مصطفى الآغا

إعتزال الرفاهية ؟


إعتزال الرفاهية ؟!
من منا ومن منكم لم يحلم أن يمتلك قصرا ويختا وحتى طائرة خاصة وليس مجرد فقط السفر بالدرجة الأولى أو رجال الأعمال؟ ومن منكن لم تحلم بأن تشتري عقدا ماسيا يُرصّع عنقها المحقون بالسيليكون وشعرها المربط بإكستنشن من شعر الخيول بدلا من أن يكون من شعر المعيز.
من منكم لم يحلم بسيارة رياضية وبطاقة ائتمانية لا تُخجله أمام البشر يوم تكون الفاتورة فوق الحد المسموح به لأن العين بصيرة واليد قصيرة والراتب أقل من اللحاف الذي سنمد رجولنا تحته؟
من منكم لم يحلم بتزيين منزل العمر بأحلى الأثاث وأفخر الثريات، ويستطيع تشغيل أدواته الكهربائية وهو على متن الطائرة التي تأتي به من جزر موريشيوس وسان تروبيه بعد إجازة في أفخم فنادق العالم وليس “سيران” في حقل مجاور بجانب نبع مياه مع الزوجة وأمها وأبوها والكل راكب وانيت أو بيك آب وياشوفير دوس دوس الله يبعتلك عروس؟
كلنا نحلم ولكن هناك من وصلت ثروتهم إلى 74 مليار دولار وللضعفاء بالحساب أو قل إنها أربعة وسبعون ألف مليون دولار كل مليون ينطح شقيقه المليون وبالريال يصل المبلغ إلى 00023800 ألف مليونا؟ ومع هذا تخلوا عن كل شيء من أجل راحتهم أولا وأخيرا.
من لا يصدق سأخبره كيف يعيش أغنى خمسة أشخاص في العالم، فالمستثمر وراين بافيت رئيس مجلس إدارة بيركشير هاثاوي ثروته 50 ألف مليون دولار، حسب مجلة فوربس لعام 2011، وهو يعيش في نفس المنزل الذي اشتراه عام 1960 بـ31500 دولارا في ولاية نبراسكا الأمريكية، ويقود سيارته بنفسه ويقص شعره بأربعين ريالا، ويشتري الجرائد من دكان بجانب بيته.. البعض يقول هذا فقري (من محبي الفقر) فماذا سنقول عن المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم المصنف أغنى رجل في العالم بثروة تصل إلى 74 ألف مليون دولار، ويعمل في مجال الاتصالات، فهو الآخر ليست لديه لا طائرة خاصة ولا يخت، ويعيش في نفس المنزل منذ 40 سنة، ولديه سيارة مرسيدس قديمة يقودها بنفسه.. وهذا (فقايري) آخر هو إنغفار كامبراد المؤس السويدي لشركة آيكيا للأثاث (بجودة عالية وأسعار معقولة) فهو يرى أن توفير المال ليس فقط للزبائن، بل هي قيمة شخصية عالية (يللا عاد) ونقل على لسانه قوله: “إن الناس الذين يشترون من آيكيا لا يقودون سيارات فارهة ولا يقيمون في فنادق فاخرة وهذا ينطبق على مؤسس الشركة، أخونا أنغفار زاد في الرقة حتى انفلق.. فهو يركب الطائرات على الدرجة السياحية Economy وإذا أراد شيئا من المدينة يركب الباص ولو غامر فيركب سيارته الفولفو موديل 240 جي إل وعمرها فقط 15 سنة؟.
أما الأمريكي الأيرلندي تشاك فيني، فشعاره الشخصي مهمتي أن أعمل بجد، وليس البحث عن الثراء، وهو المؤسس المشارك للسوق الحرة للمتسوقين، ووضع معظم أمواله في مؤسسة خيرية ومنح 600 مليون دولار لجامعة كورنيل التي درس فيها وهو يركب الباصات والميكرباصات ويتشحطط فيها، وبالطبع في الطائرة يشتري تذكرة إيكونومي، أي سياحي، ولا يسرف في شراء الأحذية لأنك لا تستطيع ارتداء أكثر من زوج في وقت واحد؟
شخصيا لا أتمنى أن أكون من أصحاب المليارات أبدا فأحلامي بسيطة جدا، بيت في دمشق، وآخر في المصايف، وثالث على البحر، وآخر في لندن في بيلغريفيا، ومنزل ريفي في برايتون، ولا مانع بشقة في الشانزيلزيه، وشاليه في ماربيا، وسيارة بنتلي لي، ومازيراتي للمدام وفيراري للصغير ومايباخ للزغنونة ويللا بورشاية ورولزرايسة وأسطول صغير للمحبين والمريدين ويخت محندق أبو تسعين متر وحساب معقول في البنك حتى أصرف على هؤلاء، وفريق من الأطباء المرافقين حتى يُصحوني من الإغماء فيما لو تحقق مثل هذا الحلم!
الله يديم علينا الصحة والعافية والستر والشغل ويزيدوا لنا رواتبنا لأننا خلال عشر سنوات تضاعف كل ما حولنا 5 مرات إلا المسكين الراتب بقي على كلما زاد حسبته نقص!لله
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]