رياضية

انسحاب بن همام وتصريحات بلاتر تشير لصفقة تاريخية أبقت مونديال 2022 في قطر

أثارت التصريحات الأخيرة التي أطلقها السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” والتي برأ خلالها قطر من أية شوائب في سباقها نحو الفوز بشرف استضافة مونديال 2022، علامات استفهام كبيرة، خصوصاً في ظل الانسحاب المفاجئ للقطري محمد بن همام الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن أعلن انسحابه من سباق الترشح لرئاسة الفيفا قبل يوم واحد من مثوله أمام لجنة الأخلاق التابعة للفيفا.

وزاد بعد ذلك رفض بلاتر تأجيل انتخابات الفيفا – المحسومة سلفا له – والتي أجريت الأربعاء 1-6-2011 بعد طلب تقدمت به انكلترا، ودعوة وارنر أعضاء اتحاده الكاريبي للتصويت لبلاتر، وطلب بن همام من اتحادات آسيا بعدم مقاطعة الجمعية العامة للاتحاد الدولي.

كل ما تقدم ومع تسريبات إعلامية قبل شهر من الانتخابات، تؤكد وجود صفقة سرية بين الجميع تقضي بخروج ابن همام من السباق الرئاسي وتقضي أيضاً لخروج الجميع بأقل الأضرار وبمكاسب معلنة تبقي بلاتر على سدة رئاسة الفيفا لأربع سنوات قادمة.
سيناريو دراماتيكي بانسحاب بن همام
بلاتر وبن همام كان تجمعهما علاقة صداقة يبدو أنها نُسفت

قبل 48 ساعة من إعلان بن همام لانسحابه من سباق الرئاسة، كانت كل الأمور تصب في مصلحة القطري لمقارعة العجوز السويسري في رئاسة الفيفا، قبل أن تتطور الأمور بشكل دراماتيكي لم يكن أحد يتوقعه بهذا الشكل.

فأعلنت لجنة الأخلاق فتح تحقيقين مع القطري بن همام ورئيس اتحاد الكاريبي جاك وارنر بتهم الرشاوى وشراء أصوات الناخبين، ليعلن بن همام انسحابه من السباق في مفاجأة للجميع، ويمثل هو ووارنر أمام اللجنة التي أوقفتهم لمدة شهر، قبل أن يطالبوا باستدعاء بلاتر الذي جاء هو الآخر وتمت تبرئته.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل خرج وارنر بتصريحات نارية ومخيفة فاجأت الجميع بأنه يملك وثائق ودلائل ستسقط رقاباً لا حدود لها داخل الفيفا، ولكنه اكتفى برسائل إلكترونية تدين الأمين العام للفيفا جيروم فالكه.
مبررات بن همام

كانت مبررات بن همام لانسحابه من السباق هي تآكل سمعة الفيفا، وأنه لن يسمح لاسم الفيفا أن يتشوه بشكل أكبر بسبب التنافس بين شخصين، لذلك قرر الانسحاب لمصلحة بلاتر.

وأوضح أنه لن يضع طموحه الشخصي قبل الكرامة لكرة القدم وسلامتها، مضيفاً في تصريح مثير أن انسحابه ليس له علاقة بالتحقيق الذي أجرته لجنة الأخلاق لكرة القدم.
وتابع أنه قادر على إظهار براءته من كل ما تم الادعاء عليه، وهو الذي عبر عن أسفه لما حصل لصديقه وارنر الذي حدثت معاناته بسببه – بن همام – واعداً إياه بالمضي معه على الدوام.

وقد تكون مبررات بن همام واقعية وربما تكون تمثيلية، وتكمن واقعيتها أن بن همام قد لمس تأثر منظومة الفيفا من فساد منظور، أما تمثيليتها فتؤكد وجوب الصفقة المعلن عنها قبل أكثر من شهر بانسحاب بن همام و بقاء كأس العالم 2022 في قطر.
نفوذ بلاتر وتطبيق الصفقة
لحظة الإعلان عن استضافة قطر لكأس العالم
لحظة الإعلان عن استضافة قطر لكأس العالم

لا يمكن لأحد إنكار نفوذ الرئيس الحالي جوزيف بلاتر وسطوته وتمتعه بمزايا امبراطورية الفيفا بحكم أنه الآمر الناهي في عالم كرة القدم، لذا فليس من الطبيعي اعتبار انسحاب بن همام طبيعياً أو بسبب فساد، لذا فمن البديهي ومن باب التحليل تأكيد نظرية الصفقة التي تمت صياغتها بشكل لا مثيل له وبأدوار تمثيلية بارعة.

