التفاصيل الكاملة لزيارة مصطفى عبد الجليل للخرطوم
رد للسودان التحية وشارك في مؤتمر الحزب الحاكم، مؤكداً أن بلاده لن تنسى ما قدمته الخرطوم لليبيين، ولعل الذاكرة لم تخنا أن السودان ظل يناصر الليبيين في كفاحهم ونضالهم ضد العقيد القذافي منذ عقود بعيدة، ونذكر هنا ان «الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا» كانت قد تأسست في الخرطوم عام 1981م، واختير لها الدكتور محمد يوسف المقريف، ناطقا رسمياً لها ثم انتخب أميناً عاماً لها في مايو 1982م، بمناصرة من الرئيس جعفر النميري، الذي مد الجبهة بامكانيات مدنية وعسكرية، وساعدها بإنشاء مكاتب ومعسكرات لتدريب فدائييها، مما ساعد على تأسيس جناحها العسكري، الذي فقد شهداء عند باب العزيزية عام 1984م، منهم «الشهيد مصطفى الجالي ابو غرارة والشهيد يحيى علي معمر والشهيد سالم طاهر آلماني، ليس ذلك فحسب، بل سمحت الخرطوم لها بانشاء اذاعة موجهة «اذاعة صوت الشعب الليبي.. صوت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا»، وكانت تبث عبر موجات عديدة الى ليبيا، وصرح الرئيس جعفر النميري آنذاك بأن الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا، هي اصلح من يقود ليبيا، وبالامس اعاد التاريخ نفسه لمقولة الرئيس عمر البشير عندما ذكر أن الشعب الليبي قدم للشعب السوداني اعظم هدية بتحرير ليبيا من القذافي ونظامه، ومن هذا المنطلق سنكشف خلال الاسطر القادمة التفاصيل الكاملة التى دارت وراء الدهاليز بين حكومة الخرطوم واعضاء المجلس الانتقالي الليبي، فالى التفاصيل:
عقب اجتماعات المؤتمر الوطني دخل رئيس المجلس الانتقالي الليبي عقب مشاركته في اجتماعات المؤتمر الوطني بالمركز العام في مباحثات عقدها مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، تناولت التكامل المرتقب بين البلدين ببيت الضيافة الذي اعقبه عشاء على شرف المستشار الليبي، وعقب اللقاء قال الرئيس عمر البشير فى تصريحات صحفية اننا نرحب بزيارة رئيس المجلس الانتقالى الليبيى للسودان، ونتقدم له بالتهنئة على نجاح الثورة الليبية، مشيرا الى ان العلاقات التى تربط السودان وليبيا هى علاقات شعبية قديمة ضاربة جذورها فى التاريخ، مؤكداً أن العلاقات متميزة. وزاد قائلا: «اكدنا على تطلعات الشعبين فى تأطير هذه العلاقات»، معلنا عن تشكيل لجان لرعايتها فى شتى المجالات .
في المقابل أكد رئيس المجلس الانتقالى اللليبى مصطفى عبد الجليل أن هناك آفاقاً مستقبلية كبيرة للتعاون بين السودان وليبيا، مشيرا الى الجوار بين البليدن ومقومات النجاح المتمثلة فى الثروة البشرية والطبعية، واكد ان العلاقات السودانية الليبية ستشهد آفاقاً رحبة، وسيكون هناك ربط للمواصلات فى اقرب نقاط للحدود السودانية. ونوَّه الى الدور الكبير الذى يقدمه السودان للثورة الليبية فى كل المجالات الانسانية والسياسية والعسكرية، وقال إننا نقدر مواقف الرئيس البشير فى اصلاح علاقتنا مع بعض دول الجوار.
وفي الفندق اجرى وفد رفيع تقوده مؤسسة الطوارئ الصحية السودانية لقاءً مع رئيس المجلس الانتقالي ضم د. سر الختم الامين الامين العام للمنظمة، وبروف محمد سعيد الخليفة مدير جامعة الزعيم الازهري، ود. اسامة توفيق رئيس القوافل السودانية الى ليبيا، والأمين العام لجمعية الهلال الأحمر بالإنابة محمد النبهاني الشيخ، ولقد أكد الوفد خلال لقائه برئيس المجلس الليبي مناصرة السودان المتواصل للمرحلة الثالثة وهي بناء المستقبل بين البلدين، حيث اعرب الوفد عن استعداده لمناصرة ليبيا بالاطباء من الكفرة جنوباً وحتى اقصى غرب ليبيا على الحدود الجزائرية، خاصة ان المستشار الليبي طلب من الوفد دعم السودان الطبي المتواصل، بالاضافة الى حاجة ليبيا الى تجربة التأمين الصحي السوداني، حيث سيقوم وفد من ادارة التأمين الصحي بزيارة الى ليبيا خلال الفترة القادمة في ذات الخصوص، وعلمت «الإنتباهة» أن اللقاء حضره عضو المجلس الانتقالي الليبي عن دائرة طبرق فرج ياسين.
