ثقافة وفنون

شكر الله عز الدين : (مهند ونور) كتبت من أجلي

لمع اسمه في دنيا الغناء خلال الفترة الماضية عبر أغنيات المطربين الكبار، لكن سرعان ما تحول لإنتاجه الخاص ويمتلك في رصيده ثلاثة ألبومات وجدت رضا وقبول الجمهور على حد وصفه. وهو القادم من أرض المحنة الجزيرة التي أنجبت العديد من الفنانين الذين صاغوا وجدان الشعب السوداني فنياً.. فهل سيكون الفنان الشاب شكر الله عز الدين امتدادا لتجارب الكاشف، محمد الأمين، أبو عركي البخيت وعبد العزيز المبارك أم ينزوي مع الأيام؟؟.. (الأخبار) جلست إليه لتعرف ما يدور بخلده.. فإلى مضابط الحوار.
– في بداية طريقك نحو دنيا الغناء هل واجهتك عوائق وصعوبات أم الأمر سار كما هو مخطط له؟
أي شيء عند بدايته يجد موانع في طريقه، ومن الطبيعي بحكم المجتمع السوداني وطبيعة تكوينه أن أجد الرفض من قبل الأسرة، ولكن مع إصراري وتمسكي بطريق الغناء النابع من إحساسي بالنجاح فيه بدأت بعض الشيء في الاستجابة لرغبتي في مواصلة الغناء، الذي كانت بداياته الأولى من خلال الكلية وطلابها الذين وقفوا بجانبي إبان المخاض الأول لتجربتي التي لم يقو عودها بعد.
– أغنية (مهند ونور) خلقت ضجة في الساحة الفنية سمعها الجمهور أولاً بصوتك ثم أصوات أخرى؟
ليس لدي مانع أن يتغنى أي فنان بأعمالي. أما بالنسبة لأغنية (مهند ونور) تحديداً فشاعرها أيمن بشير أعطاني إياها وعملت على تسجيلها، ثم سمعت الفنان أحمد قرقوري يتغنى بها، وهو تربطني به علاقة وطيدة. وكما أسلفت فلا مانع من أن يتغنى بها، والحكم متروك للجمهور ليحدد من تغنى بها بصورة أجمل ولكل منا لونيته الخاصة في الغناء. أما شهاب الدناقلة فلم أسمع به.
– ظهرت بأعمال الغير وما زلت تتغنى بها.. هل هنالك إذن أو اتفاق مسبق مع أصحاب الحق؟
نعم هنالك اتفاق من جانبي مع أصحاب الأعمال التي تغنيت بها. لكن في البدايات وقبل معرفتي بقانون الملكية الفكرية تغنيت ببعض الأعمال دون إذن من أصحاب الحق. وفي الوقت الراهن أي عمل للغير لا أتغنى به إذا لم آخذ الإذن من الشاعر أو الملحن.
– الفنان زيدان إبراهيم اتهمك بأنك شوهت أعماله.. ما هو تعليقك؟
زيدان قامة من قامات الساحة الفنية السودانية، وأنا ليس لديّ تعليق على كلامه.
– لماذا لا تود الرد عليه؟
كما أشرت سابقاً ليس لديّ تعليق، ولا أملك الحق في الرد عليه.
– ردك هذا اعتراف ضمني بأنك شوهت أعماله التي تغنيت بها.. أم ماذا؟
هنالك جمهور يحكم إذا كنت شوهت أعماله أم لا. ولكن هو صاحب الحق له رأي وأنا احترمه.
– الغناء يغبر عن الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع.. فهل نعتبر أعمالك (أضربني بمسدسك، وأسمعي يا جارة) تعبر عن أبناء هذا الجيل؟
هذا جيل مختلف عن الجيل السابق له والقادم من بعده، وأي شيء فيه مختلف، لذا نعدّ هذا الغناء يعبر عن مشاكلنا وهمومنا ويقدم الحلول لها عبر لحن فني بسيط وكلمات بسيطة يستطيع أي شخص أن يفهمها ويتفاعل معها. لسنا مقيدين بما قدمته الأجيال السابقة، فنحن نقدم إنتاجنا للجمهور والحكم ومتروك له.
– الأغنية السودانية ما زالت أسيرة للمحلية؟
