حوارات ولقاءات

المليونير عوض الله صالح محمد أحمد : لم أتوقع الفوز لأسباب عديدة أبرزها أنني إنسان غير محظوظ

لم تكن مهمة الوصول إليه سهلة، فالبيانات التي أمامنا ربما لم تكن تكفي للاستدلال على مكانه أو مقر سكنه أو حتى عمله؛ فكل ما نعرفه عنه أنه (مليونير) جديد، ابتسم له الحظ ووضع في طريقه مبلغ مليون دولار!، عبر فوزه ببرنامج (الحلم) الشهير الذي يُبَث على قناة (MBC)، ويقدمه المذيع اللامع مصطفى الأغا، لكن عندما تجاوزت الساعة الرابعة من عصر الأمس كنا نجلس بجانبه، بعد أن استدللنا على مقر إقامته عبر تجوال استمر منذ صباح أمس، وعبر الكثير من المشاوير التي اقتطعتها سيارة (السوداني) التي كان يقودها السائق الصبور جداً مرتضى الفاضلابي.
بداية الخيط:
المعلومات التي توفرت لنا كانت تضع (المليونير) الجديد في خانة العاملين بمجال الأثاثات ببحري، وبعد تجوالنا بعدد من محلات الأثاثات بالمدينة، وصلنا إلى محلات الأثاثات الشهيرة عند مدخل الدروشاب جنوب، والتي وجدنا خلالها بعض من قاموا بإرشادنا إلى محل يمتلكه شقيقه الأكبر ويُدعَى (يوسف)؛ التقيناه ورَحَّب بنا ترحيباً كبيراً، قبل أن يستأذننا في مكالمة شقيقه لعرض الموضوع عليه، وقد كان، ليستقل معنا يوسف السيارة ونعبر عدد من حواري منطقة الدروشاب جنوب قبل أن نتوقف أمام المنزل مباشرة.
ترحاب كبير:
حفاوة الاستقبال التي وجدناها من (المليونير) الجديد عوض الله صالح محمد أحمد داخل المنزل، جعلتنا ندخل في لب الموضوع مباشرةً ونسأله عن شعوره تحديداً في هذه اللحظات، ليصمت قليلاً قبل أن يقول بأن كل ما حدث كان بتوفيق من الله، وقبل أن يواصل ارتفعت رنة هاتفه الجوال ليرد على إحدى المكالمات التي كانت تأتيه بين الفينة والأخرى مهنئة إياه بالفوز وبـ(المليارات) كذلك.
الأصغر في الأسرة:
عوض الله هو الأصغر في ترتيب الأسرة؛ حيث يسبقه ثلاثة أشقاء هم إبراهيم وعبد المنعم ويوسف وشقيقة واحدة هي وسوسن، وهو كذلك خريج المعهد الألماني بالخرطوم، ومن مواليد مدينة بحري في العام 1984م، بينما تمثل له عطبرة مسقط الرأس والهوية، كما أنه متزوج وقريباً سيصبح أباً لطفل، قال عنه أنه (وش خير) عليه.
hazow معاناة كبيرة:
يقول عوض الله بعد أن سألناه عن الفوز، بأنه لم يكن يتوقع أن يفوز على الإطلاق بهذه المسابقة ويضيف: (لم أتوقع الفوز لأسباب عديدة أبرزها أنني إنسان غير محظوظ على الإطلاق في هذه الحياة؛ فأنا مررت بالكثير من الصعوبات والمشاكل، وتَغَرَّبتُ في سنٍّ مبكرةٍ جداً؛ حيث ذهبت إلى السعودية ثم الأردن وعدت إلى السودان، بعد معاناة، لأعمل مع شقيقي الأكبر يوسف في محل لبيع (الأثاثات). ويصمت قليلاً قبل أن يضيف: (أشكر الله عز وجل على هذه النعمة).
مشاركات مستمرة:
ويواصل عوض الله في سرد تفاصيل ما كان، حيث قال بأن مشاركته في المسابقة لم تكن الأولى، فهو يهوى المشاركة في مثل تلك المسابقات، وقد شارك قبلها في مسابقة الذهب لكنه لم يكسب بل تعرض لخسائر عديدة، قبل أن يبتسم له الحظ أخيراً في (الحلم)، ويضيف: (السودان ليس له رقم مخصص في المسابقة لكن هنالك رقم عالمي، كنت أقوم بالمشاركة من خلاله حيث أقوم بتعبئة رصيد وأتصل وأشارك، والحمد لله حالفني الحظ).
لحظة تحقق الحلم:
عن سؤالنا له وطلبنا منه رسم صورة للحظة تتويجه بالفوز يقول عوض الله: (منذ بداية هذا البرنامج كنت أكثر من الاستغفار وأعمل دوماً بالآية الكريمة التي تقول: [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، ويضيف: (في تلك اللحظات كنت أقوم بالتسبيح بيدي، وبعد قليل شعرت بالنعاس والسكون وكانت الحلقة تقترب من النهاية وإعلان الفائز، وفجأة شعرت بشيء ما يطرد النعاس من داخلي لأنهض وأقوم بغسل وجهي بالماء قبل أن أجلس وأتابع الحلقة، وعندما ظهر رقمي على الشاشة قمت بالتكبير بصوت عال وسجدت شكراً لله).
الحج أولاً:
سألنا عوض الله بعد تلك النقطة مباشرة عن ما سيفعله بكل تلك الأموال، فصمت قليلاً قبل أن يقول: (لدي الكثير من المشاريع والأشياء لكنني أحب التريث في الأمور، لكن أول شيء سأقوم بفعله هو أداء مناسك الحج، وبعدها لكل حادث حديث).
رسالة إلى الوالي:
عوض الله مريخي الهوى، يعشق (النجمة) بصورة غير عادية، قال لنا بأن نحمل رسائل هامة للسيد جمال الوالي رئيس المريخ المستقيل، وأضاف: (أمانة في أعناقكم أن تحملوا رسالتي هذه للسيد الوالي، وتقولوا له بأن يعود للمريخ؛ فالفريق بدونه أصبح لا هيبة له ولا تأثير)، وصمت قليلاً قبل أن يضيف: (بصراحة أكتر يا الوالي، المريخ من غيرك حَمَام).
إجرءات تسليم:
قبل أن نغادر منزل عوض الله برفقة شقيقه يوسف الذي سَهَّل لنا الكثير من الخطوات، سألنا عوض الله عن تسليم المبلغ فقال أنه سيغادر خلال الأيام القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستلامه، كما قال بعد أن صمت للحظات: (أنا أسأل الله يسهل أمور الناس، فالحرمان شيء لا يُطَاق، وأدعو ربنا أن يطَوِّر هذه البلاد وأن نكون نحن أحد أدوات هذا التطوير، ونستطيع مساعدة كل من يحتاج إلينا)، لنودعه ونغادر عائدين تاركين عوض الله يستقبل ما تبقى له من مكالمات وتهاني، مختتماً محادثته بعبارة واحدة: (هذا من فضل ربي).

بحري: أحمد دندش
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. اعمل حسابك دمغه جريح وضريبة وطن وإيصال عبور ووووووو…… تصفي ليك الف دولار
    لكن كويسه لو خشت تخلي الدولار ينزل حبه