طب وصحة

متاعب الحمل الشائعة.. وكيفية التغلب عليها

[ALIGN=JUSTIFY]«مبروك المدام حامل».. كلمة تأمل كل نساء العالم سماعها من الطبيب بكل الشوق والحنين واللهفة لسماع كلمة «ماما» من فلذة كبدها لتنسيها كل ما عانته خلال تسعة أشهر من الحمل.
وحتى أكثر حالات الحمل صحة تسبب سلسلة من المتاعب والأعراض التي تزعج الأم وتسبب لها الكثير من الضيق، لكن معظم هذه المشاكل الناجمة عن التغيرات التي تحدث للجسم أثناء فترة الحمل، لا تحتاج إلى علاجات طبية، فكل ما على الأم الحامل أن تخبر طبيبها بأية أعراض تسبب لها الإزعاج.
ومن أكثر ما تشكو منه الأمهات الحوامل أثناء فترة الحمل، الغثيان والدوار والإجهاد وغيرها من الأعراض التي من الممكن التخفيف منها باتباع النصائح الطبية لتمر فترة الحمل بسلام.
* الغثيان
* تعاني المرأة الحامل من الغثيان في فترة الصباح الباكر، في الشهر الأول والثاني من الحمل، وقد يمتد هذا العرض حتى الشهر الرابع، أو طوال فترة الحمل عند بعض النساء.
لكن بشكل عام يختفي هذا العرض تدريجياً مع تقدم الحمل، وقد يصاحبه حدوث قيء، والأمر بصفة عامة يختلف من امرأة إلى أخرى، فقد لا تشعر بعض النساء بشيء من هذا القبيل، بينما تعاني أخريات من هذا العرض بشدة، فالجهاز الهضمي لدى بعض النساء أكثر حساسية منه لدى البعض الآخر.
وللتغلب على الغثيان ينصح الأطباء بالتالي:
ـ تناولي قطعة من البسكويت أو «الشابورة» أو التوست المحمص فور الاستيقاظ وقبل النهوض من السرير.
ـ عدم مغادرة الفراش على الفور، بل يستحسن البقاء لمدة خمس عشرة دقيقة بعد تناول تلك الوجبة الخفيفة.
ـ الحرص على عدم بذل أي مجهود في فترة الصباح، بل ينصح بالحركة الخفيفة فقط وتجنب البدء بمزاولة الأعمال المنزلية.
ـ لا تستخدمي معجون الأسنان فور الاستيقاظ، بل قومي بعملية تنظيف الأسنان بعد تناول وجبة الإفطار الكاملة.
ـ تنظيم وجبات الطعام، ويفضل تقسيم الوجبات إلى ست وجبات خفيفة يومياً بدلاً من ثلاث وجبات، والحرص على نوعية الطعام الغني بالخضراوات والفاكهة والبعد عن الحلويات والسكريات والوجبات الدسمة التي تؤثر سلبياً في الجسم وتزيد الشعور بالغثيان.
ـ تناول العقاقير المضادة للغثيان الخاصة بفترة الحمل تحت إشراف الطبيب.
* الدوار والإغماء
* قد يعاني بعض النساء من نوبات متكررة من الدوار والإغماء على الأخص في الأشهر الأولى من فترة الحمل، وسبب حدوث تلك النوبات هو الانخفاض الطبيعي لضغط الدم خلال تلك الفترة، أو بسبب ضغط الرحم المتضخم على الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انسدادها.
وفي الحالتين تقل كمية الدم الواردة إلى الدماغ، مما يؤدى إلى الإصابة بالدوار أو الإغماء. ومن الشائع الإصابة بالدوار فور القيام من وضع الجلوس، أو عند الاستلقاء على الظهر.
وللتغلب على نوبات الإغماء:
ـ حاولي القيام ببطء من وضعي الجلوس والاستلقاء.
ـ عدم التعرض للحرارة الزائدة.
ـ ابتعدي عن النوم على ظهرك بالأخص في الثلث الأخير من فترة الحمل.
