مصطفى الآغا

2011 في السريراميس ؟؟؟


[ALIGN=CENTER]2011 في السريراميس ؟؟؟[/ALIGN] من حسن حظي أنني تنقلت كثيرا في ” أرض الله الواسعة ” … بحثا عن العلم حينا وعن الرزق أحيانا ونادرا ما سافرت بحثا عن ( الإنشراح والراحة ) وهما كلمتان لم أسمع بهما منذ زمن طويل بعد أن أستعمر العمل كل مسامات جسدي …
السفر سمح أن اعرف كيف يحتفل الأوروبيون والآسيويون والأمريكيون واللاتينيون والعرب برحيل سنة ميلادية وقدوم سنة جديدة …. فالبعض يحتفل في أكبر ساحات المدن أو في النوادي أو حتى الملاعب والصالات المغلقة والمفتوحة ولكني لم أسمع في حياتي بأناس تقضي عامين من حياتها في الشارع تنظر إلى المجهول ؟؟؟
ماحدث في دبي خلال رأس السنة الميلادية يستحق أن يُدرَس حول السلوك الأنساني الغريب في بعض الأحيان … فهناك الملايين من البشر في دولة الإمارات يشكلون السواد الأعظم من السكان وهم جاؤوا من أكثر من 200 دولة ولعل أظرفهم هم المصريون الذي أسكن بجوار العديد منهم وعندما التقيتهم بأحدهم ممن قضوا في دبي سنوات طويلة أكثر مني وسألته أين سيقضي رأس السنة أجابني بإبتسامة عريضة ” في السريراميس ” … في البداية اعتقدت أنه سيسهر في أحد الفنادق الكبرى ولكن عندما أعاد الكلمة فهمت أنه يمزح وسيقضي السهرة ” بيتوتي ” في السرير ….
نصيحة لم يأخذ بها الملايين فخرجوا إلى الشوارع بحثا عن شئ لم أعرفه حتى الساعة … ومن جاء دبي تلك الليلة سيعرف عماذا أتحدث …
كل الشوارع مزدحمة .. وكل السيارات مليئة .. وكل البيوت فارغة .. وكل المطاعم ليس فيها موطئ لقدم أو قادم جديد … ومن لم يجد لنفسه طاولة ولو في مطعم فلافل خرج إلى الشارع يبحث عن شئ هو نفسه لم يعرف ماهو … والنتيجة أن من كان في عمله أو صحبة أطفاله في مجمع تجاري أو عند اقارب أضطر أن ينام صحبة العائلة في الشارع منتظرا أنفكاك زنقة السير .. وهنا فهمت ” حكمة ” جاري الذي آثر أن يقضي الليلة في السريراميس صحبة أحلامه بعام جديد ليس فيه كل منغصات العام الذي رحل …
وللأسف فمع بداية كل عام أجدني أكرر نفس العبارات التي قلتها منذ بدأت الكتابة ( الإحترافية ) قبل 30 سنة … نعم 30 عاما وأنا أكرر نفس الأمنيات والكلمات والعالم من سئ إلى أسوأ والحياة من شظفٍ إلى أشظف ( أعرف أن كلمة أشظف قد لا تكون صحيحة ) ولكن ماهو الصحيح في عالم الإس إم إس الذي استعضنا بها عن سماع صوت أحبتنا وأقاربنا … وصرنا نصل الرحم ” لاسلكياً ؟؟؟
أين الصح ونحن منقسمون داخليا قبل أن نكون منقسمين خارجيا .. ونحن غرباء عن بعضنا وأنفسنا ؟؟ أين الصح ونحن نقيس الأمور بالماديات بعد أن ابتعدنا عن الروحانيات … أين الصح والأخ بعيد عن أخيه والأبن يتعامل مع والديه على مبدأ ” زوروني كل سنة مرة ” .. أين الصح والعرب تابعوا تقسيم السودان وحصار غزة بناء المستوطنات وتهويد القدس وتفتيت العراق بلامبالاة عجيبة وكأنهم يتابعون أمرا يحدث في القطب الشمالي ؟؟؟
أين الصح ونحن ندخل ” مفرمة الحياة ” بحثا فقط عن لقمة العيش المُغمّسة بكل ” أنواع الذل” أحيانا كثيرة وما إن نعتقد أننا أرتحنا حتى نجد القبر بإنتظارنا …

وسط كل هذه التساؤلات وقف الملايين في شوارع دبي ينتظرون مجهولا أتى على غفلة منهم وهم لا يعلمون …..

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com