“جنايات بدبي” تحكم بإعدام والد “وديمة”
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم الذي اصدرته وحصلت ” الاتحاد” على نسخة منه، وقررت فيه اعدام والد الطفلتين والسجن المؤبد لشريكته عن جرائمهما بحق الطفلتين، ان والدة الطفلتين اثرت مصلحتها الشخصية وادرات ظهرها لهما، مشيرة الى ان الطفلتين ضاعتا بين ابوين لا يعرفان لله حقا ولا للبنوة قدرا.
وتابعت ان منازعاتهما راحت على غير استحياء تدور في اروقة المحاكم حول احقية ايهما في حضانة الطفلتين، مشيرة الى انه ما حصل الاب على حكم الطلاق حتى سارعت الام بالتخلي له عن الحضانة وابرمت معه اتفاقية لرؤية الطفلتين ذرا للرماد.
واردفت الهيئة القضائية “لقد كانت الام لاهية عن طفلتيها حتى ان الامر وصل الى انها لم تبال برؤيتهما، خلال فترة انتقال الحضانة الى الاب والتي بلغت زهاء ثمانية اشهر.
وقالت المحكمة ان قلب الام لم يتحرك ولم تكن لها لهفة لتتبع اخبار طفلتيها والاطمئنان عليهما، مبينة ان لا مبالاتها وصلت لدرجة انها ادارت ظهرها للمدرسة التي كانت الطفلتين تدرسان بها حينما لجأت ادراتها لها، بعد ان انقطعتا الطفلتين عن الذهاب الى المدرسة بسبب منعهما من قبل والدهما.
وتابعت المحكمة ان “الام لم تحرك ساكنا لهذا الامر ولم يهتز لها قلب بل اغمضت عينيها عن القذى وقالت في غير ما مبالاة انها لا شأن لها بهذا”.
واردفت المحكمة “من هنا راحت المأساة تنسج خيوطها متمثلة في ام قد تخلت عن مسؤوليتها تجاه بنتيها، ولم يكونا بحال من الاحوال يمثلان لها فلذة لكبدها او قرة لعينها او حتى على الاقل القليل زينة من زينة الحياة الدنيا”.
وتابعت المحكمة “فضاعت الطفلتان على موائد اللئام، الام قد تخلت عن حضانتهما وهي تعلم انها ان فعلت هذا فقد ضاعا وجاعا الى اب تعلم امره وانها ان تركتهما في كنفه سيضيعهما ان اجلا او عاجلا ورضيت لهما بالدنية والذل والهوان، واب لم يجد صعوبة في ان يجلب الى حظيرته من هي على شاكلته، امرأة قد تمرغت في اوحال الجريمة ولها سوابق شتى، فصدق فيهما قول الحق سبحانه وتعالى في سورة النور ( الخبيثات للخبيثيين والخبيثون للخبيثات )”.
واضافت المحكمة: “لقد وجد الوالد ضالته المنشودة في شريكته لا سيما، وانه كان قد تعرف عليها من خلال مطلقته والدة الطفلتين اذ كانت زميلة دراسة لها فضلا عن كونها كانت جارة وصديقة لها”.
وقالت المحكمة ان ما جمع بين الوالد وشريكته المدانين علاقة لم يوثق زواجها شرعا كان يطل الكيد فيها لمطلقته فتمرغا في اوحال الرذيلة وبحر لجى من نجاسات الذنوب فراحا يسومان الطفلتين سوء العذاب غدوا وعشيا صباحا ومساء يحرمانهما من ابسط الحقوق الطعام والشراب المأكل والمشرب والملبس فيلقيان اليهما بفضلات الطعام”.
«ميرة» أخت وديمة
اللحظات الأخيرة من حياة “وديمة”:
كشفت الهيئة القضائية بمحكمة الجنايات بدبي عن تفاصيل اللحظات الاخيرة، في حياة الطفلة “وديمة” بحسب اعترافات والدها وشريكته امام الهيئة القضائية التي اماطت اللثام عنها اليوم خلال النطق بالحكم.
وقالت الشريكة لوالد إنه ليلة وفاة “وديمة” باشر والدها بضربها بواسطة سلك بلاستيكي، وهو كعادته مخمورا ومتعاطيا جرعات من الحبوب المخدرة، وكان ذلك في الساعة الواحدة والنصف صباحا ولم يكفه ضربها لفترة طويلة بل قام باحتجازها في الحمام واغلق الباب عليها وخلد الى النوم.
وأضافت الشريكة في اعترافاتها بحسب ما دونتها المحكمة في حيثيات الحكم، ان الوالد استيقظ من نومه في الخامسة فجرا وتوجه الى الحمام ليشاهد الطفلة المجني عليها “وديمة”ملقاة على الارض وكان الزبد خارجا من فمها ، مبينة بانه استدعاها على الفور وشاهدت “وديمة” وقد فارقت الحياة.
وأوضحت لقد قام بلف “وديمة” بشرشف ابيض ووضع عليه العطور وحملها وهي بصحبته ونزلا ووضعها في السيارة التي تخلص منها ببيعها عقب ذلك.
واردفت لقد وضعنا جثة الطفلة في المقعد الخلفي واتجهنا الى ابعد منطقة، مشيرة الى انهما تركا المجني عليها الاخرة “ميرة” في الشقة بمفردها بعد ان اوصدا الباب عليها.
وقالت “حينما بزغت الشمس اكتشفنا اننا في منطقة البداير بإمارة الشارقة بداخل الكثبان الرملية، وحينما علقت سيارته بالرمال اضطر للنزول لاخفاء الجثة خوفا من ان يشاهده احد المارة وهناك قام والد الطفلة بحفر قبر للمجني عليها بعمق اقل من متر وقام بدفنها، مشيرة الى انه لم يتمكن الخروج من الكثبان الرملية الا عند الظهيرة بعد ان ساعده احد الاشخاص في اخراج سيارته.
واظهرت اعترافات والد الطفلتين الذي صدر بحقه قرارا بإعدامه بحسب ما تضمنه حيثيات قرار محكمة الجنايات بدبي انه، وبعد فترة من ضربه وتعذيبه ابنتيه صار يلاحظ انهما صارتا تعزفان عن البكاء واستبدلتا ذلك بالضحك الأمر الذي استفزه وجعله يظن انهما متلبستان بالجن.
وبين انه حينما عاد فجرا وبعد 3 ساعات على حجز طفلته “وديمة” داخل الحمام بعد جولة من الضرب والتعذيب الذي مارسه بحقها شاهدها ترتعش الى ان فارقت الحياة.