منوعات

طلاب الجامعات السودانية يبحثون عن لغة بديلة في الراندوك

لو قال لك أحدهم وهو يشير لطالبة تتبختر في مشيها : ( شوف سلوى دي بتاعت عدسات كيف ) ، لا تذهب بعيداً وتظن إن ( عيون سلوى ) أو عدساتها لها علاقة بالجمال والسماحة ، فإن ظننت ذلك سيلاحقونك بالضحكات والإستهزاء فالعبارة المذكورة تعني في قاموس الشباب هذه الأيام أن سلوى تبدل حبيباً بآخر كل ( يوم والتاني ) .. أما إذا وصفك بأنك زول ( فيسبا ) ماركة دراجة بخارية فلا تغضب ، فهو يعني أنك لا تعود في كلمتك للوراء تماماً مثل ( موتر الفيسبا ) .. إستماع مشوب بالحذر حيال جلسات تجمع بين شباب في ربيع العمر وآخرين يكبرونهم فكل كلمة ترد من أفواهم تحتمل أكثر من معنى ، وأن كنت في وجهة المعني الخطأ فسينعتونك بكلمات تقلل من شخصيتك دون أن تدري كما قالوا لأحدهم يوماً ، ( يا زول إنت ساكن في جذمتك ) .. والمسكين دون أن يدري غرق في إبتسامة عريضة لأنه ظن أن حذائه جميل كما وصفه الشباب ، وغادر دون أن يعلم انهم قالوا عنه : ( الزول ده حايم طول اليوم تقول ساكن في جزمتو ) ، أبناء الدفعة فقط هم من يفهمون لغة بعضهم في نهارات الخرطوم ، وربما فارق عمري لا يزيد عن عام بينك وبين من يجالسونك في أحدى الجامعات السودانية ، يوازي مئات الكلمات التي لن يفهمها أحد سواهم لدرجة انك تشعر بالعزلة لجهلك بالقاموس الجديد ومعاني مفرداته ، القاموس الخاص بالشباب في السودان واغلبهن من طلاب الجامعات لم يغادر اية مفردة يومية دون ان يضع لها مقابلاً يستخدمه مع الاصدقاء بدءا بالعلاقات العاطفية وانتهاء بالفنون والسياسية ، فالقاموس العاطفي في حياة الشباب يحتشد بعبارات متجددة ومتمددة لا يفهمها سواهم ، فمثلا هم يطلقون مفردة ( الطيارة ) على من لا حبيبة له وان كانت الحبيبة تشعر بالخجل يطلقون ( خوجلي عثمان ) ولوصف عدم الوفاء بموعد مضروب بين الحبيين يقولون عن المشرور : ( شرحبيل أحمد ) .
وبحسب صحيفة حكايات فإن أزياء الفتيات ايضا تحظى بكلمات من القاموس الخاص وتتداخل فيه روح الدعابة بالموقف السياسية كما يتم في بعض الحالات توظيف اسماء رموز سياسية في قاموس اللغة البديلة ، كحالة اطلاق اسم السياسي الجنوبي المعروف لاقو ، ليستخدم أسمه مقابل مفردة المجازفة كأن تقول : ( شوف الزول ده عمل جوزيف لاقو كيف وقطع الزلط ) ، ويتبدى تأثير الموقف السياسي للشباب والطلاب في منتوج لغتهم الخاصة في حالات عديدة من بينها إطلاقهم مفردة ( غواصة ) و ( رادار ) على من يشكون في حقيقته .

‫4 تعليقات

  1. هذا من الفراغ الأكاديمي الذي يعاني منه طلاب الجامعات وكان المفروض الجامعة هي التي تثري المجتمع بالجديد المفيد وتنقل المجتمع إلى أعلى عليين مش تنزل به إلى أسفل سافلين مستخدمة لغة الشماسة وهذه اللغة على أيام التعليم كان بخيره هي لغة الشماسة نسأل الله أن يعلم ابناءنا العلم النافع ويجنبهم الاسم الفسوق الذي حذرنا منه ديننا الحنيف وعلى القائمين على امر الجامعات أن يلتفتوا إلى ابنائهم الطلاب وعلى الإعلام والصحف على وجه الخصوص ألا تنقل لنا سفاسف الأمور لان الله يحب معالي الأمور ولا يحب سفاسف الأمور أي إعلام هذا وأي صحف هذه وأي جامعات هذه التي يصرف عليها الغالي والنفيس ثم يخرج علينا الطلاب بكلمات ما أنزل الله بها من سلطان والله المستعان ما أردت إلا الإصلاح

  2. الرندوك أو لغة الفرد ليست بالظاهرة الجديدة ولا الغريبة فهي لغة أجيال متعاقبة في فترة الشباب وهي لغة تفاهم يعوم فيها الأطفال والشيوخ وأحيانا ينسى الشاب أن الذي يكبره قد مر بسنه ويحاول مستعبطا السخرية والتهكم مستخدما قاموس الرندوك وربما يفهم المقصود ولكن يرفض الرد لأننا في السودان كلما تقدم سن الرجل كلما إزداد وقاره وترفعه عن الصغائر وبالتالي كل زمن ليهو رجالة ولكن لابد من الإحترام وهو بكل تأكيد منتوج طبيعي لحسن التربية ونسأل الله أن يحفظ شبابنا من الجنسين ويهديهم ويجعلهم سواعد بناء لهذا الوطن الأبي.