وخارج الفندق أجرى الوفد العسكري والامني الليبي مع نظيره السوداني مباحثات استمرت منذ مساء امس الاول وتواصلت الى قبيل مغادرة الوفد مع جهاز الامن والمخابرات الوطني الذي كان له دور ملموس في قيادة المناصرة السودانية لليبيا، بالاضافة لوزارة الدفاع التى قامت بنقل السلاح من السودان وتحرير مدينة الكفرة مرتين على يد القوات السودانية.
لقاءات جانبية
وعلمت «الإنتباهة» أن وفداً من بقيادة د. سلاف الدين صالح مفوض السودان لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، سيجرى زيارة الى الاراضي الليبية خلال الفترة القادمة أيضا لنقل تجربة السودان في نزع السلاح واعادة دمج الثوار مع القوات النظامية الليبية، حيث سيشارك الوفد مستشارون عسكريون من الخرطوم بالاضافة لاختصاصيين رفيعين في تدريب المقاتلين لاستعيابهم في مرحلة بناء ليبيا الحرة.
وعلى ذات الإطار سيقود مدير منظمة الشهيد المجاهد محمد أحمد حاج ماجد وفد المنظمة الى طرابلس خلال ايام ايضا، لنقل تجربة المنظمة في دعم اسر الشهداء والجرحى من عمليات تحرير ليبيا.
عبد الجليل يلتقي بالطاهر قبل مغادرته الخرطوم
اطلع رئيس المجلس الوطني احمد إبراهيم الطاهر د. مصطفى عبد الجليل على مسار العمل البرلماني في السودان، وقدم له شرحا حول اختصاصات البرلمان وعلاقاته الداخلية والخارجية، جاء ذلك لدى لقائه امس «السبت» ببرج كورينثيا رئيس المجلس الانتقالي الليبي ـ وقدم خلال اللقاء دعوة رئيس المجلس الانتقالي الليبي لإرسال ممثل ليبيا للمشاركة في أعمال الاتحاد البرلماني الإفريقي التي ستنعقد بالخرطوم في الفترة من 27-29 الشهر الجاري، مبيناً أن رئيس المجلس وافق على إرسال ممثل له لحضور هذه الاجتماعات، وعبر رئيس البرلمان عن أمله في رؤية برلمان ليبي منتخب يكون صديقا للبرلمان السوداني، ويعبر عن إرادة الشعب الليبي وثورته الظافرة. وأضاف أن زيارة المسؤول الليبي للبلاد تعد ذات دلالات عميقة وتستمد آثارها نحو تقوية وتعزيز التعاون في كافة المجالات بين الخرطوم وطرابلس.
نافع يؤكد استعداد السودان لتقديم العون للشعب الليبي
مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع أبدى استعداد السودان لتقديم كل العون والمساعدة السياسية والشعبية للشعب الليبي، وقال نافع في تصريح له عقب لقائه أمس بمصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ببرج كورنثيا، إن اللقاء تطرق إلى ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبيين الشقيقين، داعياً إلى الاستفادة من خبرات السودان في مجال تنظيم العمل الحزبى والتعددي، سواء كان ذلك في صياغة القوانين المنظمة له او إنشاء الأجهزة. وقال إن اللقاءات التي أجراها رئيس الجمهورية ونائبه الأول مع رئيس المجلس الليبي هدفت للتأكيد على استعداد السودان الكامل لتقديم كل ما من شأنه المساعدة في نصرة الثورة الليبية وتحقيق النماء والتطور للشعب الليبي. وأضاف د. نافع أن اللقاء تطرق أيضاً إلى ضرورة أن تنفتح الثورة الليبية على كل أقطار العالم، مؤكداً استعداد السودان لدعم هذا التوجه من خلال مسيرته في مجال العلاقات الخارجية.
