حوارات ولقاءات

القيادي بالمؤتمر الوطني د.قطبي المهدي : إذا مشى البشير ديل (…) المقعدهم شنو؟!

أثارت تصريحات د. قطبي المهدي الأخيرة حول خلافة البشير (تسونامي) من ردود الأفعال السياسية والصحفية، فالمهدي يرى ألا بديل للبشير داخل الحزب الحاكم المؤتمر الوطني، وأن هذا يستلزم الاستمرار في الرهان على البشير لتولي دفة القيادة والترشح باسم الحزب في الانتخابات القادمة، وذلك حتى يتسنى للحزب تجهيز بديل مناسب.
حوار: محمد عبد العزيز
* أثارت تصريحاتك الأخيرة حول نية البشير عدم الترشح للرئاسة العديد من ردود الفعل وصلت حد التهجم عليك وعلى مواقفك!!
اصلا هذه التصريحات كانت موجهة للمؤتمر الوطني، الذي لم يستعد لغياب البشير في يوم من الايام، لذلك دخل الحزب والشعب السوداني في موقف صعب جدا، وهو ما جعل الرئيس يبدو كرئيس استثنائي، خاصة أن الاوضاع في السودان ذات طابع استثنائي. وكما تعلم فإن البشير لن يدوم لقيام الساعة سواء بإرادته أو بإرادة الحزب أو بإرادة ربنا، فمن المفترض أن يتم تأهيل شباب الحزب ليكون مستعدا في اي لحظة لتحمل المسئولية بعد رحيل الجيل الأول، ولكن كنا (مكوشين) على كل شيء، فلم يتم تأهيل الجيل الثاني وهم في العقد الرابع من عمرهم وعلى مشارفه، ولكن لا يمكنك أن تحملهم رئاسة الجمهورية، في وقت استلم فيه اوباما وهو في ذات العمر رئاسة امريكا، وكذلك الحال في بريطانيا وغيرها، وهولاء شباب ليسوا كشبابنا يهتمون بكرة القدم والفن أكثر من اي شيء آخر، وهذا مأزق، يجعلنا نطالب باستمرار البشير ولو لدورة واحدة حتى يتم تأهيل هولاء الشباب.
* هناك عدد من القيادات الحالية، ألا تصلح لقيادة البلاد؟
البشير عندما اعلن نيته عدم الترشح برر ذلك بقوله انه امضى اكثر من عشرين سنة في السلطة، ومن المفروض أن تتاح الفرصة لدماء جديدة.هذا يعني بوضوح انه في حال رحيل البشير فلابد من رحيل الطاقم الذي يعمل معه، لأن بعضهم اقدم من الرئيس في العمل العام، وتحملوا معه مسئوليات المرحلة السابقة بنجاحاتها وفشلها، وفي حال توليها الحكم فإنك تكرر تجربة البشير، واذا انت اتيت بأحد الشباب دون تأهيلهم تصبح مشكلة اخرى، لذلك لابد من اتاحة الفرصة لتأهيل هولاء الشباب وهم جيدون جدا لو اتيحت لهم الفرصة.
godbiiii * اذاً لا يوجد بديل جاهز للبشير داخل (الوطني)؟
إذا استقال البشير الآن قبل نهاية دورته فمن الطبيعي أن يتولى السلطة نائبه وليس هناك مشكلة، ولكن في حال رفض البشير الترشح فسيكون من الضرورة حينها البحث عن بديل، وفى ظل ظروف السودان والحزب الحالية لا اعتقد أن هناك بديلا، يمكنك طبعا أن تقدم اي شخص ولكن قطعا لن يكون في كفاءة وفعالية البشير الذي بات يعرف جيدا مكونات الشعب السوداني والتي هي تعرفه ايضاً.
