منوعات

عود وكمنجة وعمك تنقو .. ليلة شرحبيل.. حكاية أجيال

[JUSTIFY]قد لا تصدق عندما اردنا الدخول الى مسرح المدرسة المجتمعية العالمية ليلة الجمعة , وجدنا ما هالنا اجيال مختلفة بينها من هو في عمر الخامسة عشرة بنين وبنات وفي عمر الستين ومعهم الموصلي والقدال وعقد الجلاد وكمال كيلا ومصطفى ود المأمور..والمسرح الذي صمم على طراز المسرح البابلي التاريخي في العراق, كان على موعد مع ليلة اسطورية من جمال الابداع الفني والموسيقي والتشكيلي .. منتدى (دال) الثقافي يكرم اسرة العملاق شرحبيل احمد على قيمة عطاء تجاوز النصف قرن , وقد تحول المسرح بمن فيه الى عائلة من الألفة والمحبة في حوار مع اسرة شرحبيل وزوجته الموسيقية زكية وبناته نهى وناهد والكبرى وشريف ومحمد وقد غاب اثنين من الأبناء لوجودهما خارج السودان ومع ثلة من الاحفاد.. كان قد ادار الحوار عمر العشاري متميزا ببساطة المفردة وبالمعرفة الدقيقة لتفاصيل حياة هذه الاسرة الموهوبة,حتى كان التعليق انه (مذاكر جيد).

في الليلة كان المعرض التشكيلي لشرحبيل وفيه تصدر عم تنقو الذي رسمه في العام 1966م ومناظر طبيعية ولوحات لرقصات شعبية.. قبل ان ندخل المسرح, قلنا للفنان التشكيلي عصام عبدالحفيظ: شرحبيل بموهبتين؟.. فقال: فنان بسكتين كل منهما تكمل الاخرى, والاثنان شكلا وجداننا على مدى خمسين عاما وقدم لنا اسرة من الفنانين وان تعددت مواهبهم.. وقال:(سكتين حلوات).
اما الشاعر مصطفى ود المأمور فقال: علاقتي بشرحبيل منذ ان كنا تلاميذا نتسابق في سنار في الثالثة عصرا لاقتناء مجلة (الصبيان) وكنت معجب جدا بنظم الكلام في رسوماته واعتقد ان مجلة (الصبيان) شكلت وجدان وثقافة جيل الستينيات والسبعينيات.. وأضاف: شرحبيل لحن لي شعار برنامجي التلفزيوني.
شرحبيل من خلال الحوار مع اسرته والفيلم الوثائقي الذي رصد سيرة حياته روى حكاياته مع العود الذي تعلم عزفه مع احمد موسى شقيق الفنانة عائشة الفلاتية وكيف استطاع ان يصنع عودا من القرع وكان يدسه تحت العنقريب الى ان اكتشفه والده وضاع ثم اقتنائه لكمنجة كانت والدته تعاونه في اخفائها عن اعين والده, وفي النهاية حصوله على موافقته .. وعن مراحل حياته الفنية والرياضية عندما كان لاعب للجمباز في نادي الهلال وفي نادي الموردة وشرحبيل كما ذكر هو وحيد والديه.
وتحدث عن جيل العمالقة والجيل الذي عاصره خاصة الراحل ابراهيم عوض الذي غنى له في الامسية بمشاركة اسرته والاجمل غنى مع فلذة كبده ناهد بالصيني وهي لاعبة الاكروبات الدفعة الاولى واتيحت الفرصة لافراد الاسرة في التحدث محمد وشريف الذي هو عضو فرقة عقد الجلاد وصغرى بناته التي تعلمت في الاوبرا بمصر رقصة(البانت) وحتى شرحبيل قدم من خلال دعوة ابنه شريف فاصلا من الرقص .. وحكايات رسمت بملامحها حياة فنان كبير له بصمة في الوجدان السوداني وسيرة ناصعة من فن قدم له باخلاق عالية وحضور جميل ونبل يتذكره له بعرفان المجتمع السوداني بأثره.
[/JUSTIFY]

الراي العام