سياسية

مصطفى أبو العزائم : سقوط النظام يتوقف على (قوة) و(تنظيم) المعارضة وأثرها على الشارع

كنتُ أود الكتابة عن اللقاء التفاكري بين سلطة الطيران المدني ورؤساء الصحف وكتاب الأعمدة وقيادات الأجهزة الإعلامية، والذي تم ظهر أمس بفندق «كورنثيا» في الخرطوم وعرضت من خلاله نتائج تدقيق المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو) على الأجواء السودانية ومستويات السلامة الجوية، لكن المستجدات التي تشهدها ساحات العمل السياسي، والتطورات والتصعيد من خلال التظاهرات الليلية المتفرقة في بعض أنحاء الخرطوم الكبرى، أجبرتني أن أؤجل مشروع الكتابة عن الطيران المدني، خاصة وأن إحدى الإذاعات الأمريكية أجرت معي اتصالاً هاتفياً صباح أمس، حول الأوضاع في السودان، وهل ستؤدي المظاهرات التي بدأت منذ ستة أيام إلى سقوط النظام وتغييره (؟)

الإذاعة الأمريكية لم تكن وحدها، فقد اتصل عليّ من «بيروت» مدير الإدارة السياسية في قناة (الميادين) الفضائية، وكنت قد تعرفت عليه في العاصمة اللبنانية عندما دعتني قناة العالم واستضافتني لمدة ثلاثة أيام لإجراء عدد من الحوارات قبل نحو عام ونصف عن تطورات قضية دارفور، وكان الأستاذ حسين وقتها يعمل في قناة العالم، ولم يكن معرفة أو علماً بالقناة الجديدة التي انتقل للعمل بها، إلى أن كان يوم الأمس، وقد سألني ذات الأسئلة وزاد عليها أن أعطيه صورة متوقعة لما يحدث الآن، وما سوف يحدث لاحقاً.

قبل هذا وذاك كنتُ قد تلقيت محادثة هاتفية اجتماعية من أخي وصديقي الشيخ الجليل مولانا معتصم العجيمي النائب البرلماني المعروف، وقد تطرق الحديث للتطورات التي تشهدها الساحة السياسية والتصعيد الذي بدأ متفرقاً في بعض أنحاء العاصمة.. وقد اتفقت آراؤنا وتحليلنا للموقف، لذلك لم يكن أمامي إلا الكتابة عن هذا الأمر بذات الرؤية التي نقلتها للإذاعة الأمريكية والفضائية اللبنانية، وللأستاذ المسلمي الكباشي مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم الذي التقيته ظهر أمس في لقاء سلطة الطيران المدني بأهل الصحافة والإعلام.

الموقف بالنسبة لي- كما ذكرت لمن سألني- هو أزمة حادة تواجه النظام في السودان، لكنها ليست أكثر حرجاً من أزمات أكثر حدة واجهته من قبل، وتمثلت في محاولات فت العضد، والضرب من دول الجوار خلال فترة الحصار المحكم على السودان، كان أبرزها عملية الأمطار الغزيرة، ثم جاءت أزمات أخرى كثيرة متساوقة منها إشعال الحرائق على الحدود مع دول الجوار، ومواجهة الحرب الخفية والمعلنة، والصراع المدعوم من الغرب مع حركات التمرد جنوباً وشرقاً وغرباً، ثم المحاولة التي قادتها حركة العدل والمساواة لغزو أم درمان، وغيرها، فالذي يحدث الآن هو تحركات تقوم بها كوادر بعض القوى السياسية المعارضة بهدف جر الشارع إلى مناهضة النظام لإسقاطه، والمواطن العادي- غير المسيّس- ينظر للأمر بعين الاهتمام، وينتظر أن تكون هناك نتائج مفيدة بالنسبة له كأن تتراجع الحكومة عن زيادة أسعار المحروقات، أو تقللها بعض الشيء.

وذكرتُ لمن سألني في الإذاعة الأمريكية والفضائية اللبنانية أن المتأثر الأكبر برفع الدعم عن المحروقات وزيادة أسعارها هم موظفو القطاعين العام والخاص الذين يعتمدون على دخل محدود منتظم سيتقلص حتماً مع الزيادات التي ستطال أكثر السلع والخدمات، لكن بالنسبة لأصحاب الأعمال الحرة والمهنيين والحرفيين وغيرهم، فإنهم سيواجهون تلك الزيادات برفع أسعار منتجاتهم من السلع والخدمات.

