مصطفى الآغا

العشق الحرام


العشق الحرام
بعد أن بات التلفزيون جزءًا أساسيًا من حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والرياضية وحتى التعليمية صار من حقنا أن نتساءل عن وظيفة هذا الجهاز، وهل هي ترفيهية بحتة أي من منطلق “الفن للفن والجمهور عاوز كدة”، أم أنها تتخطاه إلى مساحات أكبر ومسافات أبعد أي مقولة “الفن في خدمة المجتمع؟”.
بالطبع هذا الطرح بدأ مع بداية وسائل الإعلام والترفيه نفسها، ولكل خط مؤيدون ومعارضون.
سبب الكلام، أن هناك أجيالاً كاملةً، ليس في العالم العربي وحده بل في العالم كله، تستمد ثقافتها كاملة من التلفزيون، وبعده وسائل الإعلام الجديدة أي الإنترنت، وما تحتويه من مواقع مختلفة.
وبما أن الدراما في بعض جوانبها هي تجسيد للواقع بشكل من الأشكال، لهذا كان لزامًا على القائمين عليها أن ينتبهوا إلى تأثيرها الكبير على المتلقي، وهم بالتأكيد فعلوا ذلك في العشرات والمئات من الأعمال الدرامية، ومنها: من قال إنه تجاوز الخطوط الحمراء في النقد في جوبه معارك (غير أخلاقية أحيانًا) مع الرقيب الحكومي.
ومؤخرًا ظهرت إلى العلن عبر الصحافة والمواقع الإلكترونية، التي تمتاز بهوامش أكبر من الحرية عن الصحافة المكتوبة، مواضيع وقصص عن أمور كنا لا نتجرأ على الحديث عنها، ومنها: قضايا التحرش الجنسي، وإساءة معاملة الأطفال، والعلاقات المحرمة دينيًا وأخلاقيًا، والشواهد الدرامية لدي كثيرة هدفها الأول ألا نضع رؤوسنا في الرمال ونقول إن مجتمعاتنا خالية من أية شوائب (وكأنها مجتمعات أفلاطونية)، وهي ليست كذلك بالطبع في بعض جوانبها وليس كلها.
والعلاقات المحرمة دينيًا وأخلاقيًا من المواضيع (الحساسة في المجتمع)، ومعالجتها دراميًا تستلزم قدرة فائقة على الخوض في محيط من الألغام (الأخلاقية والرقابية)، كي تصل للمشاهد “مفلترة” إلى أقصى حد ممكن، وما نسمعه من قصص حقيقية يدفعني شخصيًا (وهنا رأيي لا يُلزم أحدًا سواي) أن نزيد من جرعة الدراما الاجتماعية الترفيهية التثقيفية الجاذبة لكل شرائح المجتمع، وخاصة بعدما قرأت ما فعلته امرأة برازيلية وليست “عربية”، لكني واثق من وجود مثيلاتها إنما بشكل غير معروف… هذه المرأة، وتدعى سيفيرينا ماريا دا سيلفا وعمرها 44 عامًا، دبرت قتل والدها الذي ظل يغتصبها لمدة 35 عامًا، وحملت منه 12 مرة، لكنها أنجبت منه خمس مرات بعدما أُجهضت 7 مرات.
متحدث باسم محكمة العدل في ولاية بيرنانمبوك قال إن سيفيرينا خرجت بريئة على الرغم من اعترافها بتدبير قتل والدها سفيرينو بيدرو، لأنه لم يكن أمامها خيار آخر سوى قتله بعدما اكتشفت أنه كان ينوي اغتصاب إحدى بناتها أي حفيدته!!.
المرأة المنكوبة استأجرت اثنين ليقتلا والدها وهما فعلا ذلك، لكن المحكمة وضعتهما خلف القضبان لمدة 17 سنة، وخرجت هي بريئة بنظر القضاء البرازيلي، ولا أعرف إن كانت بريئة بنظركم، ولا أعرف أكانت قصتها أم قصة شبيهة بقصتها ستكون مسلسلاً دراميًا عربيًا… وليس “تركيًا” أو “مكسيكيًا”!!.
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]