منوعات
مع الارتفاع الكبير في الأسعار… دفتر (الجرورة)…بين (البوبار) والضرورة..!
واجب وطني:
بداية التقينا بالتاجر محمد مبارك سعيد والذي ابتدر حديثه قائلاً : (الدَّين واجب وطني) ثم زاد : (هنالك بعض الأسر رواتبها لا تكفي حتى نهاية الشهر لذا نقوم بتسليفها حتى نهاية الشهر)، وعن الحد الأعلى للتسليف قال ( نحن نتعامل مع الأسر بإنسانية لاننا ندرك الظروف التي يمرون بها ولأن هنالك بعض الأسر أصحابها موظفون بالحكومة ويقومون بدفع إيجار المنزل لذا قد تصل ديونهم لأكثر من 1000 جنيه ولكن هنالك بعض الأسر ديونها تتراوح ما بين 300 إلى 400 جنيه وتابع : (بعض الأسر تماطل في دفع تلك الديون لذا نمتنع عن تسليفهم مرة اخرى) .
أصبح ضرورة:
أما ربة المنزل رباب فرح فتقول :(كان دفتر الحساب أو الشراء بالدين في الماضي وفي كثير من الأحيان مجرد (بوبار) أي لشراء الكماليات أو أي أشياء غير ضرورية ولكن بعد المتغيرات الاقتصادية الأخيرة التي اجتاحت الأسعار وخصوصاً السلع الأساسية والضرورية أصبح ضرورة. وأضافت : أي دكان لازم يكون عنده دفتر حساب وإلا لن يكون لديه زبائن) .
ممنوع الدين:
وعن الموضوع يحكي الطالب بجامعة ام درمان الإسلامية مدحت عمر ويقول : ( دفتر الحساب أو الشراء بالدين تستخدمه أغلب الأسر لمواجهة متطلبات الحياة اليومية التي أصبحت ترهق الكثير من الأسر، وزاد : نلاحظ أن بعض المحلات تضع لافتة مكتوب عليها (ممنوع الدين ولو بعدين) ولكن هذه اللافتة في كثير من الأحيان تكون مجرد خدعة حيث يوهمون الزبائن بأنهم لا يدينون ويقولون لهم (بس انت عشان معزتك خاصة بنسلفك) لأن صاحب المحل اذا لم يستخدم نظام التسليف حتماً سيواجه محله بالفشل الذريع لأن الزبائن سيذهبون إلى المحلات الأخرى التي تقوم بإرجائهم حتى نهاية الشهر ).
خميرة الدكان:
وفي ذات السياق يقول الموظف الطيب بابكر:( إن دفتر الحساب من أهم المفردات التي انتعشت نتيجة للظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها البلاد وزاد : (انا شخصياً أصبحت استخدم هذا الدفتر لأن المرتب أصبح لا يكفي حتى نهاية الشهر يعني أقوم بتسديد جزء من الحساب وابقي على جزء آخر حيث يتكاثر حتى الشهر القادم مثل الخميرة).[/JUSTIFY]
السوداني
[SIZE=6][B][COLOR=undefined]حينما قرأت ما قاله التاجر محمد مبارك سعيد ( الدّين واجب وطنى ) تذكرت على الفور لوحه شهيره كان يرفعها عمنا المرحوم عثمان النعيم مُهيد من أهالى منطقة المتمة على واجهة دكانة من الداخل والذى كان تاجراً مشهوراً بمدينة ياي بولاية الإستوائية الوسطى بالجنوب حيث كتب عمنا عثمان النعيم على اللوحة ( الدّين أوله تحنيس وآخره جَبِدْ شديد ولذا الدّين ممنوع ) .[/COLOR] [/B] [/SIZE]