رأي ومقالات
أخويات وحركات الدمار الشامل

ماذا إستفدنا كدولة من الحزب الحاكم وعصابته غير تسييس الأجهزة القومية ( الجيش ،الشرطة ، والخدمة المدنية التي تشمل كل الأجهزة الحكومية)؟
ماذا كانت نتيجة هذا التسييس ، وكيف أنعكست آثاره السالبة علي كل مناحي الحياة بالبلاد؟
وزير المالية يستنجد بالبرلمان كي يشرع جواز صلاة الاستسقاء جلبا للمطر وأملا في إنعاش خزينة الدولة !!. هذه والله ” آلية” إقتصادية قديمة في الأصل ، جديدة في طلبها في غير محلها!!، إذ كيف يستجاب لنا ومطعمنا حرام ومشربنا حرام وقد أتينا بكل المعاصي؟!!.
إن الدولة بشعبها أمانة في عنق الحكام لابد أن تؤدي علي وجهها الشرعي والقانوني الصحيحين وغير ذلك يعد أهدارا وتدميرا لممتلكات الدولة. وعليه ، يمكن أن نقول ، وبكل ثقة ، أن السودان الدولة ، علي مشارف الإنهيار لأنه لم يجد من يجدر أن يقال لهم ” رجال” يديرونه . رجال يعرفون معني تلك الحدود التي لا ينبغي تجاوزها ، حدود مذكورة في الكتب وفي الدساتير ومصدق عليها مما تعارف عليه الناس بـ ( العرف) . إنه التمييز الفطري بين ما هو خطأ وما هو صواب والذي نراه حاضرا أيضا عند الرتب الأدني من بني الانسان.
المشكلة الكبري لا تقتصر علي الحكام فقط ، وإنما يتحمل المسئولية الشعب أيضا ، ذلك أن الحكام من العصاة يتحولون الي شياطين يخيفون الناس ويرغمونهم علي الانصياع والانزواء خوفا من البطش والقهر مع أن الخوف والخشية من الله هي الأحق والأوجب ، ومن ثم يتحمل الناس تباعات ما إختاروا ولا يلوموا عندئذ الا أنفسهم.
وكما أن للشعب حرية الانسياق وراء نزوات الحكام وأهواءهم ، اضطرارا كان أم إختيارا ، فله الحق أيضا في الخروج علي سلطة الحكم الجائر اذا ما تجاوز الحدود ، ذلك أن الشرع منحه حق إختيار من يحكمه ويعزل من لا يصلح .
لما مات النبي صلي الله عليه وسلم لم يعين احدا من بعده وإنما ترك الأمر شوري بينهم ، ولم يحدد صلي الله عليه وسلم أيكون الحاكم عربيا ذو نسب وحسب أو أعجميا ، أكتع اللسان وإنما ، مواطنا مسلما ( إن كان أغلبية الشعب يدينون بدين الاسلام) يعرف تبعات التكليف والحدود ، وإن لم يصلح ، يؤتي بغيره بنفس المنهج .
لما تمت البيعة لخليفة المسلمين الأول ، أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقف وخطب في الناس : “أيها الناس، إنى قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى (ردونى عن الإساءة)الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندى حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله” [ابن هشام[.
نفس المنهج الذي وضعه الرسول صلي الله عليه وسلم في الحكم هو نفس المنهج الذي يتمتع بمزايه الآن دول الغرب المتمدن بعد أن عاشت عقودا من قهر وظلم الحكام ، فآلية الشوري في الأمر تكاد تكون هي آلية الديموقراطية بل وتتفوق عليها لكونها مطلبا ربانيا يستوجب الطاعة.
يعلم جميعنا كيف حادت أساليب الحكم عن ما هو مقرر منذ تولي علي إبن أبي طالب ، رضي الله عنه الخلافة ، حيث ظهرت بوادر التمرد علي الخليفة من والي الشام ، معاوية بن ابي سفيان بعد مقتل عثمان بن عفان ، أعقبه تمرد طلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام في البصرة وبعد مقتل علي ابن أبي طالب ، رضي الله عنه تولي معاوية الخلافة ، ثم تخلي فيما بعد عن القواعد التى سنت لإنتخاب الخلفاء الراشدين من قبله وورٌث ولده يزيد وكان بذلك أول من سن ” التوريث” بدلا من الخلافة.
حتي في عصرنا هذا إتبع بعض حكام المسلمين هذا النهج ، منهم من نجح واستمر في التوريث ، ومنهم من حاول وفشل بسبب ردود الأفعال الغاضبة من الشعب ( مصر وليبيا مثالين). أثبتت التجربة أن الحكم لا يورث في بلاد المسلمين وهذا يقفل الباب تماما لأي محاولة تهدف الي إستبدال أحمد ، بالحاج أحمد ، كما يقولون.
