عودة المواجهات تجبر المنظمات على تعليق أنشطتها بالمنطقة و ارتفاع ضحايا تجدد القتال بالسريف إلى 71 قتيلاً وجريحاً
وقالت مفوضية الشؤون الإنسانية التابعة للامم المتحدة ان تحسناً طرأ على الأوضاع الإنسانية بمنطقة السريف بني حسين بولاية شمال دارفور عقب موجة نزوح شهدتها البلدة التي تعرضت لنزاعات قبلية مسلحة في محيط منجم جبل عامر . وكشفت عن مساعدة 65 ألف شخص بخدمات المياه وتركيب مضخات مياه يدوية واصلاح المعطلة وادخال الغذاء والدواء الى عدد كبير من المتضررين على خلفية مشاورات بين زعماء القبائل والسلطات.
واشارت المفوضية في تقريرها الدوري امس الى ان بعثات التقييم ووكالات الإغاثة تمكنت من الوصول الى كبكابية وسرف عمرة القريبتين من السريف وسلمت امدادات غذائية ودوائية للمتضررين عقب اتفاق بين زعماء قبائل بني حسين والرزيقات والسلطات المحلية، لكن التقرير شدد على انه بالرغم من تحسن الوصول الى البلدات المنكوبة الا ان عدم توفر الامن يشكل مصدر قلق كبير لموظفي الإغاثة والأمم المتحدة.
وذكر التقرير ان الطريق الذي يربط بين بلدتي السريف وسرف عمرة اضحى متاحا خلال الاسبوع الماضي وذلك عقب مشاورات بين زعماء قبائل بني حسين والسلطات المحلية وزعماء قبيلة الرزيقات، واكد التقرير ان السلطات شددت على اجراء التدخلات الإنسانية وإغاثة المتضررين من الطرفين بغض النظر عن القبائل .
وبدأ النزاع القبلي المسلح في بلدة السريف القريبة من جبل عامر الذي يكتظ بالمنقبين التقليديين عن الذهب في الرابع من يناير الماضي، وخلف حوالي 100 ألف شخص يواجهون خطر النزوح والتشرد، بينما ارتفع عدد النازحين في كبكابية من ألف شخص الى 7 آلاف شخص خلال فبراير بحسب التقرير.
واعرب التقرير عن قلقه من مصير 4,600 شخص ببلدة هشابة غربي دارفور بعد ان فروا من النزاع المسلح بمنجم جبل عامر، وقال انه على الرغم من عودة بعض الاشخاص الى مناطقهم الا ان تجدد الهجمات المسلحة في بلدة السريف وجبل عامر اجبر هؤلاء على المكوث في اماكنهم ومواجهة النقص الحاد في الغذاء والدواء، بينما علقت المنظمات غير الحكومية ومنظمة انقاذ الطفولة السويدية انشطتها في البلدة بسبب انعدام الأمن وتعطل العودة اليها مجددا من قبل المدنيين.
على صعيد آخر، تخوف التقرير من انتشار 40 ألف مواطن من جنوب السودان بولاية الخرطوم ومدن السودان والاقامة في المناطق العشوائية، وقال ان هؤلاء الاشخاص باعوا ممتلكاتهم للعودة الى دولتهم الوليدة، لكن اغلاق الطرق وعدم توفر وسائل النقل وانعدام الأمن على الحدود عطل العودة.
إلى ذلك قال قيادى قبلي لـ»الصحافة» ان عدد الضحايا من قبيلة البني حسين بلغ 18 شخصا بالاضافة الى 42 مصابا، وناشد السلطات بسرعة نقلهم الى الخرطوم، وقال ان 20 منهم حالتهم خطرة يحتاجون الى عمليات جراحية، كما ناشد بتقديم مساعدات انسانية للمنطقة نسبة لسوء الوضع الغذائي.
ونوه الى ان سكان قرية «حجير» قرب السريف، تعرضوا اولا لهجوم بالخيول وعندما حاولوا اللحاق بالجناة وقعوا فى كمين واندلعت الاشتباكات بين الطرفين.
وقال قيادي اخر ان 11 من الرزيقات قتلوا فى المعركة، ونوه الى قرى قريبة من السريف تعرضت لهجوم صباح امس دون وقوع خسائر في الارواح، وعزا تجدد المواجهات الى اسباب تتعلق بنهب ماشية.
واعلنت لجنة مبادرة اصلاح البين في احداث جبل عامر التى يرأسها الوزير السابق حامد تورين عن تكوين فرعيات لها بالولايات لرصد المعتدين الذين يقومون بنهب الماشية وكافة اشكال العنف وترويع المواطنين فى المنطقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة العمدة خالد دبكة لـ»الصحافة»، ان اللجان الفرعية تم تكوينها فى غرب دارفور ووسط دارفور وجاري العمل لتكوين فرعيات اخرى فى شمال وجنوب وشرق دارفور حتى تتمكن اللجنة من محاصرة الجناة وكافة المتفلتين وفضحهم على الملأ. في سياق متصل اتفقت الحكومة والامم المتحدة على اهمية سرعة وصول الكوادر الاجنبية والوطنية العاملة فى الحقل الانسانى الى مناطق المتضررين بالسرعة المطلوبة وعكس المعلومات المتعلقة بالمتضررين واحكام التنسيق فى تقييم الموقف الانسانى وتمرير المعلومات بين الاجهزة المختصة فى الحكومة والامم المتحدة.
وأشار مفوض عام العون الانساني سليمان عبدالرحمن لسونا، الى الزيارة التى يقوم بها حاليا الى شمال دارفور يرافقه خلالها ممثل الامين العام للامم التحدة للشئون الانسانية علي الزعتري وعدد من موظفي المنظمات الاجنبية والوطنية، مؤكدا ان الزيارة صححت معلومات خاطئة ومضللة لدى الزعتري تتعلق بوصول الكوادر العاملة في الحقل الانساني الى منطقة الحدث .
من جهته اقر الزعتري بعدم وجود عراقيل تعترض سير العمل الانساني بولاية شمال دارفور، مشيدا بالجهود التي تبذلها الحكومة في توصيل المساعدات الانسانية للمتضررين ما اسهم في استقرار الاوضاع الانسانية. وكان تأخير وصول الوفد الى المناطق المتأثرة بالاحداث الاخيرة بالولاية لاسباب تتعلق ببعثة «يونميد» بالفاشر.
صحيفة الصحافة [/JUSTIFY]
[SIZE=5]الحكومة ما شايفة شغلها[/SIZE]