مصطفى الآغا

الرأي العام الرياضي .. حقو فرنك


[ALIGN=CENTER]الرأي العام الرياضي .. حقو فرنك [/ALIGN]

قد لا أخترع المياه السخنة إن قلت أن الكثير من المسؤولين الحاليين والسابقين عن رياضتنا وكرة قدمنا وبقية ألعابنا لايؤمنون بأن الرأي العام الرياضي ( أي رأي الشارع ) قادر على تحديد هوية وتوجه كل إتحاد رياضي أو التأثير على قراراته والدليل أن عشرات ومئات وآلاف المطالبات والمقالات والحملات طالبت برحيل مدرب المنتخب السوري فجر إبراهيم وبقي هو ولم يرحل رغم رحيل الكثيرين ممن طالبوا أساسا برحيله …

البعض يقول عن فجر إنه مدعوم ومسنود والبعض يقول إنه فوقي و( متعجرف ) وحتى لو حقق النتائج الجيدة ووصل إلى نهائيات أمم آسيا بعد طول غياب والبعض يقف معه ويدافع عنه دفاع المستميت لانه يرى فيه نعم المدرب وأنا هنا أعتقد أن الحكم على أي مدرب في الدنيا لا يكون فقط من خلال سيرته الذاتية ( وهي التي لا تشكل دعما حقيقيا للكابتن فجر ) والدليل أن هناك مئات المدربين ذوي ” السيفيهات ” الثقيلة ولكنهم لم يقدموا أي شئ للمنتخبات أو الأندية التي دربوها ومنهم سكولاري الذي حمل كأس العالم مع البرازيل ووصافة اوروبا مع البرتغال وفشل مع تشيلسي ثم درب بونيوديكور الأوزبكي في أغلى راتب بتاريخ المدربين في العالم … وهناك من لم تكن سيرتهم الذاتية تحتوي على أي شئ مهم كمدربين وتألقوا مثل غوارديولا وكلينزمان وكيغان وآنغوس وقبلهم كارلوس آلبرتو الذي بدأ كمعالج فيزيائي وبالمناسبة أغلى مدرب في العالم حاليا كان مترجما وهو البرتغالي مورينيو ….

إذن معيارنا لتقييم فجر ليس طوله وعرضه وعضلاته بل نتائجه رغم أنني شخصيا كنت من المنادين برحيله ( قبل أن يصل بالمنتخب لأمم آسيا بدون أية خسارة وبعدها لأننا بحاجة لطاقم كامل وعالمي ، وليس لمدرب فقط .. نريد طاقم يبنى للمستقبل ويواكب الحاضر مثلما فعل ما طاقم ماتشالله مع عمان وطاقم الجوهري مع الأردن ) … وأنا مع المدرب المحلي الذي صنع المعجزات مثل حسن شحاتة ورابح سعدان وعدنان حمد وعمو بابا ونزار محروس ومحمد قويض ومحمد ابراهيم وخليل الزياني فكللهم صنعوا الفارق والأهم بنوا قواعد ولم يقطفوا النتائج فقط ) …. وأنا احيي فجر على نتائجه وأشد على يديه وليس بالضرورة أن اتفق معه في الرأي ولكن يجب أن نتعلم ثقافة الإختلاف بدل حفلات الردح والشتم المنتشرة هذه الأيام والأنكى لهجات التهديد والتخوين التي يطلقها بعض المسؤولين على أصحاب الآراء التي لا تتماشى مع أهوائهم … ولكن لنتفق أيضا أن الإعلام الرياضي السوري ليس بعبعا ولم يغير في تاريخه لامدربا ولا قيادة رياضية ولا غيّر من طريقة إدارة الرياضة في البلد رغم قوة النقد التي تصدر من بعض الأقلام والصحف ولكن الآلية التي يجلس فيها المسؤول على الكرسي لا تعتمد على الرأي العام والمزاج العام بقدر ما تعتمد على آليات أخرى قد تكون اقوى من رأي الشارع ولكن أتساءل إن كنا دائما نتغنى بهذا الشارع ونطالبه بالمؤازرة والوقوف مع المنتخبات والحضور للمباريات ولكننا نادرا ما نشركه في الرأي أو القرار وإن حدث عكس ذلك فهي مجرد طفرات وحالات استثنائية وليست قاعدة نمشي عليها ….

كثيرا ما أسمع من بعض المسؤولين عن النقد الرياضي بأنه ( علاك فاضي ) وعن الجماهير بأنها مجموعة من المندفعين المتعصبين الذين يرون المنتخبات من عيون أنديتهم ولكن نادرا ما نجتمع بهم أو بممثليهم أو ننظم وندعم روابط المشجعين كي تواكب رؤيتنا لرياضة متطورة وقادرة …. ولن نتطور نهائيا إن كان هناك من يعتقد أن رأي الشارع وكلام الإعلام الرياضي هو ” حكي فاضي حق فرنك ” ….ِ

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com