مصطفى الآغا

فنجان الدم؟؟؟


بي بي؟
شخصيا سافرت كثيرا لشرق أسيا من اليابان إلى الصين إلى تايلند إلى ماليزيا وجيرانهم المختلفي الطباع والأجناس…
وكان أكثر شيء يعذبني هناك هو الأكل… فأنا أساسا كما تقول زوجتي “مأنف”، وصعب المزاج في الأكل، رغم أن طبخاتنا تتنوع ما بين المحشي وورق العنب والشيش برك والملوخية والكباب بأنواعها، ومع هذا أجد صعوبة في تقبل أي طبخة ما لم تكن “مية مية صناعة محلية”؛ فما بالكم لو كان الأكل ثعابين وحيايا وقرن الخرتيت وزعنفة القرش ورجل الضفدعة وفخذها أو لسان الكومودو.
(تنين صغير) يكاد ينقرض أو حراشف سمك الباركودا؟؟؟ وكل هذه الأكلات تدور حول موضوع واحد، هو منح آكلها وغالبا ما يكون ذكرا (أي رجل أو زلمة) قوى زائدة تجعله يبدو “أبو عنتر” في عيون زوجته، رغم أن العنترة هي في التصرفات والكرم وحسن المعاملة أكثر منها في أمور أخرى…
لهذا تجدهم في (هذيك النواحي) يبحثون عن الأكل الذي يمنح الصحة والقوة حتى لو عن طريق الخرافات… وبما أن المرأة قوية بطبعها وأشرس من أشرس مقاتل لو دسْتَ لها على طرف “قاصدا أو بغير قصد”؛ لهذا وجد رجل هندي يُدعى ماهيش أهيروار طريقة جهنمية، يستفيد منها من قوة زوجته، ولكن بطريقة شريرة جدا لم تخطر على بال أخينا دراكيولا…
فقد تعود ماهيش على أن يشرب يوميا فنجانا من دم زوجته ديبا أهروار؛ التي تبلغ من العمر 22 سنة… (بالمناسبة ديبا قد تعني ذئبة ربما)… وظل على هذا المنوال ثلاث سنوات متتالية يشرب من دمها يوميا فنجانا، وكأنه يشرب قهوة الصباح حتى طفح الكيل بديبا التي أبلغت السلطات الهندية عن هواية زوجته الغريبة العجيبة…
أما كيف كان يشرب من دمها فهذه وحدها قصة… فهو كان يستخدم حقنة يسحب الدم فيها من ذراعيها، ثم يفرغه في فنجان ويشربه “ويمزمز عليه”!!!
صحيفة “تايمز الهندية” تقول: إن ديبا لم تجرؤ على مواجهة زوجها ولا إخبار أهلها أو السلطات خوفا منه ومن تهديداته بعواقب ما سيحدث لو فتحت فمها (ولا أعرف عواقب أوخم من شرب دمها)؟؟؟
ولكن ديبا ولدت طفلها الأول قبل بضعة أشهر، وكانت ضعيفة البنية وعليها إرضاع الصغير، إلا أن ماهيش ظل يسحب من دمها ويشربه حتى خلال فترة الحمل؛ فكانت تشعر بالغثيان وتسقط مغشيا عليها في بعض الأحيان، دون أن يرف له جفن أو يعطف عليها!!!…
النتيجة المحتومة كانت هروبها من المنزل مع ابنها، وإبلاغ أهلها ورجال الشرطة الذين ألقوا القبض على “مدمن الدم” ماهيش؛ الذي لم ينكر التهمة بل قال: إن شُربَ دمها كان يمنحه القوة اللازمة كي يُكافح في هذه الحياة الصعبة؛ لأنه مقتنع تماما أن قوة المرأة لا يفوقها قوة، ونسي أنه شرب من دمها ثلاث سنوات وهي “ساكتة لم تنبس ببنت شفة”…
شخصيا أدعو كل زوجة يُسيء زوجها معاملتها لعدم السكوت عن إساءاته نهائيا؛ لأن الرجال “ما بتنعطي وجه” حتى لو كانت تحبه وتخاف على بيتها؛ فمن لا يحترم المرأة ولا يُقدّرها ولا يقدّر ما تقوم به من أجل إسعاده وإسعاد عائلتها لا يستحق نهائيا أن يعيش معها تحت سقف واحد…
هذا رأيي الذي سيثير عليّ الكثيرين من محبي تقمص شخصية “سي السيد”، وسيهاجمون آرائي التي لن أتراجع عنها، مادام الزواج مؤسسة وشراكة بين شخصين وليست بين سيد وعبدة…
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]