مصطفى الآغا

حلم الفيفا والإنقسام العربي


حلم الفيفا والإنقسام العربي
ما سأكتبه هو رأي شخص لا يلزم أحدا سواي … وبما أننا أتحدث عن مسألة الرأي فمن حقي وحقكم وحق أي إنسان أن يختلف معي بهذا الرأي ومن الحضاري أن نتناقش حوله بعيدا عن الإتهامات المسبقة التي تبدأ بإلقاء التهم جزافا من نفاق وتبعية وخوف وحب للمال والسعي للترزق ….
وأن نختلف مع التوجهات الرياضية وحتى السياسية القطرية ليس ” رجزا من عمل الشيطان ” بل هو حالة صحية شريطة أن يكون الإختلاف خاضعا للمنطق وللعقلانية في الطروحات …
فليس خافيا مثلا أن قطر وقفت مع الكوري الجنوبي الدكتور تشونغ مونغ جون في سعيه للبقاء في منصبه نائبا لرئيس الفيفا لوعد قطعه القطريون لهذا الرجل ودولته أن يقفوا معهم بعدما وعدهم بمنح صوته لقطر في سعيها لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 وهو حدث تاريخي جلل وبالفعل حدث حتى ولو كان المنافس عربي هو الأمير علي بن الحسين الذي أعرب لي شخصيا عندما التقيته في دبي قبيل الجمعية العمومية للإتحاد الأسيوي عن تفهمه للموقف القطري … ولكن الصوت القطري لم يحسم المعركة الانتخابية لصالح الكوري الذي خسر ب25 صوتا مقابل 20 وكان القطريون أول المهنئين للأمير وكان هناك جلسة ود ومحبة بين محمد بن همام والشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الإتحاد القطري عقب الفوز العربي الأردني …..
ورغم خسارته لمقعده الذي ظل جالسا عليه 16 سنة أعلن الكوري تشونغ دعمه لأبن همام في سعيه للفوز برئاسة الإتحاد الدولي ” الفيفا ” وهو ما أراه شخصيا منصبا يعادل لا بل يفوق منصب الأمين العام للأمم المتحدة نظرا لأن عدد الدول المنضوية تحت لواء الفيفا يفوق المنضوين تحت لواء الأمم المتحدة ونظرا لأهمية كرة القدم على مستوى العالم بينما يبقى الأمين العام للمنظمة الدولية أسيرا لرغبات الدول الكبرى وأولها الولايات المتحدة الأمريكية ما يجعله مجرد دمية في كثير من الأحيان على العكس من رئيس الفيفا ….
إذن قد نفهم إختلاف العرب حول منصب يتنافس عليه عربيان كما حدث بين إبن همام والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ولكنني لن افهم ولن أقبل أن يكون هناك انقسام عربي للوقوف إلى جانب السويسري بلاتر ليس كرمى لعيونه بل عِندًا بالقطري أبن همام وأتمنى أن نقف جميعا صفا واحدا متراصا خلف ممثل العرب لأنه لا يمثل قطر وحدها بل يمثلنا جميعا كما يمثلنا الأمير علي بن الحسين والمصري هاني أبوريدة والجزائري محمد راوراوة وهنا أعلن أنني كتبت عشرات المقالات وعبر هذه المطبوعة القطرية ضد إبن همام نفسه وطريقة الإتحاد الآسيوي في إدارة بعض الأمور ولكني بنفس الوقت لا أستطيع إلا أن أشيد بمقدرته الكبيرة على تطوير الكرة الآسيوية وتنظيمه دوري أبطال آسيا ونقل كأس الإتحاد من بطولة هامشية إلى بطولة محترمة ( رغم التحفظات على الإحتراف الناقص للكثير من الدول الممثلة في دوري الأبطال ولآليات اختيار أفضل لاعب آسيوي ) ولكني متأكد أنه قادر على قيادة الكرة في العالم ومنح الصغار فرصة كي يكبروا ويتطوروا ربما أفضل مما فعله بلاتر الذي قدم كل ما لديه خلال سنوات طويلة من جلوسه على الكرسي حتى تعب الكرسي منه ….

[email]Agha2022@hotmail.com[/email]