مصطفى الآغا

وداعا .. ياقمر؟؟؟؟


[ALIGN=CENTER]وداعا .. ياقمر؟؟؟؟[/ALIGN] بينما كنت اقود سيارتي ليلا على مشارف صحراء دبي أو مابقي منها … وكانت أم العيال جالسة إلى جانبي وأنا أتغزل فيها ( بشكل استثنائي ) وأقول إستثنائي لأن الزواج يقتل أي مشاعر رومانسية ويستهلك كل المخزونات العاطفية لدى الأزواج ما لم يجتهد الطرفان لأيجاد قوسام مشتركة تجعل شعلة الحب والعواطف متأججة كلما خمد لهيبها وحتى لا يصبح الزواج روتينا وبعد الروتين سيتحول إلى جليد ثم ألى بركان خامد يجعل من أي نقاش ثورة تصهر حممها الجميع ….

قلت بيناما كنت السيارة وكنت اشببها بالقمر الذي كان بدرا منيرا تلك الليلة سمعت في الراديو خبرا ييقول أن علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا رصدوا تجاعيد كبيرة على سطح القمروبوادر شيخوخة على سطح هذا الكوكب ( وعلميا ما هو بكوكب بل تابع للأرض ) … هذا القمر الذي تغنى به عشرات الملايين من العشاق والساهرين على سطح الكرة الأرضية على أختلاف لغاتهم والوانهم وجنسياتهم وتعبيراتهم …

وأعتقد أننا كعرب من أكثر البشر الذين ارتبطوا بالقمر في أغانيهم وتعابيرهم ومصطلحاتهم وأسمائهم … فمن الدارج أن نطلق اسم قمر على أي مولودة حلوة “مثل القمر” أو على قصيدة أو مطعم مثل دار القمر وجار القمر ومدّاح القمر أو على أكلة أو طبخة مثل ( القيمر ) وحتى بعض كتاب الأغاني في أسمائهم نجد القمر مثل أيمن بهجت قمر ومن المطربين عندنا مصطفى قمر أما الإغاني والمعاني فقد عاث فيها القمر فسادا وتغلغلا حتى طلع من ( مناخيرنا ) فمن ليلة بكى فيها القمر إلى يامّا القمر عالباب إلى قمرين دول وألا عينين إلى قمر الليل يا قمري جمعنا الليل احباب إلى نحن والقمر جيران ولو ” غوغلتم ” عن هذا الموضوع في الغوغل لوجدتم أن هناك أكثر من عشرة ملايين صفحة تتحدث عن أرتباط العرب بالقمر .. ومع هذا لم نفكر يوما في الوصول إليه لا عن طريق المحطات الفضائية بل فقط درنا حوله ولم نطأ على أرضه كما فعل الأمريكان عبر نيل آرمسترونغ قائد سفينة أبوللو 11 وتحديد يوم 20 يوليو 1969 … علما أن السوفييت الذين أنقرضوا كانوا أول من أطلق مركبة فضائية عام 1957 وهي سبوتنيك وأول من ارسلوا رجلا إلى الفضاء هو يوري غاغارين ولكن الصراع على القمر كان جزءا من الحرب البادرة بين السوفييت والأمريكان بينما نحن كنا ولا زلنا نياما في العسل فلم ( وربما لن ) نتمكن من تصنيع أقمار صناعية بأيد عربية تدور حول القمر ( الذي أرتبطنا فيه ) كما فعل غيرنا وأن كنا صعدنا إلى الفضاء مرتين عبر رائدين سعودي وسوري إلا أننا لم نكرر التجربة وعلى نطاق اكبر ….

كما أننا طلبنا ونطلب من غيرنا أن يُصنّع لنا أقمارنا الصناعية التي تحمل مئات المحطات الفضائية العربية والتي باتت مثل المسلسلات الشامية التي نبتت مثل الفطريات بعد نجاح باب حارتنا وصار شهر رمضان ( المبارك ) بازارا لإستعراض العضلات المسلسلاتية عبر نجوم تراهم في كل مكان وعلى كل الفضائيات فبتنا لا نعرف ابوقاعود من ابو داوود ولا ابوضراع من أبو سباع ….

مع نشر هذه المقالة سيكون القمر بدرا في تمامه .. ويقولون أن البعض يتحول إلى ذئب شرس في الليلة التي يكتمل فيها القمر …. وأنا أعرف أكثر من زوجة وحماية ومسؤولة عالمية ( مثل رايس وميركل وكلينتون ) كل أيامهم بدور ؟؟؟؟ اللهم أجعل كلامنا خفيفا عليهم .. فهم لا يستشرسون سوى علينا نحن العرب المساكين الذين قبلنا بالهم والهم مارضي فينا … ولكم في المفاوضات الفلسطينية الأسرائيلية المثل الأكبر ….

بدأنا بالقمر الذي رآه الأمريكان يشيخ وانتيهنا بحقوقنا التي لايراها أحد ….

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com