مصطفى الآغا

العين القاتلة.. والقانون


العين القاتلة.. والقانون
منذ وعيت وأنا أعرف أن هناك حسدًا وضيقة عين، وعينًا صيّابة، لكني لم أسمع في حياتي أن شخصًا اتهم آخر في المحكمة بأنه يُصيب بالعين ويطالب بسجنه أو القصاص منه.

فقد قرأت أن يمنيًّا رفع دعوى قضائية ضد أحد سكان قريته متهمًا إياه بالتسبب بمقتل ابنه بعدما أصابه بالعين.

والحكاية الكاملة تقول إن محمود (الابن، وعمره 28 سنة) كان عائدًا من السعودية باحثًا عن نصفه الآخر، لكن شخصًا مشهورًا “بعينه الصيّابة” التقاه في الطريق وقال له بالحرف: “والله صاير بطنك كبير وبيوسع ألف كيس قمح”؟.

وفي اليوم نفسه شعر “محمود” بحمى شديدة وألم في بطنه، ثم ظهرت بقعة سوداء أخذت بالاتساع والانتشار على جسمه وظهر ورم على السرة بدأ بالاتساع بشكل غريب ورهيب، فأسعف الرجل إلى المشفى لكن الأطباء عجزوا عن معرفة حقيقة الورم وحقيقة ما يحدث ليدخل محمود في غيبوبة توفي على إثرها سريعًا!.

الأب المفجوع في ابنه تقدم بشكوى إلى القضاء ضد من يعتقد أنه السبب؛ لكون الحادثة جرت أمام شهود.

القضية جدلية؛ لأن لها شقًّا قانونيًّا هذه المرة. وللفضوليين سأحكي لكم ما قرأته عن حقيقة وكيفية الإصابة بالعين.

فلكي نفهم كيف يؤثر العَائِنُ في المعْيُونِ بالنظر إليه بالعين المجردة، ينبغي علينا في البداية تعرف الموجات الكهرومغناطيسية التي بوساطتها تتمكن العين من الإبصار. وهي موجات تتكون من مجالين: كهربائي وآخر مغناطيسي متعامدين. ووحدة قياس طول هذه الموجات هي النانومتر Nanomètre : Nm الذي يساوي جزءًا من مليار من المتر. ويعد الضوء المرئي الذي نرى عن طريقه الأشياء من أشهر الموجات الكهرومغناطيسية. ويتراوح طول موجاته بين 380 و750NM. ويبدأ عند اللون الأحمر 630 و700 Nm وينتهي عند اللون البنفسجي 400 و450Nm ، وبينهما توجد أطوال مختلف الألوان. وإذا نقص الضوء أو زاد عن هذه القيم صارت موجاته غير مرئية، كالأشعة فوق البنفسجية 60 Nm و380 Ultraviolet والأشعة تحت الحمراء 780 Nm و1.000.000 Infra-rouge .

علميًّا، العين تستقبل الموجات الكهرومغناطيسية التي تُحلَّل على مستوى الدماغ فيتم الإبصار، لكن العين البشرية لا تقف عند حدود استقبال الموجات، بل هي قادرة، حسب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، على إرسال موجات كهرومغناطيسية تؤثر في أجسام الأشياء التي تشاهدها. والدليل قول الله جل جلاله ﴿وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر﴾، وقول النبي صلى الله عليه و سلّم: “العين حق”.

كما أن أبحاث العالم الفيزيائي الألماني ماكس بلانك تشير إلى ذلك إذ بيَّن أن الأشعة الكهرومغناطيسية تتميز بكونها لا تمتص كميات من الطاقة فحسب، بل تنبعث منها شحنات أخرى من الطاقة أطلق عليها اسم “كونتا” -وهي أصغر كمية من الطاقة يمكن امتصاصها أو انبعاثها من الشعاع الكهرومغناطيسي- لكن كيف يقع تأثير العائن في المعيون حسب هذه المعطيات العلمية؟
الجواب أن عين الحاسد تنبعث منها موجات كهرومغناطيسية يقِل أو يزيد طول موجاتها عن القيمتين 380 و750 Nm؛ لذلك تدخل في مجال الأشعة التي لا يمكن للعين البشرية ملاحظته،ا فتتصل بالمصاب بالعين وتتخلل مسام جسمه، فيحصل له الضرر.
الحديث طويل وطويل وطويل،ولكنه حديث العيون الذي لم ولن ينتهي ما دام هناك من لا يتمنى الخير للآخرين أو يتمناه لنفسه فقط دون بقية العالمين.
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]