منوعات

الكلبتومانيا أو السرقة اللاإرادية مرض نفسي يسببه الحرمان

السرقة اللاارادية مرض يسمى العامل اللاارادي «النفسي»، إذ لا يستطيع المريض مقاومة إغراء السرقة، وتكثر السرقة اللاارادية عند السيدات. وتشير الدراسات الى أن السبب غالباً ما يكون عقداً نفسية في صورة معاناة عاطفية وضغوط كبيرة، ولا يخطط للسرقة مسبقا،، وكثيرا ما تكون المسروقات اشياء لا قيمة لها – كالأقلام والأدوات المكتبية ومواد البقالة الرخيصة. وقد يصادف أن تكون بعضا من السلع الغالية حسب الأماكن التي يرتادها المريض. ومن ابرز المرضى بالسرقة اللاارادية تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الشهير.
وتنتاب المريض حالة من تأنيب الضمير والقلق مما يضاعف من المرض، ويكون عرضة للاصابة بالاكتئاب الحاد.
وأسباب السرقة اللاارادية كثيرة، ومن ابرزها الانتقام، اذ قد يسرق الطفل لأن والده يعامله بقسوة، فيغيظه أو يضايقه باللجوء إلى السرقة، وهناك الجهل وعدم الإدراك الكافي، فالطفل قد يسرق قلماً من أخيه أو زميله، لأنه لا يدرك معنى الملكية واحترام خصوصيات الآخرين، وذلك لنقص إدراكه وعدم تمييزه بين ما له وما ليس له.

والرغبة في اثبات الذات خاصة عند الاطفال الذين يحسون أن آباءهم يفضلون عليهم أشقاء آخرين، كما قد ينتمي الطفل إلى طبقة اجتماعية متوسطة، ويخالط أقراناً من طبقات اجتماعية عليا، عرضة للمرض، وهناك الوسط البيئي الذي ينمو فيه الطفل، فقد ينشأ الطفل في بيئة إجرامية تعوده على السرقة والاعتداء على ملكية الغير، كما ان انخفاض الذكاء قد يكون سبباً في السرقة. والتدليل الزائد يجعل الطفل قابلا للمرض، فالطفل الذي تعود أن تلبى كل رغباته، ولا يطيق أن يقف أمامه ما يحول دون تنفيذ ما يريده، ثم يفاجأ بامتناع والده عما يطلبه من رغبات، يلجأ إلى السرقة، كما أن الطفل المحروم من المتطلبات لضرورية للمعيشة والإصابة بمرض نفسي قد يدفعه ذلك إلى السرقة غير الإرادية أو ما يسمى بالقهرية التي تعرف بحالة «الكلبتومانيا».
علاج السرقة: قال عبد الله بن دينار خرجت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنهما ــ إلى مكة، فانحدر بنا راع من الجبل، فقال عمر ــ ممتحنا ــ يا راعي بعني شاةً من هذه الغنم. فقال إني مملوك. فقال ابن عمر: قل لسيدك أكلها الذئب. فقال الراعي: فأين الله؟ فبكي ابن عمر ــ رضي الله عنه ــ ثم غدا مع المملوك، فاشتراه من مولاه وأعتقه، وقال له: أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة، فلا شك أن المملوك قد نشأ على خشية الله ومراقبته، وتعوَّد على الأمانة، لذلك لم يمد يده إلى أموال سيده، وهكذا فإن الأم عندما تعود طفلها على التقوى والعمل الصالح، فإنه ينشأ أميناً لا يمد يده إلى ممتلكات الآخرين. وعند علاج السرقة يجب أن ندرس كل حالة على حدة، حتى نعرف الدوافع التي أدت إليها، وبالتالي يسهل أسلوب علاجها.

وعلى كل أم أن توضح لطفلها قبح السرقة، كما ينبغي عليها أن تضرب لطفلها المثل الأسمى في احترام ملكية الآخرين، وعلى الأم أن تراعي إشباع رغبة الطفل في الدفء العاطفي والحنان، حتى يشعر بالثقة في النفس، ولا يشعر بأي نقص قد يدفعه إلى السرقة. وتعتبر تربية الطفل على مبادئ الإسلام ومخافة الله، كفيلة بإبعاده عن أي سلوك منحرف مثل السرقة.

صحيفة الصحافة