ـ أثناء الشعور بالدوار، اجلسي وميلي بجسمك للأمام مع التنفس بعمق، أو استلقي على أحد جنبيك، فكلا الوضعين يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ.
ـ ينصح بتناول الطعام الصحي، والإكثار من شرب السوائل، وأخذ قسط واف من النوم والراحة خلال اليوم والبعد عن المجهود البدني.
* نزيف اللثة
* يصيب نزيف اللثة المرأة الحامل بسبب التغيرات الهورمونية، وتصبح اللثة سهلة النزف وشديدة الألم والتورم. وتعود اللثة إلى حالتها الطبيعية بعد الولادة.
وللتخفيف من الحالة:
ـ يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة يومياً مع استخدام خيط الأسنان.
ـ في حالة النزف المتكرر والألم الشديد، يجب الذهاب لطبيب الأسنان بصورة دورية خلال فترة الحمل.
* اللهاث وصعوبة التنفس
* تشكو الحامل من صعوبة التقاط أنفاسها خلال الفترة الأولى من الحمل بسبب تأثير هورمون البروجيستيرون على المخ، مما يجعل الحامل تتنفس بعمق أكبر.
أما في الثلث الأخير من الحمل، فيحدث انقطاع النفس واللهاث بسبب ضغط الرحم المتضخم على عضلة الحجاب الحاجز الذي يضغط بدوره على الرئتين. وتلاحظ الحامل أنه خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل يصبح التنفس أكثر سهولة بسبب نزول الجنين إلى أسفل الرحم استعداداً للخروج، فيخف الضغط على الرئتين.
يساعد الجلوس المريح والاستلقاء على تخفيف قصر التنفس. أما إذا كانت صعوبة التنفس شديدة أو صاحبها ألم في الصدر، يجب استشارة الطبيب.
* الإمساك
* يصيب الإمساك أكثر من نصف النساء الحوامل، الأمر الذي يحدث بسبب تأثير هورمون البروجيستيرون في إرخاء عضلات الأمعاء فتبطؤ انقباضاتها وبالتالي تقل القدرة على دفع الفضلات إلى الخارج.
كما أن تناول أقراص الحديد يساهم في حدوث الإمساك.
وللتغلب على هذه المشكلة:
ـ ينصح بإضافة الألياف لغذائك.
ـ الإكثار من تناول السوائل والماء بصورة خاصة ـ ممارسة التمارين الرياضية للحوامل التي تنشط حركة الأمعاء.
ـ عدم تناول أي من العقاقير الملينة للبراز إلا بإشراف طبيبك.
* حرقة الفؤاد
* إن سوء الهضم وحرقة الفؤاد يصيبان كل امرأة حامل تقريباً، أيضاً بسبب تأثير هورمون البروجيستيرون.
يصاب الصمام الواقع بين أسفل المريء وفم المعدة الذي يعمل على منع ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء بالارتخاء، فيحدث ارتجاع للطعام وأحماض المعدة إلى الأعلى باتجاه المريء مسبباً تهيجاً مع ألم وحرقة في الصدر.
كما تشكو الحامل من حرقة الفؤاد في الفترة الأخيرة من الحمل، حيث يزداد ضغط الرحم على المعدة فتختل قدرتها على هضم الطعام بشكل جيد، كما يساعد على انبعاث هذا الألم تناول وجبات كبيرة من الطعام أو عدم مضغ الأكل جيداً، أو الإكثار من تناول المأكولات الدسمة، مما يؤدي إلى عسر الهضم.
يمكن التغلب على حرقة الفؤاد وعسر الهضم:
ـ بالوقوف لفترة من الزمن بعد تناول وجبة الطعام، وبتناول وجبات صغيرة متكررة أثناء اليوم.
ـ في حال استمرار الألم، أو امتنعت عن تناول الطعام للتغلب على الألم، أو حال الأمر دون اكتساب الوزن، يجب استشارة الطبيب لوصف مضادات الحموضة الآمنة أثناء فترة الحمل.
