أمير الرياض يقطع كلمة ارتجالية بعد تأثره بدعاء عن الظلم
واضحا ملامحه ونبرة صوته، حين قام بذكر دعاء يردده دائما وهو” اللهم لا تجعلني ظالما ولا مظلوما ولا شقيا ولا محروما وأخرجني من الدنيا معافى في ديني وذمتي اللهم اجز خيرا من أحسن إليّ، واعف عمن ظلمني”
حيث بدا واضحا انه لم يستطع أن يكمل كلمته الارتجالية، التي بدأها بعد أن توج مؤسسة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بجائزة سعفة القدوة الحسنة التي أطلقها الأمير تركي بن عبدالله بن عبد الرحمن آل سعود وتهتم بتكريم أكثر المؤسسات شفافية ونزاهة في تعاملاته.
وحين تحدث الأمير سلمان عن الملك عبدالله، ذكر بأن أكبر مسئولية حملها إياه خادم الحرمين الشريفين هي عندما كان يكلفه بأمر بقوله “من ذمتي لذمتك” وذلك بعد أن يسلمه أو يرسل إليه معاملة أو أمر يخص أحد المواطنين. واعتبر الأمير سلمان أن هاجس الملوك من عهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وحتى عهد الملك عبدالله بأن الهاجس الرئيس للجميع هو كيف يمكن خدمة هذه البلاد وجعل شعبها يعيشون في رخاء والسعي لسعادتهم.
جاء ذلك خلال رعايته لحفل تسليم جائزة سعفة القدوة الحسنة في الرياض مساء أمس الاثنين في قاعة مكارم بفندق ماريوت وسط حضور كبير من المثقفين والأكاديميين ورجال الأعمال من بينهم الكاتب والأديب تركي الحمد، والكاتب السعودي خالد الدخيل والكاتب الدكتور حمزة المزيني، والكاتب عبد العزيز السويد وعدد من الكتاب والمثقفين.
وفي بداية الحفل ألقى رئيس اللجنة التأسيسية للجائزة الأمير تركي بن عبدالله بن عبد الرحمن آل سعود، كلمته التي قال من خلالها أن الأزمة الاقتصادية المالية الحالية التي يمر بها العالم، أكبر دليل على انعدام الشفافية في تعاملات المؤسسات المالية أو التجارية الكبرى والتي تحاول نزع الشفافية من مشاريعها التي ترسيها على دول نامية أو غيرها، دون أن تظهر حقيقة هذه الاستثمارات.
وبدأ الأمير تركي كلمته بالقول: هناك كلمات حق لابد أن تقال وأولها بأن راعي حفلنا الليلة ولست متملقاً وليس في حاجة إلى ذلك يأبى الا أن يكون في مقدمة قضايا الأمة الرئيسة ويجعل من نفسه وحضوره أداة خير تلتف حولها الجهود ويحصد بفضلها النجاح,وكلمة حق تقال بأن حفلنا الخيّر وهذا الحضور المبارك يجسد حقيقة ناصعة بأن الشفافية والنزاهة ليست قضية تطالب بها فئة دون أخرى فنحن هنا في جمع واحد ممثلين بالدولة في أعلى رموزها وبنخبة من القطاع الأهلي من رجال أعمال وفكر وقلم”.
ثم تحدث رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ صالح بن حميد بقوله إنه لا يمكن أن يعطي توصيف للشفافية يقبل بها الجميع، ولكن يمكن أن يعطي وصف علمي لها، وقال “الشفافية مركب يضم عدد من القيم الإنسانية منها الحرية والعدل والمساواة, والشفافية هي مجموعة القيم الفاضلة الموصلة لغايات نبيلة في الحقوق ومحاربة الفساد في مكاشفة ومحاسبة ورضا داخلي لما للإنسان ولما عليه، وهي تتناول كل حق مادي أو معنوي “.
ثم أعلن رئيس لجنة التحكيم في الجائزة الدكتور عادل بوشناق الجهة الفائزة وهي هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بعد أن ذكر القائمة الشرفية بأعضاءها الثلاثة وهم البنك الإسلامي للتنمية ومجموعة صافولا وأخيراً هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات ثم أعلن عن الفائز وقام أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز بتسليم السعفة للمحافظ عبدالرحمن الجعفري.
