سياسية

كُتم .. فرض هيبة الدولة

[JUSTIFY]الحادثة التي تعرض لها معتمد كتم وأسفرت عن مقتل إثنين من حراسه وجرح ثمانية آخرين من مرافقيه ، تمثل مظهراً من مظاهر حمل السلاح غير المقنن بولايات دارفور ، ومؤشراً خطيراً للإنحراف الى تسوية القضايا الخلافية ، او حتى قضايا تحقيق التطلعات عن طريق القتل والإغتيال الذي يستهدف القيادات ، بالحادث ليس ببعيد عن حادث إغتيال معتمد الواحة بالمدينة ذاتها ” كُتم ” .. وإن توفرت دوافع السطو في حادث إغتيال معتمد الواحدة وعدم التحقق حتى الآن من الجهة المنفذة في الثاني .. هل هي عصابات النهب المسلح التي تحاول إستغلال الأوضاع في ولايات دارفور وخاصة شمال دارفور التي تحتضن مقر سلطة دارفور المولود الشرعي لإتفاقية الدوحة والتي يتوقع ان تكون أكثر المناطق أمناً ، غير ان الحوادث المتلاحقة ترسل رسالة سالبة عن الوضع الأمني بالإقليم ، كما أن الإغتيالات مهما كانت دوافعها فإنها تمثل برميلاً من البارود في ظل التنوع القبلي وإنتشار ثقافة الثأر والإنتقام ورد الحقوق بقوة السلاح لا بالقانون .
وخير تفعل الحكومة بإعلان حالة الطوارئ ، بكتم وتعيين حاكم عسكري لفرض هيبة الدولة والقانون ونزع فتيل اي تحرك سلبي يفاقم من الآثار المترتبة عن الحادث ، الشي الذي يفرض على السلطة بالمركز وسلطة دارفور وحكومة شمال دارفور ان يتواضعوا على خارطة طريق تعيد الإمور الى نصابها في كل الإقليم ، كما ان المطلوب من الحركات المسلحة ان تحتكم الى صوت العقل وتغلب مصلحة الإقليم ومصلحة اهلهم الذين اصبحوا مشردين وهائمين على وجوههم ، بعد ان كانو آمنين لا تقلق مضاجهم الهموم ولا يعرفون ثقافة حمل السلاح .
ومع الاقرار بوقوع مظالم في الاقليم إلا ان الايام تثبت بأن الخلافات لا يمكن حلها بالإقتتال مهما تطاول أجله ، الشئ الذي يفرض على الجميع حكومة ومعارضة وإدارة اهلية وحركات مسلحة للتواثق وإنهاء الخلاف بأن يضع الجميع السلاح على الارض حتى يسدوا الباب امام الإنتهازيين الذين يجعلون إستمرار الحرب وتشريد المواطنين مطية لتحقيق رغباتهم الضعيفة .. وذلك لا يتأتي إلا برغبة أكيدة في الوصول لإنهاء الصراعات بعيداً عن الموازنات السياسية والقبلية والجهوية وغيرها من التكتلات .

صحيفة الجريدة
[/JUSTIFY]