لا يمكن بأي حال أن نطلق علي نظام الحكم في السودان بأنه (إسلامي) لأن الدستور المعمول به الآن ( دستور 2005 الانتقالي) دستور علماني ، ساهم في وضعه قوي غربية بغرض حل النزاع بين شمال وجنوب السودان ، كما أن الذين استولوا علي السلطة في عام 89 إبتدعوا ، منذ أن تبوؤا سدة الحكم ، منهجا غريبا ، لا يمت للاسلام بصلة ، فالتمكين ، والتميز العرقي والقبلي، والتخصيص والتفريق بين الناس ، وتكوين أخويات وحركات تدعي بالإسلامية لها خصائصها وإمتيازاتها من دون المسلمين، ولما طبق عنوة ، ثبت أنه أكبرمهدد ومقوض لأصول الدين ، ومدعاة لتفريق المسلمين ، مما يضع علامات إستفهام كثيرة عن من يقف وراء هذا العمل!!. فالله تبارك وتعالي حث المسلمين علي ان يكونوا أمة واحدة ، في العقيدة والمنهج وكل توجهاتها ، قال تعالي “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” وقال تعالى ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وقال تعالى “وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم”.
كما بين سبحانه وتعالي أن التنازع والاختلاف والتفرق سبب من أسباب الفشل ، فقال تعالي “وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” ولأن الإختلاف متوقع الحدوث ، فقد حدد تبارك وتعالي مرجعية الرد إلى الله ورسوله لحسم النزاع ووأد الخلاف فقال ” فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً”.
مؤكد أن هناك أياد غريبة تعبث بمصير المسلمين وتعمل فيهم تفرقة وإضعافا ، إما بتشتيتهم فرقا واحزابا وطرقا وأخويات ، منهم من يعمل بإسم الدين إسما ، ومنهم من ينفذ اجندة خفية ، والفريقان يسعيان الي غرض واحد هو التقويض والتدمير ولكن!!… هيهات ، فمهما يمكر هؤلاء سيجدون ان الله تبارك وتعالي خير الماكرين ونوره سبحانه ، قائم علي التمام وسيستمر الصراع بين الخير والشر والحق والباطل والايمان والكفر الي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وبعد ، لقد آن للشعب أن يفيق من غفوته ويجتمع علي قلب رجل واحد ، ويحدد مطالبه ، فهو الغائب الحاضر ، وهو المعايش للأحداث التي تنعكس علي حياته بشكل مباشر ، بالرغم من أنه لم يصنعها هو ، ويزيد الأمر تفاقما عجز الحزب الحاكم عن إيجاد الحلول لمشاكل السودان الدولة ومشاكل السودان الشعب التي إختلقها بسوء حكمه المتهور ، وإذا إختلف الناس في شئ ، فاليردوه الي الله والي الرسول وسيجدون الحل حاضرا باذن الله.
هذا والله اعلم وهو من وراء القصد
الدمازين في: 09/06/2013م.
محمد عبد المجيد أمين(عمر براق )
[email]dmz152002@yahoo.com[/email]
كفيت ووفيت لا فض فوك .. بارك الله فيك … نسأل المولى عزّ وجل أن يخلصنا من هذه الطغمة فهم من جعلوا الاسلام مطية لنشر الفتنة وتقسيم البلاد والعباد لينفردوا بالحكم لسرقة أموال الشعب وإتهام من عارضهم بالعمالة … وحسبنا الله ونعم الوكيل
جزاك الله خيرا….كلام متوازن ونصيحة صادقة…رد الله غربتنا وجمع صفنا….ولك الشكر اخى الكريم
قصة حقيقية
أحد التجار عند أحد الطرق التجارية تقابل مع شخص فكان هذا الشخص يحمل
رمـح جميل وثقيل في نفس الوقت وهو نحيل فكان الرجل صاحب الرمح يترنح يمينا وشمالا فظن التاجر بإن هذا الشخص سيرمي هذا الرمح على قارعة الطريق فقام بتتبعه لمسافة طويلة وصاحب الرمح لم يلقي الرمح لانه هو سلاحة الذي يحميه من اللصوص والذئاب فعندما عرف التاجر بأن المسافة طالت في التتبع رجع وترك صاحب الرمح ورمحه إلا إن الليل داهم التاجر وهو في طريقه في العوده فبقاغتته الذئاب كادت تأكله لو لا إطلاق عنان رجليه بالسرعة الفائقة
هنا الحكمة تقول يجب على المعارضة ان لا تظن هذا النظام سيتهالك عليها بسلك طرق أخرى سوى بالتصالح او باي طرقة اخرى كثيرة للمشاركة في الحكم او حتى الحكم لوحدها
وشكرا محمد