فمنذ بدء سباق الانتخابات، سار بن همام بطريقة رائعة نحو حشد التأييد له، ولكن لا يمكن تجاهل تحركات بلاتر المحسوبة والمؤثرة والدقيقة، الأمر الذي جعله يترك بن همام يصول ويجول للرمق الأخير كونه يملك ورقة ذهبية وهي الملف القطري، كونه لم يكن متحمساً جداً لأن تفوز قطر بتنظيم كأس العالم عام 2022 فكان التلويح بذلك من تحت الطاولة وحدث ما حدث فلوح بلاتر وفهم بن همام وسارت الأمور بنطاقها الذي يريده بلاتر بالفوز بالرئاسة.

وفي الخامس والعشرين من أبريل/نيسان الماضي أشارت تقارير صحافية إلى أن القطري محمد بن همام، قرر الانسحاب من سباق رئاسة الفيفا أمام سيب بلاتر، وذلك مقابل تراجع بلاتر عن تصريحاته الإعلامية السابقة حول سحب ملف مونديال كأس العالم 2022 من قطر والإعلان عن تثبيت المونديال في الدولة الخليجية على أن تمثل السنوات الأربع المقبلة الولاية الأخيرة لبلاتر للجلوس على كرسي رئاسة أكبر الاتحادات القارية بالعالم.

وقالت تلك التقارير آنذاك أن الصفقة التي وصفت بـ”السرية” نصت على انسحاب بن همام من سباق الرئاسة مقابل عدم قيام بلاتر بالمضي في خطواته نحو سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر.

وكان الصحافي الاسترالي جيوف ليمون قد أكد في وقت سابق امتلاكه أدلة رسمية تؤكد نية بلاتر نقل مونديال 2022 من قطر الى أستراليا رداً على قيام بن همام بالترشح لمنافسته على رئاسة الفيفا في الانتخابات.

وكان حصول قطر على شرف تنظيم المونديال ينص على عدم ترشح بن همام لرئاسة الفيفا أمام بلاتر، حسب تأكيد الصحافي الأسترالي.

وأضافت تلك التقارير أن بلاتر كان يملك رسالة من مسؤولين قطريين كبار يؤكدون فيها ذلك، وأن بن همام سوف ينسحب في الوقت المناسب، وهو ما تم بالفعل.
تبرئة بلاتر لقطر
وبعد اتمام سيناريو الانسحاب، خرج بلاتر ليؤكد وجود فساد في الفيفا، لكنه نفى وجود “أزمة” بسبب التحقيقات الحالية والخلاف بينه وبين رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام، قبل أن يستبعد وجود ما يستدعي إعادة النظر في فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022.

وقال بلاتر، الذي تحدث بعد 24 ساعة على إيقاف اثنين من كبار المسؤولين في “فيفا” وصدور قرار بتبرئته شخصياً أنه سيواصل السير بخططه للفوز برئاسة الاتحاد لدورة جديدة، بعد أن بات المرشح الوحيد للمنصب إثر انسحاب بن همام.

وسعى بلاتر للتخفيف من وقع الأزمة في الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر القول: “نحن لسنا في أزمة، إنما نواجه فقط بعض المصاعب التي يمكننا حلها داخل العائلة”.

واستبعد بلاتر حصول إعادة تصويت على حق استضافة كأس العالم لعام 2022، بعد أن شكك البعض في نزاهة عملية الاختيار التي وقعت على قطر، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي قضية متعلقة بكأس العالم لعام 2022 لأن عملية الاقتراع جرت بنفس الطريقة التي جرى عبرها اختيار هوية الدولة التي ستستضيف بطولة عام 2018.
العربية نت