السودانيون يستقبلون العيد بفرحتين: فك الحظر الإقليمي على الخراف وأضحية بلا مخاوف
يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام متزامنا مع قرار فك الحظر المفروض على صادرات الثروة الحيوانية طوال العام الماضي، على خلفية تقارير تتشكك فيها الحكومة بظهور مرض حمى الوادي المتصدع والحمى النزفية على المواشي السودانية بنهاية العام 2007. واستانف المصدرون السودانيون، والقطاعات الاخرى المرتبطة بالحركة التجارية للثروة الحيوانية نشاطهم بكثافة، كما صار بوسع السكان في المدن والريف السوداني ان يحصلوا على خراف ذبائحهم للاضاحي هذا العام بدون مخاوف او هواجس، خلاف ما حدث العام الماضي حيث وصل الامر حد مقاطعة قطاعات كبيرة من السكان خاصة في المدن لذبائح الاضاحي بسبب تلك التقارير. ويتراوح سعر الخروف محليا بين 150 الى 300 جنيه سوداني، «الدولار يساوي جنيهين». ويقول شهود عيان تحدثوا لـ«الشرق الاوسط»، ان حركة نشطة تنتظم ليلا ونهارا المحاجر والمواني البحرية والطرق البرية للحاق بموسم الهدي.
وقال المسؤولون في الخرطوم ان نحو 300 الف من صادرات الثروة الثروة الحيوانية لموسم الهدي المتزامن مع الحج قد وصلت فعلا الى الاراضي السعودية، ويتوقعون وصول 70 الفا اخرى في اليومين المقبلين، على ان تتواصل عمليا الصادر من بعد تباعا كالمعتاد. وتقدر الاجهزة التجارية في الخرطوم ان يحصل السودان على نحو 100 مليون دولار من خلال صادرات موسم الهدي اذا ما سارت الامور طبيعيا. وتعتبر هذه الخطوة هي الاولى من نوعها منذ توقف صادرات الثروة الحيوانية «الحية والمذبوحة» للملكة العربية السعودية وبلدان اخرى، على خلفية تقارير تتشكك فيها الحكومة بظهور مرض حمى الوادي المتصدع والحمى النزفية على المواشي السودانية بنهاية العام 2007.
واعتبر وزير الثروة الحيوانية السودانية محمد احمد الطاهر ابوكلابيش لـ«الشرق الاوسط» ان وصول خراف الهدي هذا العام الى المملكة العربية السعودية ايذانا بفك حظر صادرات الثروة الحيوانية هو «اسعد خبر يسمعه السودانيين خلال العام 2008، ومع بودار حلول العام 2009»، وتعهد ابوكلابيش بان تساهم وزارته بقدر كبير في سد العجز الواضح الذي ظهر في الميزانية بسبب الانخفاض الكبير الذي حدث في اسعار النفط عالميا، وما يتوقع لذلك من انعكاسات على النشاط المالي والاقتصادي في البلاد، وفقا لتقديرات الميزانية الجديدة.
ويذكر ان الميزانية الجديدة سجلت انخفاضا في الايرادات بما يعادل 13.2%، اي انخفض هذا العام الى 18.4 مليار جنيه، فيما بلغ العجز الكلي للموازنة نسبة 6.2% من الناتج المحلي الاجمالي. وتاتي خطوة فك صادرات الثروة الحيوانية للسعودية بعد اسابيع من صدور قرار سعودي في هذا الخصوص، وقرار مماثل من قبل الحكومة الاردنية، وسبق القرارين السعودي والاردني حصول السودان على شهادة من مكتب الاوبئة الدولي ومقرها العاصمة الفرنسية باريس بخلو السودان من مرض حمى الوادي المتصدع والحمى النزفية.
وتقدر الخرطوم تصدير نحو مليون راس من الخراف لموسم الهدي، غير ان مصادر رسمية قالت لـ«الشرق الاوسط» ان الكميات التي ستصدر خلال هذه الفترة قد تصل الى 400 الف راس، وعزت ذلك الى ضيق الفترة الزمنية بين صدور قرار فك الحظر وبين بدء اجراءات ارسال شحنة من خراف الهدي الى السعودية. وفقد السودان العام الماضي بسبب حظر صادراتها من الثروة الحيوانية اكثر من 350 مليون دولار كان من المفترض ان تدخل مباشرة في بند ايرادات السودان ونحو 550 مليون دولار عبارة عن خسائر مجمل النشاط السوداني المرتبط بالثروة الحيوانية من منتجين الى مصدرين الى محاجر الى مسالخ الى مجال الترحيل داخليا عبر الشاحنات وعبر البواخر والمطارات الى الخارج، الى جانب مجالات الادوية البطرية والاعلاف. واستعرض ابوكلابيش في حديث خاص لـ«الشرق الاوسط» مراحل فك حظر صادرات الثروة الحيوانية السودانية بعد عام من الحظر، وقال ان الأمر بدا بعد ان ارسل السعوديون في يونيو الماضي وفدا فنيا من البياطرة للتاكد من خلو البلاد من مرض حمى الوادي المتصدع والحمى النزفية، واضاف ان الوفد طاف على عدد من ولايات السودان مثل: كردفان والنيل الابيض والجزيرة والخرطوم وبورتسودان، تاكدوا من خلالها من سلامة الماشية السودانية من اية امراض او اوبئة، ومضى. واعقب ذلك وصول وفد وزاري سعودي للخرطوم في زيارة رسمية في يوليو الماضي برئاسة وزير التجارة السعودي اجرى خلالها مباحثات في شتى القضايا المشتركة من بينها قضية فك صادرات الثروة الحيوانية للسعودية بحضور نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه».