عبد الجليل يجتمع بالوفد التشادي
بحث رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل مع الأمين العام للحزب الحاكم فى تشاد د. هارون كبادي العلاقات الثنائية، حيث يعد اللقاء أول لقاء يجمع بين المجلس الانتقالي الليبي مع الجارة تشاد منذ انطلاق ثورة «17» فبراير الذي التأم بالخرطوم.
لقاء مع تلفزيون السودان
اجرى تلفزيون السودان حواراً مفصلاً مع المستشار الليبي مصطفى عبد الجليل بفندق كورينثيا بالخرطوم قبيل مغادرة الرئيس الشيقيق لبلاده.
مغادرة عبد الجليل
في الثانية عشرة ظهراً بتوقيت السودان المحلي غادرت طائرة المستشار الليبي مصطفى عبد الجليل، حيث كان في وداعه مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا، ووزير الدولة بمجلس الوزراء د. محمد مختار، بالاضافة لعدد كبير من الوزراء الاتحاديين، وهو يحمل في معيته سلام اهل السودان المناصرين للشعب الليبي وأياديهم المفتوحة للصفحة الجديدة التى سترسمها الأيام القادمة بين الشعبين.
خارج النص.. تفاصيل اعتقال قائد رئيس عمليات حركة عبد الواحد بالكفرة
قال رئيس مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود الليبية عيسى عبد المجيد منصور، ان الثوار تمكنوا من اعتقال دالوم محمد فضل منذ أكثر من أسبوعين، حيث تم القبض عليه مختبئاً بوكره بمدينة الكفرة برفقة زملائه، وكانوا يخططون لتجميع وقود وأسلحة وبعض التموين تمهيداً للهروب إلى إقليم دارفور، بعد مشاركتهم في الجرائم التي ارتكبت بمدينتي مصراتة وزليتن، وأشار عيسى عبد المجيد منصور إلى أن دالوم كانت له علاقات قوية مع نظام القذافي، وخصوصاً العقيد معمر القذافي، ومساهمة كبيرة في دعم القذافي لقمع الثوار في ليبيا، مضيفاً أنه كان يدعم القذافي بقوات كانت موجودة في مدينة الجفرة والزاوية وصرمان وزوارة وفي طرابلس العاصمة، وأكد أن هذه القوات ارتكبت جرائم بشعة بحق أبناء الشعب الليبي في هذه المدن، وساهم بشكل مباشر في تقديم الدعم الكامل لنظام القذافي، موضحا أن التحقيقات مازالت جارية مع أعضاء الحركة لمعرفة المزيد حول الأعمال التي قاموا بها في ليبيا منذ بداية الثورة، ووعد منصور بأن الأيام القادمة سوف يتم فيها كشف المزيد من الأسرار حول هذه الحركة ونوعية التعاون الذي كان بينها وبين نظام القذافي المخلوع، ومكان وجود القذافي نفسه وأماكن وجود أبنائه.
وقال منصور إن دالوم محمد فضل موجود في مكان آمن، ولم يتم الكشف عنه لدواعٍ أمنية وحفاظاً على حياته، مضيفاً أنه ضبط وبحوزته قسم خاص بالحركة وبطاقات تعريفية، إلى جانب بطاقات خاصة صادرة عن نظام القذافي وعليها صور معمر القذافي، وذكر رئيس مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود، أن النظام القذافي كان ينوي إقامة مؤتمر للمعارضة السودانية في العشرين من شهر فبراير الماضي، أي قبل اندلاع الثورة في ليبيا، لتوحيد الحركات السياسية والمسلحة بإقليم دارفور من أجل سلام شامل بمدينة الكفرة، وأن القذافي شخصياً كان ينوي حضور هذا المؤتمر، وأضاف أيضاً، أنهم كانوا قد وصلوا إلى مدينة الكفرة بعد رحلة طويلة بدأت من هروبهم من مدينة مصراتة وزليتن إلى مدينة سبها عبر دروب الصحراء عند الحدود السودانية بمسافة بلغت 2000 كيلومتر حتى وصلوا إلى مدينة الكفرة التي فيها تم القبض عليهم، مشيراً إلى أنه تم القبض على عشرات من أعضاء حركة العدل والمساواة في مدينة أربيانة الحدودية بعد مهاجمتهم قافلتهم التي كانت تحاول الهرب من ليبيا عقب مشاركتها في الهجوم على الثوار في مدينة القطرون ومرزق.
[/JUSTIFY]
صحيفة الانتباهة