جرائم وحوادث

سفر القوافي : ذئاب الخرطوم..!

رغم أننا نعيش أجواء رمضان الإيمانية ونتباهى بأننا أهل السماحة والكرم والأخلاق النبيلة، إلا أن بعض الذئاب وشذاذ الآفاق أبوا إلا أن يشوِّهوا ذلك باعتداءاتهم المتكررة على القاصرات وقتلهن من بعد ذلك..!
إنه وباء اجتاح ديارنا ونحن الذين كنا في السبعينيات والثمانينات عند منتصف الليل نقوم بتوزيع (بنات الجيران) من بيت الحفل أو (العرس) إلى منازل ذويهن، دون أن تبدر منّا بادرة سوء، وهن قد تجاوزن سن الرشد ونحن شباب تعوي كل فصول المراهقة بدواخلنا، ولكننا كنّا وما زلنا نحمل اتقاء الله عز وجلّ وسنّة رسوله في صدورنا، فلم تبدر من أبناء جيلنا فعلة شنعاء مثل التي نراها ونسمع بها اليوم.
إن حكومة ولاية الخرطوم في ظل هذا الاكتظاظ المفاجئ الذي نعيشه الآن، والهجرات المتواصلة من الريف إليها باعتبارها العاصمة الوطنية، بعد تناقص الخدمات ومقومات الحياة بتلك الولايات، وبعد أن (خرّب) فيروس الحرب الأهلية والتطاحن القبلي نفوس شبابها الذين فقدوا الدليل.. فإن حكومة الدكتور الخضر مُناط بها أن تنتهج خطة أمنية صارمة لملاحقة كل شذاذ الآفاق وحماية فلذات أكبادنا من مافيا الاغتصابات المتكررة والقتل العمد والتشويه، وذلك قبل التفكير في تأمين الولاية من غزو خارجي قد يقوم به خليل ابراهيم أو قائد مجموعة متمردة أخرى من دارفور أو غيرها.
لقد وصل الخوف في نفوس الأمهات إلى قمته وبلغ ذروته، فبالأمس القريب طلبت مني زوجتي المستنيرة – وهي صحافية مؤهلة – أن أتأخر بالمنزل ولا أغادر إلى مباني الصحيفة حتى الواحدة ظهراً.. سألتها: لماذا؟ فقالت إنها تود معاودة شقيقتها (النفساء) وتخشي ألا تعود إلى المنزل قبل الواحدة ظهراً.. فقلت لها: عودي متي شئتِ.. فنظرت إليّ في استغراب وردّت بحماسة زائدة: أنسيت أن ابنتنا تعود من الروضة في الواحدة ظهراً.. فمن الذي سيستقبلها عند عودتها؟ فقلت لها: أخبري الجيران.. فقالت: لا أثق في أحد على الإطلاق.. فقلت لها: لماذا؟ فقالت: ألست متابعاً لما يجري في الخرطوم من اختطاف واغتصاب وقتل للطفلات ما بين عامين وستة أعوام؟ قلت: نعم ولكن جيراننا هم أهلنا الأقرب لنا.. فقالت: إذا كنت لا تستطيع الانتظار فإنني لن أغادر المنزل حتي تعود ابنتي بـ «الترحيل» وعندها سآخذها وسنغادر معاً. انتهى.
{ سيدي الوالي.. هذه هواجس أم داخل بيتها، أضحت لا تثق في أحد.. ألم أقل يجب أن تنتهج خطة أمنية جديدة مع تفعيل دور الباحثين الاجتماعيين والنفسيين ومعالجة بواطن الحنق والغضب لدى مواطنيك الذين يشكون من الفاقة وشظف العيش والعوز، حتى تعود لولايتك الطمأنينة، وإلا فإن الحرائق التي طالت لندن ستندلع حرباً بين الآباء وذئاب الخرطوم.. (والحشّاش يملا شبكتو)
الأهرام اليوم

تعليق واحد

  1. و الله كلام زوجتك في محلو انا نفسي عندي نفس خوف زوجتك بس الفرق انا خارج السودان و الله عاوزه ارجع لكن الخوف كاتلني عديل كده.غاينو ربنا يصلح الحال.