منوعات

رياح (العصائر) تعصف بـ (الحلو مر)

[JUSTIFY](الحلو مُر) أو (الآبري) المشروب البلدي والرفيق الدائم لرمضان في ديار الأسرة على مر أيام الشهر الفضيل, حيث لا تخلو مائدة إفطار منه، وتبدأ التحضيرات له قبل أشهر، وتتفنن الأسر في صناعته ونكهته وطقوس (عواسته) التي تتباهى الأسر السودانية في ضيافتها للمشاركات فيها من النساء جارات وقريبات، ما بين أكل يبلغ حد الذبائح وقهوة وغيرها وحتى تطور صناعته ليصبح، تجارة لها مروجوها من النساء و الرجال.. هل أصبح الحلو مر معرضا للإنقراض بعد أن تعددت أنواع العصاير وتوافرت الفواكه بأشكالها وأنواعها في الاسواق؟
سؤال جال بالخاطر مع تذمر بعض الأسر من إرتفاع التكاليف في ما تسميه بـ(عواسة) الآبري، مما سيدفعها الى اللجوء الى الأسواق لشرائه أو الاستعاضة عنه بالعصاير، الأمر الذي قالت عنه الجدة زينب علي (إفطار رمضان بدون الأبري شنو الفائدة منه)، ولكن فاطمة السيد ردت (عواسة الابري، تعب في تعب في الوقت الذي نجد أنه هو الذي يبور في صينية رمضان) ويرى عبدالله عثمان أن البهارات المستخدمة في صناعة الآبري تؤثر سلباً على صحة المرضى بـ(المصران) رغم أن المعدة السودانية تعودت عليه وكحالة نفسية إذا لم يوجد الآبري في الصينية لا تشعر أنك صائم وستفطر بعد لحظات.
عايدة عمر متزوجة حديثا قالت: أن هذا أول رمضان، تصومه في بيتها واول ما كان موضوعاً ضمن حاجياتها وأهدي لنسيبتها (أم زوجها) في (موية رمضان) كان الآبري، ولا تعتقد أن الأسرة السودانية ستتخلى عنه، لأنه أصبح موروثاً من الصعب أن يزول عن الخارطة الرمضانية.
والحلو مر في رحلته مع الاسرة يظل عنواناً لها حتى في ديار الغربة وللمغتربين معه حكايات وروايات ومقالب خاصة كيفية وصوله إليهم، وانت تشاهد الجوالات والكراتين وهي تبلغ وصولها الى مطارات الدول ورائحته تفوح منبئة عن وصوله ضمن (عفش الركاب) وتتفنن الأمهات والزوجات في صناعته.. ولكن هنالك من يرى في ذلك جهداً بلا طائل، وآخرون يرونه بصمة تذكار وتذكير بالوطن وذكرياتهم مع الشهر الفضيل، والحلو مر بين حضوره وحالة التنافس مع العصائر الجديدة في المائدة الرمضانية يظل حالما بالاستمرار بينما يرى البعض أنه ربما يواجه المصير المجهول.
[/JUSTIFY]

صحيفة الرأي العام