وبعد تسليم الجائزة ارتجل الأمير سلمان كلمة مؤثرة بدأها بالصلاة والسلام على رسول الله ثم قال “أيها الإخوة.سرني أن أكون بينكم هذه الليلة بدعوة من أخي الأمير تركي بن عبدالله. وحضور هذا المجتمع
الواعي المخلص, وقد تحدث الأخ الأمير تركي والأخ الدكتور الشيخ صالح بن حميد بما يكفي وبما يعبر عن نفسي, وأقول أننا والحمدلله في هذه البلاد في بلاد الحرمين في بلاد العروبة, نفتخر بذلك ونعي مسؤوليتنا عن ذلك وعن عقيدتنا”.
وأضاف: ” ذلك هو التي قامت عليه النهضة العربية بعد أن كنا شعوباً وقبائل تم توحيدها, وأنا أقول أنها أمانة عند هذا الشعب الذي وحده قرآن الله وسنة نبيه,أقول هذا وأنا أقول بصدق أن كل من يقرأ منا القرآن سيجد فيه حلول لجميع مشاكلنا وكذلك السنة النبوية, وأقول إننا شعب متعاون وملكنا وولي عهدنا يرعون شعوبنا, ولقد عاصرت العمل في عهد الملك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله وأقول بكل صراحة أنهم جميعاً والحمدلله كانوا يسعون بما يسعد هذه البلاد ولله الحمد”.
ثم ذكر الأمير سلمان أكبر مسؤولية حملها إياه الملك عبدالله فيما يخص التعاملات ومعاملات المواطنين بقوله “أكبر مسؤولية حلمني إياها الملك عبدالله أنه إذا أوصلت له شكوى وقام بتحويلها لي فيقول لي (هذي من ذمتي لذمتك).. أقول هذا الكلام وهذه الدولة تسعى بتشريعاتها المستمدة من الكتاب والسنة لخدمة المواطنين وإحقاق الحق,وأقول من رأى شيئا يخالف القوانين الشرعية أو الأنظمة أو حريات المواطنين أو كراماتهم فعليه أن يبلغني حتى لو كان مني ومن نائبي”.
ثم سرد أمير منطقة الرياض قصة قديمة بقوله “قبل أكثر من عشرين سنة جائني من أحد الموظفين من إحدى المحافظات وأرسل خطاب ومما جاء في الخطاب أن هناك قراران أحدهما يناقض الآخر وليست في صالحه أو شئ من هذا, قررت استدعائه وظن من عندي أنني سأعاقبه, وحينما أتاني شكرته ورقيته”. وأكمل الأمير سلمان قائلا: ” الإنسان منا راعٍ, وكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته، يجب أن يعرف أنه سيواجه ربه ثم يسأل ضميره ثم يسأل عن العمل الذي يقوم به لو عامله أحد هل سيرضى به أم لأ …”.
وقال الأمير تركي بن عبدالله بن عبد الرحمن، بعد انتهاء الحفل، أن الجائزة لن تقف عند تسليم السعفة فقط بل سيكون هناك مؤتمرات وورش عمل مستمرة في الجامعات والمدارس لتكريس النزاهة والشفافية لدى الجيل القادم وأكمل ” الجائزة لم تنتهي وهي بداية لمشروعات قادمة وسيكون هناك ورش عمل ومؤتمرات ومحاضرات وندوات عن النزاهة والشفافية في السنوات المقبلة”.
من جهته، قال محافظ هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات عبدالرحمن الجعفري، في حديث خاص بإيلاف عقب تتويجه من الأمير سلمان أن الجائزة ستكون محفزة للتنافس على الشفافية بين القطاعين الخاص والحكومي وسيكون لها الأثر الكبير في تفعيل مفهوم الشفافية وأضاف أن الفوز اليوم هو فوز لجيل الشباب الموجود في الهيئة الذين يستحقون كل الشكر والتقدير على ما يقدمون من عمل وجهد واضح”.
المصدر :ايلاف [/ALIGN]