مصطفى الآغا

الصدمة والكدمة!


الصدمة والكدمة!
الأكيد أن كرة القدم لعبة مجنونة؛ ليس فيها منطق. والأمثلة عندي (بالهبل). والأكيد أن أشد المتشائمين بالاتحاد السعودي وأشد المتفائلين بالسد القطري لم يتوقعوا هاتين النتيجتين العكسيتين.
فالاتحاد لم يخسر فقط على أرضه، بل اهتزت شباكه 3 مرات.. والسد لم يعد بالفوز فقط من كوريا، بل عاد بهدفين سيبقى الثاني منهما مثار جدل بين دعاة (وما أنا إلا من غزية إن غزت غزيت وإن ترشد غزية أرشد).
ودعاة اللعب النظيف وعدم الرد بالمثل على إساءات الآخرين والتصرُّف مثلهم.
المشكلة أن طرفَي السعد والتعاسة كانا من كوريا الجنوبية. وللأمانة فكلا الفريقين لم يكن بعبعًا، ولا حتى جيونبوك الذي هز شباك العميد 3 مرات؛ لأنه في المرات الثلاثة استفاد من توهان الدفاع الاتحاد وشروده وشرود حارسه (الكبير) مبروك زايد الذي يجب أن يراجع مستواه هو وبقية زملائه جميعًا بإستثناء المولد والهزازي (قدما مباراة يستحقان عليها التحية من ناحية المجهود).
وبما أنني أقول إن كرة القدم لعبة مجنونة؛ لهذا فلن ينفع توقع مسبق ولا تشاؤم مطلق؛ فهناك من أرسلوا إليَّ منزعجين أو غاضبين أو مطالبين بعدم السفر إلى كوريا!!، وهناك من أرسل يعلن وقوفه مع ناديه ظالمًا أو مظلومًا، خاسرًا أم فائزًا، متهالكًا أم بطلاً/ وهي بصراحة النوعية التي نرغب في رؤيتها في كل ملاعبنا العربية لا في السعودية فقط.
أما ما لا أرغب في رؤيته في ملاعبنا؛ ليس العربية، بل في كل مكان؛ فهو تبرير الخطأ أيًّا كان مصدره وصاحبه.
يجب ألا ننهى عن شيء ونأتي بمثله، وإلا سنكون كفاقد الشيء الذي لم ولن يُعطيه أحدًا. والكلام صدقًا ليس فقط عن مباراة السد وسامسونج بل عن مليون ظاهرة أسمع من يهاجمها إذا جاءت من الطرف الذي لا نحبه، وأسمع من يدافع عنها ويبررها إذا جاءت منا وممن نحب ونشجع!!!.
الصدمة كانت في مباراة الاتحاد بهدف (البغتة).. والكدمة حدثت في كوريا وتركت علامتها؛ ليس على نفسيات من تابعها، بل على وجوه من تعاركوا وتقاتلوا، مع تأكيد أن ردة فعل الكوريين أسوأ بكثير من الفعل نفسه؛ لأنهم ردوا بطريقة لا أخلاقية على ما اعتبروه هم أنفسهم لا أخلاقي.
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]