نص كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة توقيع اتفاقية للتعاون المشترك مع دولة جنوب السودان
وفيما يلى تورد (سونا) نص الكلمة :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسول الله الامين سيدنا محمد خاتم النبيين وكافة الانبياء والمرسلين
فخامة الاخ الرئيس الفريق اول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان
فخامة الاخ الرئيس تابو امبيكي رئيس الهيئة رفيعة المستوي التابعة للاتحاد الافريقي .
فخامة الاخ الرئيس عبد السلام ابوبكر عضو الهيئة
فخامة الاخ الرئيس بيير بيوبا عضو الهيئة
فخامة الاخ سايمون ممثل رئيس وزراء اثيوبيا الشقيقة
السادة المراقبون
الاخوة كبار المفاوضين من البلدين والحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ننتهز هذه اللحظة التاريخية في مسيرة بناء السلام التي بدأت منذ سنوات بتتويجها باتفاقية السلام الشامل وتنفيذها باخلاص حتى افضي ذلك الي اجراء الاستفتاء واحترامنا لخيار شعب جنوب السودان حيث بادرنا بالاعتراف بدولة جنوب السودان والآن نتوجها بالتوقيع علي اتفاقية التعاون بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان لتسوية القضايا العالقة وقضايا ما بعد الانفصال ، اسمحوا لي ان انتهز هذه السانحة لا عرب عن مواساتنا لفقد الاخ العزيز رئيس الوزراء الراحل مليس زناوي الذي بادر وقاد وبذل كل ما يمكن ان يقدمه قائد في تحقيق السلام حرصا علي استقرار الاقليم والقارة كما اتوجه بالشكر والتقدير لفخامة الاخ هايلي مريام ديسالجين لاستضافته هذه القمة الثنائية ورعايته للمباحثات وحرصه علي نجاحها وتأكيدا لرؤية الفقيد الراحل مليس زناوي في تحقيق السلام والامن والاستقرار في هذا الاقليم والقارة. ولابد من ازجاء الشكر والتقدير لفخامة الرئيس ثابو امبيكي رئيس الهيئة رفيعة المستوي التابعة للاتحاد الافريقي ورفيقيه ومعاونيه وشركاءه الآخرين علي جهودهم في مساعدة الطرفين للتوصل الي حلول مرضية وقعنا عليها الآن ، ونشيد بصبرهم ومثابرتهم علي التوفيق بين الاطراف حتى توج ذلك بانتصار ارادة السلام في البلدين ، ولا يفوتني ان اشكر اخي والشريك في اتفاقية السلام في السودان فخامة الفريق اول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان علي حكمته وسعة صدره وتعاونه مما مكننا على مواصلة العمل الدؤوب معا والتوصل لهذا الاتفاق ، والشكر موصول لكل من ساهم وعاون في عملية السلام ويأتي في مقدمتهم وفدي التفاوض بين الدولتين ومجموعات الخبراء في كافة المجالات والتخصصات
وفي هذا المقام نؤكد للجميع التزامنا بما وقعنا عليه وحرصنا علي تنفيذ بنود هذا الاتفاق في سبيل تحقيق الامن والسلام والمنفعة المتبادلة لشعبينا علي الحدود المفتوحة والتواصل الاجتماعي الممتد والتبادل التجاري الحر وحركة السكان عبر الحدود المرنة في اطار من الاحترام المتبادل والالتزام بحق الجوار والقوانين الدولية التي تنظم علاقات الدول.
ونؤكد اننا بنفس الروح سنواصل لحل المشاكل العالقة المتبقية خاصة المناطق المختلفة حولها وقضية ابيي التي نؤكد التزامنا ببرتوكول ابيي .
لا يفوتني في هذا اللحظة التاريخية ان ازجي الشكر والعرفان لشعبي البلدين الذي يأتي هذا الاتفاق ثمرة لصبرهم وتحملهم لكل لهيب الصراع لنبدأ صفحة جديدة لمستقبل زاهر في سياق للروابط التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي ربطت بين السودان علي امتداد الحقب التاريخية .
واخيرا ارجو ان ابعث رسالة لاخواننا في اجهزة الاعلام في مختلف ضروبها فان لهم دورا هاما نحو التبصير بهذا الاتفاق ونشر الحقائق والمعلومات بعد التوثق من مصادرها الاصلية حتى تتكامل الجهود لتحقيق سلام نهائي ودائم في الدولتين والاقليم في القارة باعتبار ان هذا الاتفاق نموذج حى لقدرة السودانيين والافارقة علي تسوية مشاكلهم عبر الحوار والتفاوض واتمني للجميع التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