* ولكن هل كان البشير نفسه مؤهلا عندما تولى السلطة؟
لم يكن هناك اعتماد عليه في البداية وكان يدير الامر في اطار مؤسسة، بل وكانت هناك شخصيات طاغية عليه، ولكن منذ العام 1999 اصبح يتحمل المسئولية كاملة، وهذه واحدة من اساسيات الخلاف حيث كان يفتكر طالما أن الناس بايعته كرئيس يجب أن يكون رئيسا فعلاً.
* ولكن د. غازي صلاح الدين اشار مثلا إلى انه من ناحية دستورية فإن البشير لا يمكنه تولي الرئاسة مجددا دون تعديل الدستور؟
يبدو أن غازي حسب المدة قبل الانتخابات، البشير ما زال لديه دورة اخرى، ولك أن تعلم انه اذا وضع دستور جديد فسيكون للبشير دورتان أخرتان.
* ثمة من يرى أن البشير يشكل عنصر تماسك داخل المؤتمر (الوطني) بتياراته المختلفة وفي حال ذهابه فسينهار كامل البناء لأن هذا الأمر لا يتوفر لأي شخص آخر؟
هذا صحيح البشير يشكل تماسكا داخل (الوطني) ولكل السودان، فالبشير لديه مقبولية كبيرة في المجتمع السياسي السوداني والمجتمع بشكل عام، وهنا دعني اشير إلى أن الشخص الوحيد داخل (الوطني) الذي امتلك المقدرة على التواصل مع مختلف فئات الحزب باختلافاتها العمرية والجهوية والطبقية هو البشير، وغيابه قطعا سيأتي بقيادات لن يكون لها قبول كاسح وقد يشكل هذا بعض الإشكالات للحزب…
* (مقاطعة) دعني اكون اكثر صراحة معك، ذهاب البشير قد يؤدي لصدامات دموية على السلطة داخل اجنحة (الوطني)!!
من الاشياء الايجابية داخل (الوطني) أن ما يربط كوادره اكبر من الحزب، فهناك وحدة فكرية وروحية ستقلل ولا تنفي هذه الاحتكاكات.
* أتتحدث عن (الوطني) ام الحركة الإسلامية؟
(الوطني) هو التعبير السياسي للحركة الإسلامية، واؤكد لك لن يحدث صدام مسلح في (الوطني).
* ولكن دونك ما اعلنته السلطات مؤخرا واتهمت به مجموعة ود ابراهيم؟
قطعا وجود البشير ضمانة لضمان ولاء المؤسسة العسكرية، وغيابه قد يسبب بعض الاشكالات.
* لديك تصريح سابق شبهت فيه الانقاذ بـ(الدواء الجيد) الفاقد للصلاحية فكيف تطالب ببقاء هذا الدواء مع العلم بأن البشير هو الوجه الأول في الإنقاذ؟
لقد اثبتت الايام صحة حديثي هذا، وكانت هذه دعوة للحزب لمخاطبة المشاكل المستقبلية بعد أن خاطب المشاكل الماضية بدواء جيد، ولكن هذا الدواء لا يصلح مستقبلا، الآن نحن نواجه مشكلة اجراء اصلاحات داخل الحزب، وتحدثنا عن ذلك في مؤتمر القطاع السياسي الذي كنت اترأسه عن ضرورة وجود خطاب جديد للحزب، وضخ دماء جديدة، ولو كان هذا حدث لما واجهنا هذه الأزمة.
* ولكن هذا يعني أن الدواء الجديد خطاباً وقيادةً، لا يجدي لمخاطبة القضايا الحالية والمستقبلية!!
