عبير زين : اجتماع مجلس الآباء!
أتذكر جليا تلك الأيام عندما كان أحمد جنينا بين احشائى فقد كان متمردا عصبي المزاج حتى قبل ان يولد و كيف انى ذقت الأمرين وانا احملة طوال تسعة أشهر فقد كنت زائرة دائمة لعيادة دكتور النساء والتوليد جراء ما اعانية من حملى الذى صُنف (بالخطر)، كنت اهرول مسرعة الى الطبيب كلما احسست بشئ غير طبيعى لم تعتادة النساء الحوامل وذلك لحرصى الشديد على ان تظل تلك الروح التى تربطنى بزوجى حية بين احشائى ، ولم تخلو زياراتى المتكررة الى الطبيب من معاناة نفسية قاسية فقد كنت اذهب وحيدة او بصحبة احدى الجارات فى حين ان كل أم حامل يرافقها زوجها ويقضيان لحظات الانتظار الثقيلة مستأنسين فى ضحكات وهمسات فأسعرً حينها بالغربة والوحشة (واحسدهن رغما عنى) مُبتلعةً الغيرة والألم فكله سيهون عندما يرى طفلى النور …… لا ادرى ماالذى دعانى للابحار فى ذكريات لن تجدى نفعا!!
فها هو احمد يصبح تلميذا فى الصف الأول ويطلب منى ان استجيب لدعوة ادارة المدرسة لحضورالاجتماع الذى سيتمخض عنه تكوين مجلس الآباء فى تقليد تعتاده المدارس كل عام ومع عِنادة و (تنظيره المُستمر) أصرّ أن يحضر لأخى بدلاً عن والده لأنه إجتماع للرجال ويستحى أن يحضر وسط زملائه مع إمرأة حتى لو كانت أمه! كيف لى أن أٌقنعه بأننى أحقَ الناس بحضور هذا الإجتماع حتى أتمكن من تنفيذ توصياته يالهذا الفتى العنيد!
أخيراً اقتنع أحمد بأن أذهب معه الى الإجتماع المحدد فى الساعة الخامسة عصراً، حرصتُ أن أذهب قبل الميعاد حتى أدرس البيئة جيداً قبل بداية الإجتماع وحمدالله كثيراً أننى لستُ الوحيدة التى تنوب عن الأب فى هذا الإجتماع فقد وجدتُ رِفقة من نساء المغتربين يلبسن عِمة أزواجهن حتى يتمكن من سد ثغرة هذا الحدث.
رغم الراحة التى أحسستها بوجود إمرأة أخرى إلا أن ذلك الشعور سُرعان ما تبدد لوجود بعض الشخصيات الرجوليه المتسلطة فى الإجتماع فما أن يُطرح موضوع وأبدار بطرح رأيي حتى يشُب ذلك الرجل ذو العمامة الغليظة ليخطف دفة الحديث من بين شفتيها مُردفاً (لحظة يا مدام انا عندي كلام فى الحتة دي) وددتُ حينها لو أتمكن من صفعه حتى يكف عن مضايقتى وكأننى بلهاء لا افهم شيئاً.
مرّت ساعتين فى الإجتماع ثقيلةً بغيضة فلم أتمكن من طرح النقاط التى قضيت طوال الليله الفائته فى تنسيقها ببساطة لأن الرجل ذو العمامة الغليظة لا يتيح الفرضة لإمرأة أن تتحدث فقط لأن هذا إجتماع مجلس (آباء) على حد قوله المتكرر.
عُدنا إلى المنزل أنا وأحمد … وخيبتى!
همسات – عبير زين
لك التحية الاخت عبير والى كل الامهات
مجلس الاباء ليس حكرا للرجال فالاباء هم الامهات ايضا
قالوا ليك مجلس اباء يعني رجال الوداك شنو ؟ — المره الجاية ان شاء يكون مجلس امهات – ودقيقة يا مدام عندي كلام في الحته دي .
ولدك دخل المدرسه معناها عجوزه ممكن تختى صورتك الحاليه بعد كبرتى عشان المكسرين فيك يسكتو