ما أسعى إليه في المستقبل القريب هو نشر الأغنية السودانية خارجياً على نطاق الوطن العربي، ولكن هنالك العديد من العوائق التي تقف ضد ذلك، أولها السلم الخماسي، بجانب اللهجة السودانية التي لا يفهمها غيرنا؛ كذلك وسائل الإعلام ومستواها الهزيل مقارنة برصيفاتها العربية. على سبيل المثال، في القاهرة، عندما يكون هنالك عمل جديد يجد هالة من الاهتمام المتزايد والترويج له بصورة كبيرة، عكس أعلامنا الذي لا يكون بنفس مستوى الإعلام المصري. لذا لابد من تصحيح الوضع عبر الطرق العلمية.
– مقاطعة.. هنالك بعض التجارب لفنانين سودانيين وجدت الانتشار الخارجي عبر تجربة الفيديو كليب؟
صحيح، لكن بأغاني معينة وليس كل أعمالهم، ونحن نهدف لسماع جميع أعمال الفنانين السودانيين.
– كيف تختار أعمالك.. هل تفصلها حسب الشباك؟
لديّ رؤية محددة في اختيار أعمالي، فعلى سبيل المثال مسلسل (مهند ونور) أحدث ضجة في الوطن العربي وهوساً لجميع البنات، وبناء على ذلك طلبت من الشاعر أيمن بشير أن يكتب لي عملاً غنائياً عن تلك الظاهرة التي اجتاحت بلادنا بسبب ذلك المسلسل فكانت: (أعقلي شوية بطلي الأوهام .. ناس مهند ونور مسلسلات وأفلام).
وأنا اختار أعمالي حسب الشباك ومدى القبول الذي تجده عند الجمهور، ولا أرى في ذلك غضاضة، بجانب توافقها مع إمكانياتي ومقدراتي الصوتية.
– ترتيبك بين أبناء جيلك؟
لست الشخص المعني بهذا الأمر، والذي يحدد هو الجمهور العريض. فأنا فنان في بداية الطريق أقدم نفسي واترك الحكم للجمهور.
– هنالك اتهام موجه نحو يصفك بأنك تغار من زملائك الفنانين؟
هذا كلام غير صحيح، وأنا شخصياً لا أحمل شيئاً في دواخلي تجاه أحد الزملاء واحتفظ لهم بود ومحبة خاصة، وأتمنى لهم من الله النجاح والسداد.
– يرى بعض النقاد أن صوتك مصطنع وغير طبيعي؟
هؤلاء النقاد آخذ منهم الأشياء المفيدة فقط، (إذا بسمعوني شخصين فهذا كافي لأكون فنان)، ولهم مطلق الحرية فيما يقولونه. أما بالنسبة لي فأنا امتلك عضوية في اتحاد الفنانين، ولدي ثلاثة ألبومات في السوق، ولدي جمهور محترم أحبه ويحبني ولا دعوة لي بما يقوله نقادك هؤلاء!!
– دخلك السنوي كم؟ وهل تصنف من الأثرياء خاصة بعد تحول الغناء لحرفة تدر الأموال؟
مقاطعاً.. لا أقوم بحساب دخلي السنوي، بالإضافة إلى أن جمع المال ليس همي، فأنا من أسرة ميسورة الحال، وأسعى لإيصال الرسالة التي من أجلها سلكت درب الفن وفارقت مجال دراستي وهو المختبرات الطبية.
– اتجاه أبناء جيلك للمديح.. إلى ماذا تعزوه؟
مديح الرسول (صلى الله عليه وسلم) حاجة جميلة وأنا أيضاً في بداياتي مدحت، والآن إذا وجدت قصيدة تمدح النبي (صلى الله عليه وسلم) فلا مانع عندي من تقديمها للجمهور. وهؤلاء الشباب الذين يمدحون أصوات جميلة دفعها لهذا الاتجاه حبها للنبي (صلى الله عليه وسلم) وليس العودة للساحة الفنية التي غابوا عنها كما يردد البعض.
– شكر الله عز الدين الشخص كيف يرى شكر الله الفنان؟
أنظر إليه بعين فاحصة لأرى العيوب وأعمل على تلافيها. ومن الأشياء التي أحرص عليها جداً هي فصل الحياة الشخصية عن الفنية، واهتم بمراجعة النفس من حين لآخر حتى أتجنب الوقوع في المنزلقات الوعرة، وأسعى لصقل تجربتي بالدراسة الموسيقية.

صحيفة الأخبار
حاوره: محمد فايت