنهايته الأوروبية.
Euro sporto