* الدوالي
* الدوالي هي عبارة عن انتفاخ وتورم في أوردة الساقين مع تمددها وتعرجها وتصبح مرئية وملاحظة على الجلد. وتظهر الدوالي بسبب ضغط الرحم على الأوردة داخل الحوض والساقين مما يجعل الدم يتجمع فيها.
وللحد من هذه الحالة يجب:
ـ عدم الوقوف لفترات طويلة.
ـ رفع الساقين أثناء فترات الجلوس إلى الأعلى.
ـ ارتداء الجوارب الطبية الواقية من الدوالي.
ـ ممارسة رياضة المشي الخفيف لتنشيط الدورة الدموية
* البواسير
* هي عبارة عن أوردة منتفخة في منطقة المستقيم والشرج، وقد تصيب حوالي 50% من الحوامل. وتحدث البواسير بسبب ضغط الرحم على الأوردة وتسوء عند حدوث الإمساك، فتشعر المرأة الحامل بالألم أثناء التبرز مع الإحساس بتضخم الأوردة، وأحياناً ما يحدث نزيف أثناء التبرز.
من الأمور المساعدة لتلك المشكلة:
ـ تناول السوائل بكثرة (حوالي 8 أكواب من الماء يومياً).
ـ ممارسة الرياضة لتنشيط حركة الأمعاء.
ـ وضع كمادات باردة أو ثلجية للتخفيف من حدة الألم.
ـ النوم على جانب الجسم للتخفيف من الضغط الواقع على الأوردة.
ـ تحسين الدورة الدموية بممارسة تمارين كيغل.
* تقلص عضلات الساقين
* تصاب عضلات الساقين بتقلصات خلال الفترة الأخيرة من الحمل كنتيجة لبطء الدورة الدموية، بسبب ضغط الرحم المتضخم على الأوعية الدموية الكبيرة في أسفل البطن وأعلى الفخذين. وعادة ما تحدث هذه التقلصات أثناء الليل عند خلود المرأة الحامل إلى النوم.
ويمكن تخفيف هذا التشنج بتدليك الساقين وعمل تمرينات خفيفة للقدمين كثنيهما لأعلى وأسفل حتى تنشط حركة الدم، ويفيد كذلك وضع كيس ماء دافئ على العضلات المتشنجة.
* التبول المتكرر
* بسبب التغيرات الهورمونية والضغط الناجم عن نمو الرحم، تكثر الحاجة للتبول بشكل متكرر أثناء الفترة الأولى من الحمل، والشعور الدائم بتلك الرغبة على الرغم من خروج كميات ضئيلة جداً من البول.
وقد يعود تكرار التبول أثناء الثلث الأخير من فترة الحمل مع هبوط مستوى الجنين داخل الرحم استعداداً للولادة.
وقد يحدث أيضاً في حال وجود عدوى بكتيرية في المسالك البولية، لكن عادة ما يصحبه ألم أو حرقان أثناء التبول.
حاولي عدم تناول السوائل بكثرة بعد العشاء،حتى تتجنبي الاستيقاظ المتكرر للذهاب لدورة المياه.
* الإجهاد
* الإجهاد أو الإعياء يصيب كل النساء الحوامل من دون استثناء، وهو الشكوى الرئيسية لهن، والسبب أن طاقة الجسم يتم توجيهها لتدعم الجنين النامي في رحم الأم، ففي المرحلة الأولى من الحمل تشعر الأم بالإجهاد بسبب جميع التغيرات المفاجئة التي تحدث في الجسم، وفي المرحلة الأخيرة من مراحل الحمل بسبب الوزن الزائد في جسم الأم مما يصعب عليها الحركة بسهولة والخفة المعتادة فتبذل من الجهد لتتناغم مع حجم جسدها مما ينهكها ويصيبها بالإعياء.
وهنا عليك تنبيه الطبيب إذا أصبت بإعياء شديد أو مستمر، وإلا عليك تخفيف أنشطتك اليومية وأخذ قسط من الراحة أثناء النهار والنوم في الليل ووقت القيلولة قدر الإمكان.
المصدر :الشرق الاوسط [/ALIGN]