جوع مابعد الوليمة ؟؟
السبب أن ثلاثة أندية تواجدت في النصف نهائي في آخر ثلاثة مواسم وأعلنت عن وجودها القوى حتى 2003/2004
وللأمانة أعجبني جدا عنوان صحيفة ” التايمز ” الرصينة عندما كتبت عن كرة بلادها أنها تعيش حاليا ( جوع مابعد الوليمة) …
عنوان رائع وأنيق وليس فيه شتم وقذف وتجنٍ وأنفعالية كما يحدث عندنا عندما يسقط فريق أو منتخب في ( حفرة ) الخسارة بعد سنوات من التميّز وأعتقد جازما لو أن فيرغيسون أو فينغر كانا يدربان في ديارنا لما بقيا لحظة واحدة عقب هذا الخروج وتلك النتائج علما أن الأثنين يدربان فريقيهما منذ 24 سنة و 14 سنة على التوالي وهو رقم خرافي في عالم كرة القدم المليئة بالأنفعالات والعواطف والخسارات …
ومن تابع مباراة مانشستر مع برشلونة في نهائي دوري أبطال اوروبا الماضي شعر بالشفقة على مانشستر حتى ولو كان لا يشجعه وتفوق الشاب غوارديولا على المخضرم والعتيق فيرغيسون ومع هذا بقي فيرغي في منصبه لا بل لم يطالبه أحد بالرحيل ….
صحيح أن النتائج وحدها هي التي تتحكم بوظائف المدربين ولكن الصحيح أنا هناك مدربين يثق بهم المشجع لأن لديهم رؤية وأستراتيجية ويبنون للمستقبل وهو مانفتقده في ” ديارنا ” ليس لنقص في خبرة المدربين الذين نأتي بهم بملايين الدولارت بل لنقص في شخصيتنا التي لا تتقبل الهزيمة ولا تعترف بالتقصير ويجب أن يكون هناك ” كبش فداء ” وهو في 99% من الحالات التي نعرفها كان ” المدرب ” …
دللوني على إدارة تحملت وزر الخسارات وصارحت جماهيرها بخلافاتها وبتقصيرها إما في عملية إختيار المدرب نفسه أو في شراء المحترفين أو في سيطرة ” سعادة الرئيس ” على مجلس إداراته وعلى قرارات النادي من اولها لتاليها …. ولكن الكلُّ مرشحون للرحيل إلا ” سعادته ” ….
وحتى لو أعطيتموني مثلا على إدارة ” جريئة ” اعترفت بالتقصير فكم هي نسبة المعترفين قياسا على نسب المُكابرين ؟؟؟
رابح سعدان أوصل الجزائر لنهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 24 سنة ومع هذا هناك من ( نشر عرضه على بيرق ) بعد الخسارة أمام مصر في كأس افريقيا وأمام الصرب وديا وطالبوه بالإستقالة وتدارسوا بالبديل … العراقي عدنان حمد اوصل كرة الأردن لنهائيات أمم آسيا من أضيق الابواب وحتى الآن لم يتم التجديد له وهناك من يطالب بمدرب ( كبير ) خلال النهائيات وكأن عدنان حمد مدرب ( صغير ) ؟؟ أما السوري فجر إبراهيم فأوصل بلاده لنفس النهائيات بعد 14 سنة من الغياب كمتصدر لمجموعته التي تضم الصين وفييتنام ولبنان وكان الوحيد بين كل منتخبات القارة الذي لم يخسر مباراة ومع هذا هناك حملة ( للمطالبة برحيله ) …
فعلا نحن نعيش عصر الجوع ولكن للأسف ليس جوع مابعد الوليمة بل جوع الثقافة والقناعة وعقَد الخواجات وعقَد النقص … عصر الجوع في الزمن الموجوع ….
مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com