اختبار جديد للدم يتنبأ بسرطان الرئة قبل ظهوره بعام
ويعتبر التدخين من أخطر الأشياء التي تتلف الرئتين وتسبب سرطان الرئة – الذي يعتبر ثاني أكثر أمراض السرطان انتشاراً بين النساء بعد سرطان الثدي, وبين الرجال بعد سرطان البروستاتا- حيث يحول التدخين المفرط لون الرئة الطبيعي الوردي إلى لون اسود.
وفي خطوة إيجابية للقضاء على هذا النوع الخطير من السرطانات، توصل باحثون أمريكيون إلى أن ثلاثة بروتينات سرطانية فقط يمكنها التنبيه الى الاصابة بسرطان الرئة قبل عام من ظهور الاعراض، وذلك في كشف قد يقود الى اختبار دم لسرطان الرئة خلال خمسة أعوام.
وأوضح الباحثون ان تحليلا لعينات دم من مدخنين كشف عن ثلاثة بروتينات موجودة داخل أكثر من نصف الاشخاص الذي اصيبوا بسرطان الرئة فيما بعد.
وقال الدكتور سمير حنش الباحث بمركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان بمدينة سياتل: “إذا أمكننا توسيع هذه اللجنة باضافة عدد قليل فقد نتمكن من ابتكار اختبار للدم يتسم بالحساسية الكافية والدقة لرصد سرطان الرئة في وقت مبكر عما تسمح به الأساليب الحالية التي تعتمد على التصوير بالاشعة”.
ويستعين الاختبار الجديد بمؤشرات من جهاز المناعة بنفس الطريقة التي تستخدمها حاليا اختبارات الدم لتحديد فيروس نقص المناعة المكتسب “اتش اي في” المسبب لمرض الايدز.
واضاف حنش: “ما يحدث في السرطان هو ان جهاز المناعة يتعرف على وجود مستضدات سرطانية كبروتينات خارجية وحتى رغم انها تتكون عبر خلايا سرطانية الا انها توجد داخلنا”.
واجرى الباحثون اختبارات عينات الدم على 85 شخصا بين مدخنين سابقين وحاليين خلال عام من التشخيص بالاصابة بسرطان الرئة وعينات 85 شخصا ايضا بين مدخنين سابقين وحاليين لكن غير مصابين بالسرطان، ووجد الباحثون ثلاث بروتينات في 51 بالمئة من الاشخاص الذي اصيبوا بالسرطان.
“بصمة حيوية”
وفي إطار الحديث عن بعض الوسائل الطبية لاكتشاف المرض، توصل فريق علمى فى كلية العلوم بجامعة الملك سعود فى الرياض، إلى “بصمة حيوية” لتحديد الإصابة سرطان الرئة.
وأشار الباحثون إلى أن الدراسة اعتمدت “على تحليل الدم لأكثر من 3300 مريض بالسرطان و2800 عينة سليمة” وسميت هذه الطريقة “تشخيص السرطان بالليزر”، مؤكدين أن كل ما تحتاجه هذه الطريقة 5 مللترات من الدم و5 مللترات من البول لإنسان صائم للتأكد ما إذا الشخص مصاب بالسرطان.
وأوضح الباحثون أن هذه البصمة لا توجد فى المصابين بالأنواع الإخرى من السرطان، ولذا فهى طريقة مناسبة فقط لسرطان الرئة، مشيرين إلى أن بصمات السرطان الحيوية عبارة عن بروتينات توجد محملة فى بلاسما الدم نتيجة للنشاط الأيضى غير الطبيعى لخلايا السرطان، موضحة أن جميع هذه البصمات تقاس بطرق كيموحيوية.
وقام البروفسور فاديفيل مسلمانى والفريق بتوظيف طريقة ضوئية تعتمد على الليزر لتحليل البصمات الحيوية الموجودة فى بلاسما الدم والبول واللعاب، وتكمن أهمية هذه النتائج فى أنه “لا يوجد سابقاً بصمة مؤكدة مثل تلك لسرطان الرئة مما يعنى فتح بعد جديد لتشخيص هذا المرض”.
من جهة أخرى، أفاد باحثون أمريكيون بأن تلف خلايا تبطن الفم يمكن أن يتنبأ بتلف مماثل في الرئتين يؤدي في النهاية إلى الإصابة بسرطان الرئة لدي المدخنين.
ويأمل الباحثون أن يكون بالامكان ذات يوم إجراء مسح لافواه المدخنين للتنبؤ بالإصابة بالسرطان بدلاً من اللجوء إلى الاستئصال المؤلم والخطير لأنسجة من الرئة لاكتشاف المرض.
وأشار لي ماو الخبير في سرطان المخ والعنق والرئة بمركز ام.دي اندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستون، إلى أن العملية قد تؤدي أيضاً إلى فحوص تتنبأ بأنواع آخرى من السرطان.
وتوصل باحثون إلي إثبات أن اختبار الزفير بجهاز استشعار صغير يمكن أن يكشف عن سرطان الرئة .
ويعمل جهاز الاختبار الجديد -الذي يحوي 36 بقعة ملقحة بمركبات كيميائية حساسة- علي الكشف عن نماذج لمكونات عضوية متطايرة في الزفير، وتغير هذه النقاط ألوانها عندما تتعرض لمواد كيميائية معينة.
وأوضح الباحثون أن هدف الدراسة هو معرفة مدي إمكانية تحديد نماذج ألوان متعددة يمكنها الكشف عن المرض بدقة.
وتمت التجربة علي 94 مريضا يعانون من سرطان الرئة و73 مصابين بأنواع اخري من المرض وامراض رئوية غير خبيثة و21 يخضعون لفحوص طبية.
واستخدمت بيانات 70 في المائة ممن خضعوا للدراسة لتحديد نموذج أشار إلي وجود سرطان رئة تم اختباره فيما بعد علي الثلاثين في المائة الباقين.
وتمكن النموذج الذي حدده الباحثون من تحديد 73 في المائة من السرطان بينما وصف بشكل خاطيء 28 في المائة من الحالات التي لا تحوي اوراما خبيثة علي انها سرطانية.
واعتبر فريق البحث أن المزيد من العمل قد يوضح طبيعة مقومات التنفس المتميزة، وأن ذلك قد يساعد في تنقية جهاز الاستشعار وجهاز جمع التنفس للوصول لأقصي حد من الدقة في تشخيص الاختبار.
ويعد التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة ولكن 10% فقط من المدخنين يصابون به، ويسبب المرض أعراضاً قليلة إلى أن يتطور وهو ما يعني أنه نادراً ما يتم تشخيصه أو معالجته إلا في مراحله النهائية.
المصدر “محيط [/ALIGN]