الحروب الباردة في بيوتنا ؟؟؟
أكتب هذا الكلام وأنا مختبئ في زاوية ضيقة في بيتي الضيق وقد زارتني إبنة حماي مها وأختها إيمان صحبة أولادهم الأربعة ” تيم وجوليا وسيلين وناتالي ” في مهمة ظاهرها عائلي اجتماعي تواصلي وفي باطنها مهمة أستكشافية لكيفية تعاملي مع شقيقتهم خاصة وأنني منذ تزوجتها وهي بعيدة عنهم (جسدا فقط ) على أعتبار أن الهاتف يشتكي من كثرة الإستعمال …
طبعا هنا لابد لي من أن أستعمل ذكائي وعقلي وأن أكون مهادنا متهاونا ظريف اللسان طيب المعشر أتحاشى اعطاء اي صورة سلبية أمام بيت حماي ( ولو مؤقتا أو إلى حين ) وعلى طريقة الحرب الباردة فهم يُشعرونني بأن لديهم صواريخ نووية وأن لديهم القوة على تنفيذ أي تهديد وأنا أشعرهم بأن لدي القدرة على الرد والتهديد لهذا تبقى الأمور باردة ولكن على صفيح ساخن ….وهذا هو جوهر الحرب الباردة التي اشتقنا إليها صراحة في عصر التفرد الأمريكي بالقرار العالمي مثلما تتفرد بعض الحموات بالقرار حتى نيابة عن بناتهن فيتدخلن في أمورهن الشخصية ويخربن العلاقة بين الزوجين فقط بسبب عقد النقص والشعور بالقوة والهيمنة على مصائر الآخرين والغريب أن الحماة تقف ضد زوج أبنتها ولكنها تقف مع أبنها ضد زوجته في أزدواجية غريبة للمعايير .. فإن أختلف أبنها مع زوجته قالت له طلقها وأزوجك ست ستها وإن اختلفت ابنتها مع زوجها قالت عنه أنه قليل أصل ولم يحفظ العشرة وعينه لبرة ؟؟؟
وفي كل مرة أكتب فيها عن زوجتي يسألني عشرات ومئات الرجل عن سر القوة والجرأة التي وصفها البعض ” بالعجيبة ” في الحديث عن زوجتي وأهلها بهذا الوضوح دون الخوف من ” الهزات الأرتدادية ” لغضب حرمنا وأهلها …
وللأمانة أقول إنني أحظى بزوجة متفهمة لعملي وظروف هذا العمل وهذا لايعني أنها لاتنق ولا تغضب ولا تعكر حياتي ومزاجي في كثير من الأحيان ولكن من قال إن الرجال ” كاملون مكملون ” وأنه ليس بهم مليون عيب وعيب ولكن بما أن الذكر هو صاحب اليد العليا في مجتمعاتنا لهذا يكون اللوم دائما على الحلقة الأضعف أي الزوجة …و للأمانة فأحيانا ألومها على خروج تشيلسي أمام برشلونة وعلى عطل محرك سيارتي وعلى عدم تميّز أبني دراسيا ولا اتوقف عن اللوم إلا عندما تُذكرني ( في حال نسيت ) أنه أبني أيضا … وللأمانة فأهلها من النوع الذي تستطيع شربه مع المياه العكرة وهم يفهمون أن هذه المقالة ليست ضدهم لأنهم لو يفهموا ذلك فستكون مصيبة وحلت على رأسي …
أعتقد أن هذه المقالة هي لنصرة الزوجة أو المرأة أو الحماة التي تحاول أن تكون ( محضر خير ) بين أبنتها وزوجها ولا تتبع وسائل نتينياهو أو ليبرمان في الإيقاع بين خلق الله ورفض أي صلح أو تسوية والظهور في النهاية بمظهر المسكين الذي ظلمه الجميع ؟؟؟
كأس العالم أنطلقت وهي فرصة أن نشجع المنتخبات التي تشجعها الحموات الذي لن ينفع معه أي حكم في العالم ولا تصلح معه لا بطاقات صفرا ولا حمرا ولا خضرا ….
مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com