أما عن سقوط النظام فإن هذا يتوقف على (قوة) و(تنظيم) المعارضة وأثرها على الشارع.. وقبل هذا وذاك يتوقف على إرادة الله الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء..

صحيفة آخر لحظة
بعد ومسافة – مصطفى أبو العزائم

‫4 تعليقات

  1. [COLOR=#3D974A][B][SIZE=4][FONT=Arial]الشعب السوداني قادر على اسقاط اي نظام عسكري وقد اثبت التاريخ ذلك اذ اسقط نظام عبود ونظام نميري ولكن تجرع المرارة والحسرة عندما اتي بعدهم بالاحزاب ، والشعب يعلم تماما ان المعارضة الحالية بائسه ولا تصلح لقيادة البلد ولذلك لا يريد اسقاط النظام.[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]

  2. وهل المسلمى مدير مكتب قناة الجزيرة وانت والاخرين معه ستنقلون لقناة الجزيرة والقنوات الاخرى التطور الايجابى الذى حصل فى مجال الطيران ام انكم عامون عنها؟

  3. [B]مصيبة السودان وشعبه فى الحلقة الجهنمية والتى أدخله فيها قادته وسياسييه والذين ليس لديهم تصور أو برنامج حكم واضح يمكن الإعتماد عليه لخدمة الوطن وأهله ، بل الكل يتآمر على الكل ولا هم لهذا الكل إلا إسقاط غريمه والجلوس على كرسى الحكم دون النظر لمصلحة هذا الشعب المغلوب على أمره ، فقد ظللنا ومنذ الإستقلال ندور فى حلقة مفرغة بين حكم حزبى يعقبه حكم عسكرى بسبب عجز وفشل تلك الأحزاب فى المحافظة على الديمقراطية بتصرفاتها الغير ديمقراطية وإنصرافها عن خدمة البلاد والعباد والجرى وراء المكاسب الشخصية والحزبية الضيقة ، وقد شهدنا أسوأ فترة حكم تمر بالسودان فى عهد الديمقراطية الثالثة فى ثمانينات القرن الماضى ، وكانت النتيجة سقوط الديمقراطية والتى لم تجد حينها من يبكى عليها فى الشارع السودانى لأن غالب أهل السودان حينها كفروا بشيئ إسمه ديمقراطية وفضلوا عليها الحكم العسكرى على علاته ، وهاهي أحزابنا تذرف الدمع الكاذب على ديمقراطية ضيعتها بتصرفاتها الغير مسؤوله طمعاً فى أن تعيدنا للمربع الأول وهو الرجوع لحكم السودان لتواصل لعبتها القديمة الجديدة !![/B]

  4. نقول لمصطفى أبو العزائم: كل الشعب السوداني زهجان من النظام وكرهنا عديل كدي ، لكن الجن التعرفه ولا الجن المابتعرفه ” من سيأتي للحكم ؟ هذه المعارضة بزعامة أبوعيسى الشيوعي العلماني أم الصادق المهدي الذي أذافنا الذل والهوان وكل شئ معدوم وبالصفوف الطويلة لو تذكر ، المعارضة منتهية وتعبانة تعب الموت وكلهم خلاص في أرذل العمر ، الشعب السوداني أصبح شعب واع وطوال حياته واعي و يزن الإمور بميزان الحكمة ، هل تعتقد بأن الشعب سوف يخرج لتغيير النظام ليأتي أبوعيسى والصادق المهدي وبكرة يجونا الجنوبيين و العلمانيين والشيوعيين وتصبح البارات والخمارات والكبريهات في كل مكان كما كان قبل الشريعة < جزأ الله النميري خير الجزاء " ، حكاية الشعب ينتفض لتغيير النظام دي شوفوا غيرها ودي كلها تحركات طلاب ومأجورين وناس ضد إستقرار البلد وقصدهم التخريب وشل الإقتصاد وهذا من مخططات الأعداء والقوي الغربية وامريكا واسرائيل وهذا لن يحصل أبدا ابدا ولماذا يتم التخريب هل تم ذلك في كل الثورات العربية التى تريدونها في السودان؟ هذه فوضى وسيتم حسمها بالقانون، من يريد الحكم عليه الحضور عبر صناديق الإقتراع والإستعداد من الآن للإنتخابات القادمة ؟؟؟؟؟؟