فوائده لا تقتصر على الرشاقة.. الجوع يقوي مناعتك
وفي نفس الصدد، أظهرت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون إيطاليون بجامعة نابولي “فيديريكو” على عينة من الفئران، أن الجوع قد يساعد في تخفيف أعراض مرض التصلب المتعدد وغيره من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
ووجد العلماء من خلال دراستهم بعد إصابة عدد من الفئران بالتصلب المتعدد وحرمانها من الطعام لمدة 48 ساعة، أن الأفات العصبية في أدمغتها قد انخفضت وكان أداؤها أفضل في اختبارات المشي والتوازن والضعف والشلل.
وقال الباحثون إن استخدام الأساليب الغذائية مع الأدوية التقليدية قد يبطئ من تقدم المرض ويعتبر تناول الطعام الصحي المتوازن أفضل الطرق لمعالجة التصلب المتعدد.
وأوضح الباحثون أن هذا المرض يظهر عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم أنسجته في الدماغ والنخاع الشوكي وهو أكثر انتشاراً بين الأعمار من 20 إلى 40 عاماً، حيث تعمل الخلايا المناعية على تدمير الغلاف الواقي للأعصاب، فتجعل الحركات البسيطة كالمشي أو التكلم أكثر صعوبة، كما تسبب التعب والإجهاد والارتعاش والشلل، لذلك فإن الأدوية التي تثبط النشاط المناعي تساعد في تخفيف شدة الأعراض، ولكن لا يوجد علاج شافي تماماً لهذا المرض.
ويرى الباحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية، أن هذه النتائج تفتح الباب أمام تطوير طرق وأهداف جديدة لمعالجة مرض التصلب المتعدد، ومن هذه الأهداف هرمون اللبتين الذي تفرزه الخلايا الدهنية لكبح الشهية، وهو يغير أيضاً الوظيفة المناعية، حيث يزداد انتظاماً أثناء الاستجابات المناعية والالتهابية.
ووجد العلماء الإيطاليون في دراستهم ، التي نشرتها مجلة “البحث السريري”، أن مستويات “اللبتين” عند الفئران المريضة التي لم تأكل شيئا لمدة 48 ساعة، وهو ما يعادل 7 – 10 أيام عند البشر، كانت منخفضة مقارنة مع ما كانت عليه قبلاً، حيث كانت نسبتها تبلغ الضعف، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
كما كشفت دراسة بلجيكية أن الأشخاص الجائعين لا يختارون أصناف الطعام التي يفضلونها فى العادة.
ومن خلال الدراسة التي أجرها باحثون من جامعة لويفن فى بلجيكا على نوعين من المشاركين، جائعين ومتخمين، تبين أن الذين لا يشعرون بالجوع يشيرون بسرعة أكبر إلى أصناف الطعام التى يفضلونها أو تلك التى لا يفضلونها.
وقال الباحثون في تصريح لهم: “حاولت هذه الدراسة اكتشاف إن كان تغير الرغبة قادر على تغيير الخيارات”، حيث تبين أن قوة الرغبة تؤثر على الخيارات بشكل فعلي.
الجوع يقوي الذاكرةوكشفت أحدث الدراسات أن الجوع يقوى الذاكرة ويساعد على استرجاع المعلومات.
وذلك لأن هرمون الجوع “جريلين” يمكنه أن يزيد عدد الموصلات العصبية في منطقة الدماغ التي تتشكل فيها ذاكرة الأحداث والذي يفرزه هذا الهرمون نحو مجرى الدم عندما تكون المعدة خاوية، كما أنه ينشط المستقبلات العصبية للمخ.
وأشار العلماء إلى أن هرمون “الهايبوتلاموس” هو الذي يؤثر على منطقة أخرى تسمى “قرين امون” في الدماغ والتي يعرف أهميتها القصوى في تعلم الإنسان.
ومن خلال التجارب التي أجريت على فئران التجارب التي توالدت بعد فقدانها الجين المولد لهرمون “جريلين”، اتضح أنها قلت لديها موصلات الأعصاب بين الخلايا العصبية في هذه المنطقة.
هرمون مسئول عن الجوع
نجح باحثون بريطانيون في التوصل لهرمون في الجسم يعرف باسم ” 36 ـ 3 بي واي واي ” يمنع الشعور بالجوع، مشيرين إلى أن القناة الهضمية تفرز السائل الكيماوي الطبيعي بحسب كميات السعرات الحرارية المستهلكة والتي تقوم بإرسال إشارات إلى المخ الذي يعطي بدوره الاحساس بالشبع والتوقف عن الأكل.
وبينت الدراسة أن هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى وجود أجيال جديدة آمنة من أساليب تخفيف الوزن في عالم يعاني فيه حوالي بليون شخص من البدانة وازدياد الوزن.
الغذاء يحسن المزاج أو يعكره
اكتشف باحثون أمريكيون مؤخراً أن المخ يستقبل بعض المواد الغذائية عن طريق الدم ومن ثم يرتفع أو ينخفض مستوى مواد كالكولين أو النيرسين أو التريستوفان في الدماغ، والمعروف أن ارتفاع او انخفاض هذه المواد في المخ يرفع المعنويات أو يخفضها بنفس المقدار.
وفي تجربة أجريت على 184 شخصاً من البالغين، اعطى قسم منهم غذاء يحتوي على بروتينات مجردة، بينما أعطي الباقون مواد نشوية، اكتشف الباحثون بعد ساعتين لقياس الحيوية الذهنية والعاطفية لدى كل منهم أن الذين تناولوا المواد النشوية شعروا بالخمول والتراخي، أما الأخرون الذين تناولوا البروتين قد بدوا متوترين، وأحياناً غاضبين.
ويفسر العلماء هذه الظاهرة بقولهم أن الانسان يشعر بالارتخاء والنعاس وحتى التحسس بالألم أكثر من غيره إذا كانت كمية لاسيروستين في دماغه كبيرة، اما اذا قلت هذه المادة فإنه يصبح متوتراً، وسريع الغضب، وينتج الدماغ مادة السيروتين من حامض أميني أسمه تريستوفان، وتوجد الأحماض الأمينية عموماً في المواد البروتينية النشوية، لكن التريستو فإنه يمتاز عن غيره من الأحماض الأمينية بأنه أقل من أن يشق طريقه إلى الدماغ.
الأكل عند الاستلقاء يزيد الإحساس بالجوعحذرت دراسة استرالية حديثة من أن تناول الطعام في وضع الاستلقاء قد يزيد الإحساس بالجوع أكثر وأكثر ، ويشجع على أكل كميات ضخمة دون الوعي لذلك.
فقد وجد الباحثون بعد دراسة عدد من الصور والمسوحات التي أخذت بالموجات فوق الصوتية خلال الأكل وبعد الوجبات ، أن الأشخاص يشعرون بالشبع أسرع في وضع الجلوس لتناول الطعام ، بعكس الحال في وضع الاستلقاء أو الاضطجاع أو الوقوف أو مع الحركة.
وأوضح هؤلاء أن الأكل في وضعية الجلوس يساعد على إبقاء كميات الطعام في الجزء السفلي من المعدة، ونتيجة لذلك يقل الشعور بالجوع ويزيد الإحساس بالشبع، بعكس وضعية التمدد التي تسمح للطعام بالانزلاق وعدم تجمعه في المعدة، فيزيد الإحساس بالجوع والرغبة في تناول المزيد من الطعام.[/JUSTIFY]
محيط