اعتقال 19 شخصا على خلفية الهجوم على السفارة الأمريكية بصنعاء
وكانت العاصمة اليمنية قد استيقظت أمس، على وقع هجوم مركّب استهدف السفارة الأمريكية، وتخلَّله تفجير سيارتين مفخختين وتبادل لإطلاق بين المهاجمين وحراس السفارة اليمنيين، مما أسفر عن وقوع 16 قتيلاً على الأقل.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم الجهاد الاسلامي في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم وهددت بشن هجمات على سفارات اخرى منها سفارات بريطانيا والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة.
في غضون ذلك، نددت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بشدة بهذا الاعتداء واشارت الى ان ردة الفعل السريعة من قبل اجهزة الامن اليمنية وحراس السفارة “قلصت من حجم تأثير الاعتداء على طاقم السفارة وزوارها”.
وقالت رايس ان “هذا الاعتداء الوحشي يذكرنا بان الطاقم الاميركي والمحلي في سفاراتنا يخدم الولايات المتحدة في عدة مناخات خطيرة في العالم وهم يتحملون مخاطر شخصية” مضيفة “نحن فخورون بهم”.
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية مواصلة دعم الولايات المتحدة لجهود اليمن في مكافحة الإرهاب. ونقلت رايس في اتصال هاتفي أمس مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تعازي الرئيس الأمريكي جورج بوش والإدارة الأميركية لليمن واسر ضحايا حادث الهجوم، مؤكدة بأن اليمن والولايات والمتحدة شركاء في مكافحة الإرهاب
تورط القاعدة
من ناحيته اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان الولايات المتحدة تشتبه بوقوف تنظيم القاعدة وراء الاعتداء الذي استهدف سفارتها في اليمن واسفر عن سقوط 16 قتيلا.
وقال المتحدث في مؤتمر صحافي انه بالرغم من تبنيه من قبل مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها “الجهاد الاسلامي في اليمن” فان “هذا الاعتداء يحمل بصمات تشير الى انه اعتداء للقاعدة”.
ولم يذهب ماكورماك الى حد توجيه اتهام صريح الى القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن لكنه اكد ان العملية التي وصفها ب”المعقدة” تشتمل على عدة سيارات مفخخة ومهاجمين راجلين.
وذكر المتحدث “ان القاعدة كان لها احيانا متعاقدون او اسماء مستعارة. وبامكانها استخدام اسماء مختلفة”. واكد “ليس بوسعي اقامة رابط واضح لكن نظرا الى الوقائع على الارض فان ذلك يشبه كثيرا ما قامت به القاعدة في الماضي”.
ولم يقتل اي مواطن اميركي لكن السفارة اكدت مقتل احد حراسه من التابعية اليمنية كما اوضح ماكورماك.
الانفجار
كانت العاصمة اليمنية صنعاء شهدت صباح أمس هجوما استهدف السفارة الأميركية، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا بينهم ستة من رجال الأمن وأربعة مدنيين وستة مهاجمين.
وانفجرت سيارة اولى بالقرب من البوابة الرئيسية التي تحميها كتل اسمنتية. وبعد دقائق معدودة انفجرت سيارة ثانية قرب مدخل مخصص للمشاة. وبين الانفجارين حاول مهاجمون مسلحون اقتحام السفارة راجلين لكن الحرس منعوهم من ذلك.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “الجهاد الإسلامي في اليمن”، في بيان أمس، مسؤوليتها عن الهجوم، وهددت بشن هجمات على سفارات اخرى منها سفارة بريطانيا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
وكانت الجماعة هدَّدت في بيان سابق أمس الأول، بشن سلسلة من الهجمات ما لم تستجب حكومة اليمن وتطلق سراح عدد من اعضائها المسجونين.
وتعرضت السفارة الاميركية في صنعاء في 18 مارس الماضي لهجوم فاشل بقذائف الهاون تبنته مجموعة “كتائب جند اليمن” وهي الفرع المحلي لتنظيم القاعدة. ومجموعة “الجهاد الاسلامي في اليمن” ليست معروفة لا سيما لجهة علاقتها بتنظيم القاعدة.
وظهر الفرع المحلي لتنظيم القاعدة للمرة الاولى في 12 اكتوبر 2000 عندما استهدف بواسطة زورق مفخخ المدمرة الاميركية “يو اس اس كول” في خليج عدن ما اسفر عن مقتل 17 بحارا اميركيا.
وفي أعقاب هذا الهجوم انضمت اليمن الذي تتحدر منه عائلة زعيم القاعدة اسامة بن لادن الى الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم القاعدة.
ردود الأفعال
يأتي هذا في الوقت الذي توالت فيه ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بالهجوم الارهابي الذي حاول استهداف السفارة الامريكية صباح أمس الاربعاء, حيث أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن استنكارهم للهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في اليمن وخلف عدداً من القتلى والجرحى .
وقرأ السفير ميشيل كافاندو ممثل بوركينا فاسو الدائم ورئيس المجلس للشهر الحالي بيانا صحفيا بهذا الشأن جاء فيه: “يشدد أعضاء مجلس الأمن على الحاجة لتقديم مرتكبي ومخططي وممولي ذلك العمل الإرهابي إلى العدالة، ويشيدون بالتزام حكومة اليمن بهذا الشأن. ويحث أعضاء المجلس جميع الدول، وفق التزاماتها الدولية، على التعاون بشكل فعال مع الحكومة اليمنية في هذا الإطار”.
وشدد أعضاء المجلس في البيان على أن جميع الأعمال الإرهابية تعد إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجوم وأعرب عن أسفه لمقتل نحو ستة عشر شخصا من بينهم حراس أمن ومدنيون يمنيون.
وقال إن الاعتداءات على المنشآت الديبلوماسية وموظفيها بأنحاء العالم ينتهك القانون الدولي، ودعا السلطات اليمنية إلى بذل كل الجهود لتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة.
وفي سياق متصل أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربي بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة اليمنية صنعاء وخلف عدداً من القتلى والجرحى معربا عن شديد المه وحزنه لما تخلفه مثل هذه العمليات الإرهابية من خسائر في إزهاق الأرواح البريئة وتعكر صفو امن واستقرار الوطن والمواطن.
وجدد الأمين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية تضامن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع اليمن مؤكدا في الوقت نفسه موقفها الثابت من رفضها للإرهاب أياً كان نوعه ومصدره.
كما أدانت الجامعة العربية الهجوم, وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن الأسف الشديد تجاه الحادث , وقال في لقاء مع الصحفيين بمقر الجامعة العربية بالقاهرة “إراقة الدماء وهذه الأعمال لا تؤدي الى أي نتيجة إيجابية.
المصدر :محيط [/ALIGN]