وقال ان الجانب السعودي فيما بعد ارسل خطابا له حمل مطالب لفك الصادرات اهمها تحسين المحاجر السودانية في مناطق «الكدرو شمال الخرطوم وبورتسوان، والخوي والرهد في كردفان غرب البلاد»، وأفادت وزارة الثرة الحيوانية في وقت لاحق بانها قد استجابت للمطالب، وقال «نحن من جانبنا كثفنا العمل وانهيناه واسلنا لهم خطابا بذلك ليرسلوا من جانبهم في 14 اكتوبر الماضي وفدا فنيا تاكد من تنفيذ المطالب على ارض الواقع ورفع تقريرا واضاف بفك الحظر».
وقال ابوكلابيش ان خطوات فك الحظر تسارعت في الاسابيع الاخيرة عندما حمل الرئيس البشير خلال زيارته الاخيرة للسعودية «اسابيع» ملفا كاملا حول اوضاع الثروة الحيوانية في البلاد وسلمه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائهما اثناء الزيارة ليصدر خادم الحرمين، على الاثر، توجيهاته بفك صادر الثروة الحيوانية السودانية للسعودية. وكشف الوزير انه تاكد من وصول «300» الف راس الى السعودية في الايام الماضية، وتوقع ان تتواصل الشحنات الى ان ينتهي موسم الهدي لتتواصل فيما بعد عمليات الصادر، وقال «لا توجد اية مشكلة تعترض عمليات صادر الهدي وان العمل يمضى على مدى الـ 24 ساعة من المحاجر والى مواني التصدير على البحر الاحمر»، وكشف الوزير السوداني ان الجانب السعودي طلب ارسال أطباء بيطريين سودانيين للمشاركة في الاشراف الفني على عمليات وصول الصادرات وتحركاتها في داخل السعودية، وقال «وقد استجبنا وارسلنا لهم 70 طبيبا بيطريا هم الان في السعودية».
وتعهد الوزير ابوكلابيش ان وزارته ستساعد بحجم كبيرا هذا العام في سد العجز الذي ظهر في ميزانية العام 2009 م بسبب الانخفاض الكبير الذي حدث في اسعار النفط عالميا، لم يشا الوزير تحديد ارقام محددة ولكنه قال «سيحدث ذلك طالما جرى فك صادر الثروة الحيوانية»، وكشف الوزير عن اتفاق جرى بين حكومته والحكومة الاردنية قبل اسبوعين على ان يقوم الادرن بموجبها باستيراد الثروة الحيوانية السودانية بمختلف انواعها بشكل معتاد، وقال ان هذه الخطوة جاءت بعد اتصالات مطولة جرت بين الطرفين وتبادل الوفود الفنية بين الخرطوم والعاصمة الاردنية عمان خلال الاشهر الماضية.
وتساهم الثرة الحيوانية في المتوسط بنحو «20%» من الناتج القومي المحلي، ويعتبر من القطاعات المهملة في البلاد وفقا للخبراء، وتتركز في اغلب انحاء السودان عدا المناطق الصحراوية في الشمال، وتبلغ جملة النعام في السودان نحو 135 مليون راس، تشمل الابل والضان والابقار والماعز. وتاتي الثروة الحيوانية في الرقم الثاني بعد سورية من حيث نسبة الطلب عليها في دول الخليج عامة، وتتراوح اسعار الخراف السودانية بين 120 الى 200 دولار في دول الخليج، اي ما يعادل سعر اكثر من 3 براميل نفط.
الشرق الاوسط
نسأل الله ان يديم صلاح الحال ومن حسن الي احسن ويجعل الجاي في السودان احسن الاوقات فانه ولي ذلك والقادر عليه وتكون هناك مسئوليه في الانفاق والخوف من سؤال الخالق في اقوات العباد فان مصادر الميزانيه ملك للشعب وليست للمسئول اتقوا الله ان زالزله الساعه شئ عظيم