المطلوب كان ايجاد قيادات جديدة وهو ما لم يحدث مما أحدث هذه الورطة، مما سيضطرنا للاستمرار بالقيادة الحالية، وهذا عيب في حق (الوطني)، فيفترض في هذه اللحظة أن يكون هناك (50) بشيراً جاهزين لتولي القيادة.
* ايعني هذا أن ينتظر (الوطني) عشرة اعوام اخرى لتجهيز البديل؟
استمرار البشير لدورة واحدة كفيل بتجهيز البديل، فلدينا شباب اذكياء فقط تنقصهم الفرصة.
* هذا يعني ضرورة ازاحة الصف الأول في(الوطني) قبل البشير لإتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب!!
اذا كان الامر كما قال البشير اتاحة الفرصة لدماء جديدة، فهذا يعني أن يذهب هؤلاء قبل البشير.
* فهمت تصريحاتك الأخيرة بأنها استهداف للنائب الأول للرئيس علي عثمان باعتباره من ابرز المرشحين لخلافة البشير؟
اعتبر أن هذا نتاج للتناول السطحي للقضية وشخصنتها، ومن يتحدث مثل هذا الحديث لا يعلم قطعا علاقتي بعلي عثمان، وهولاء جهلة لا يقرأون ويكتبون من وحي خيالاتهم المريضة.
* وكيف هي علاقتك بعلي عثمان؟
علاقتنا بدأت منذ الثانوية، وهي علاقة قوية تقوم على روابط فكرية وروحية وتنظيمية، وفي اطار هذه العلاقة نحن نتفق ونختلف، اما التفكير النمطي عن صراع بين القيادات لابد أن يتحرر منه الناس بمعرفة الحقائق بشكل مباشر، وعلاقتي بعلي عثمان اقوى بكثير مما يمكن أن يتصور الكثيرون.
* هل تلتقي به وتتباحث معه حول مختلف القضايا؟
أنا التقي به على الأقل مرة أسبوعيا، وهناك تواصل بيننا في الفعاليات الحزبية واذهب اليه في مكتبه في مجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية أو حتى منزله، ويأتيني كذلك في بيتي.
* هل سمعت منه تعليقا على تصريحاتك الأخيرة؟
لا، لم التق به مؤخرا منذ تصريحات البشير الاخيرة، ولكنى اتوقع أن التقي به قريبا وحينها من المؤكد أن نتناقش في مختلف القضايا وعلى رأسها ترشح البشير.
* كيف وجدت تصريحاته في المؤتمر الصحفي الأخير؟
عبرت عن شخصية علي عثمان واسلوبه في التعامل مع القضايا، وهو اسلوب متزن جدا، وقد لا يجيب على جميع الاسئلة ولكنه يجيب بالشكل الذي يراه مناسبا، وقد كان حديثه واضحا حول ترشح البشير بأن الامر يرجع لمؤسسات الحزب، ولكنه اغفل نقطة مهمة تتعلق بإصرار البشير على موقفه أو قبول الحزب لرغبة البشير كيف سيكون الموقف؟!، وعندها سيكون (الوطني) أمام خيارين إما الاصرار على ترشيح البشير وهذا موقف معيب في حق الحزب، أو القبول بذهابه والبحث عن قيادة جديدة لأننا سنواجه بسؤال تقليدي مفاده بعد ذهاب الرئيس (ديل المقعدهم شنو؟).
* لماذا تعتقد أن تصريحاتك فسرت بأنها ضد طه رغم وجود مرشحين آخرين كدكتور نافع مثلا؟
بسبب مقالات صحفية سابقة لي بصحيفة الانتباهة انتقدت اتفاق نيفاشا، وبالمناسبة الايام اثبتت صحة موقفي ذاك بخطأ منهج التفاوض وعناصره، وهو ذات الامر الذي لازم مفاوضي السودان.

صحيفة السوداني

‫5 تعليقات

  1. [SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#1200FF][RIGHT]طيب اعتبر البشير مات وعلي اكمل الفتره الفتره حتى الانتخابات حا تعمل شنو

    وبعدين البشير لما استلم وكل حاشيته كانت عندهم خبره …

    اذا كانت مؤسسات الدوله متماسكه والخدمه المدنيه ذات مؤسسيه عالية التناغم … فامر الرئيس يكون شكلي وتغيير ودم جديد لا تهتز الدوله بوجوده وعدمه طالما الدستور والقانون يحرك الجميع …

    المؤسسه العسكريه احترامها واستقلالها يضمن سلامتها لكل الوطن
    وهل انت واثق من ان البشير سيفوز حتى تضمن ولاء الجيش لو فاز مواطن اخر غير البشير بانتخابات حره ستستفزز الجيش عليه يا قطبي …

    عندما تنظرون تتحدثون عن الديموقراطيه بوعي وعند العمل تحركون القوات المسلحه وتستحضرون الخوف[/RIGHT][/COLOR][/FONT] [/SIZE]

  2. مقعدهم المقعدهم، السلطة والجاه والمنصب والإمتيازات والمخصصات، ومن المفترض إن ذهب البشير كل الطاقم الحاكم الآن بما في ذلك النائبان وكل الوزراء والولاء والوزراء بالولايات يذهبوا ” إلى الجحيم ” وكفاية كفاية ومليون كفاية وأن يتركوا المجال لدماء جديدة شابة وخلاص قرفنا منهم وماقدموا ولم ولن يقدموا للسودان أي شئ إلا مزيد من المشاكل مع المجتمع الدولي والجيران ” 23 سنة وأكثر في الحكم أكثر من كفاية وخلاص وحواء السودان والدة ودايرين ناس أبناء بلد جد ويحافظون عليها وعلى سمعتها ويحافظوا علي العادات والتقاليد ويضبطوا الشارع السوداني وفقا للشرع “مش شعارات وبس ” ، البلد بخيرها وكثير جدا جدا ولكن للأسف الإنقاذ دمرت السودان وأفقرته وأنهت كل المشاريع الزراعية وخاصة مشروع الجزيرة ودمرة التعليم والصحة حيث كانت الخدمات تقدم مجانا في كل العهود والحكومات التى سبقتهم وكثر الفساد “في البر والبحر ” وخاصة الفساد المالي والأخلاقي ووصل الحال إلى زواج المثليين وإنتشرت الدعارة والمخدرات بشكل مزعج ومخيف وأيضا الرشاوي وأكل مال الناس بالباطل ومايحدث الآن لم يحدث ولن يحدث على مر الزمان ولو في عهد الإستعمار ” حرام عليكم ياإنقاذيين يا من تحكمونا بإسم الدين والدين من عمائلكم براء وأصبحت لعبتكم مكشوفة وطبعا الجماعة عارفين إنه بدون البشير لا يساوون شئ وأن الشعب يكرههم عمى والبشير رجل دولة محترم ونظيف ويحظي بقبول واسع وسط السودانيين ولكن البقية الباقية “شيل وأدي البحر ” عشان كدي البكاء والروراي كتر “

  3. اطروا المــــوووووووت وعلي قول الشاعر ود بادي:-
    لكن الموت الموت إن جاكم طرفة عين
    بتأجروا مين ؟؟؟
    كان الموت بالأجرة يفوت بتأجرو زول
    على شانكم يموت

  4. اوباما وغيره من الرؤساء الذين تحدثت عنهم يحكمون عن طريق مؤسسات ولا يستطسع واحد منهم اخذ قرار قبل الرجوع الى المؤسسة المعنية بالامر كذلك الخطط التى توضع لادارة الدولة. اين مؤسسات الرئاسة السودانية ام انها مثلها مثل السوق رزق اليوم فقط

  5. خلاصة القول ان البشير هو المؤتمر الوطني والمؤتمر الوطني هو البشير -يعني المؤتمر الوطني لم يضع في حسبانه قدر الله اذا جاء ومات البشير هم حيعملوا شنو -مشكلتنا عدم المؤسسية وكل مشاكلنا السياسية انو كل الحزب او المؤسسة قائم علي فرد واحد اذا ذهب ذهبت كل الدنيا معه -لا تخطيط لا استراتيجية ولا يحزنون