رأي ومقالات

الانــزلاق إلــى مـــا لا يُحمـــد عقـبـــاه !

[JUSTIFY]بدأت بالفعل معركة كسر العظم في مصر، بقرار النيابة العامة المصرية، بضبط وتوقيف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعدد من قيادات الجماعة بلغ عددهم تسعة إضافة للمعتقلين الموجودين في السجون منذ الانقلاب على الشرعية في مصر، وذلك بتهمة التحريض على الاعتداء وقتل المتظاهرين، ويأتي ذلك في سياق الحملة الضارية الانتقامية الشرسة ضد قيادات التيار الإسلامي في مصر وإلحاق عدد من رموز الأحزاب الإسلامية الأخرى في هذه الاتهامات والإجراءات القانونية..

ولا يختلف اثنان حول البُعد والمغزى والغرض السياسي لهذه الإجراءات التي يُعتسف فيها القانون وتُستخدم مؤسَّساته لخدمة الأغراض السياسية وتصفية الحسابات، في وقت تتحدث فيه السلطة الانقلابية المؤقتة ورئيسها المعيَّن ورموزها عن المصالحة الوطنية وعدم استثناء أحد منها، وهو موقف متناقض وغريب يعبِّر عن ارتباك حقيقي في السلطة القابضة على مقاليد الأمور في مصر..

وينتاب أي مراقب إحساس متفاقم بالحيرة، إزاء ما يحدث في مصر، فخلال الفترة السابقة في عهد الرئيس مرسي كان الإخوان المسلمون هم من يتعرَّض للاعتداء وحُرقت دُورهم في عدد من محافظات مصر وتم الاعتداء على مركزهم العام أكثر من مرَّة، وتحلَّوا بأعلى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار نحو العنف، وكظم شبابهم الغيظ وهم يرَون حالات الاعتداء عليهم دون أن يتمكَّنوا من الرد والدفاع عن دُورهم ووجودهم، وبدلاً من أن تقوم السلطات المصرية بمحاصرة ظاهرة عصابات البلطجية المموَّلة والمحرَّكة من رموز نظام مبارك التي عادت للظهور لتمارس كل أعمال العنف والإجرام وتقوم بالقتل والترويع للمواطنين تحت سمع وبصر السلطات المصرية..

وكان متوقعاً أن تحقق السلطات الانقلابية والنيابة العامة في مصر في حادثة قتل اثنين وخمسين مواطناً من المتظاهرين أمام نادي الحرس الجمهوري بالقاهرة فجر الإثنين الماضي، لكن هذا القفز فوق الحقائق ومحاولة تخويف القيادات الإسلامية وترهيبها عبر الإجراءات القانونية والملاحقات القضائية والسجون والاعتقالات وإجهاض الثورة العارمة والاعتصامات المنادية بعودة الشرعية والرئيس المصري..

هذا التطور الجديد والكيل بمكيالين لدى السلطات المصرية المتحكِّمة اليوم والمنحى الانتقامي والتشفي لدى التيارات العلمانية التي وجدت طريقها للحكم على ظهر الانقلاب العسكري وتريد استئصال التيارات الإسلامية وقهرها وكبت صوتها وحزّ أعناق قياداتها والقضاء عليهم عبر الخطة المعدة في الخارج بالملاحقات القانونية، يدخل الجميع في مصر إلى النفق المظلم الذي طالما حذرنا منه، وهو انقلاب كامل على ثورة «25» يناير في مصر..

ومن المؤسف أيضاً أن رموز نظام مبارك السابق وخاصة قيادات وزارة الداخلية والوزير السابق في الداخلية حبيب العدل ومبارك نفسه وعدد من رجال المال في الحزب الوطني المحلول، لم تتحرك الأجهزة العدلية والقضائية والقانونية المصرية بهذا الحماس والتعجل لإدانتهم وإصدار الأحكام ضدهم بتهم ثابتة وواضحة لا تزال محل خلاف بين أهالي الشهداء لثورة 25 يناير وهذه الجهات..

لا يريد أحد لمصر بكل تاريخها وعراقتها أن تنزلق إلى هذا الدرك الأسفل من الانتقام والحقد السياسي وتصفية الحسابات والسباحة عكس تيار التاريخ والتطور في الممارسة السياسية، وتسير الأوضاع بجدارة نحو الهاوية والمواجهات، وتكرار تجارب الجزائر وبلدان أخرى بهذا الأسلوب المعوج الذي لا يخلف إلا ردة فعل عنيفة، ومحاولة حصار الإسلامين في الركن الضيق، سيجعل بطبيعة الأشياء هذا التيار العريض المنظم يدافع عن نفسه بشتى السبل المتاحة، ولربما يضطر من ييأس منهم ويكفر بالقانون والدولة والعدالة إلى اختيار أسلوب العنف ذاته وهنا ستكون الحالة المصرية أسوأ من الجزائرية وستخسر مصر الكثير من أمنها واستقرارها وتعود خطوات كبيرة للخلف، وهو حال لا يتمناه أحد لمصر..

إن عملية الحصار والتخويف بالملاحقات القانونية والسجون، خبرته وجربته حركة الإخوان المسلمين في مصر ولا تخشاه، فالرئيس مرسي والمرشد العام وخيرت الشاطر والبلتاجي وعصام العريان وصفوت ورشاد بيومي وغيرهم، قبعوا سنوات طويلة في السجون وخرجوا منها أكثر تمسكاً بنهجهم ومبادئهم ولا تزحزحهم مثل هذه المكائد عن عزائمهم.. فهل تبحث السلطة المغتصِبة للسطة في مصر عن سبيل آخر للحل.. وليس بالطبع هو المواجهة..

صحيفة الإنتباهة
الصادق الرزيقي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. الغريب ان امريكا مازالت تدرس بتروى ان كان ما تم انقلابا على الشرعية ام لا رغم قناعتها بانه فعلا انقلابا على رئيسا منتخبا بينما نجد ان السعودية والامارات والكويت سارعت بدعم االانقلاب رغم عدم التمكن من تعيين حلومة ولا ادرى هل ال 12 مليار دولار دعم للرئيس المؤقت ام السيسى ام للشعب المصرى الذى ادخله السيسى والبردعى فى دوامة لن تحلها ال 12 مليار ومةقف السودية والامارات والكويت لايعنى الا الخوف من عودة الشرعية الاسلامية … ولا ادرى كيف تدعم السعوديه بالذات الانقلابيين ضد الرئيس الشرعى المسلم المنتخب وهل شاهدا اهل السعوديه قتل المسلمين برصاص الجيش وهم يؤدون صلاة الفجر ( اللهم ان الساكت عن الحق اخرس )
    وانتم ترون بام اعينكم ما يحدث فى ميدان التحرير من الفاظ وبلطجه وتحرش بالنساء والفتيات نشرتها الصحف العالمية ويتحدث عنها كل العالم
    ادخلت مصر المؤمنة بأهل الله فى دوامة ياسيسى وخدعوك ودمروا سمعتك والورطة تزداد يوما بعد يوم وانت عملتها واختفيت تاما من الساحة وخليت ساب صغير عقي فى القوات المسلحة يصرح للصحفيين وهو لا يدرى كيف يرد عليهم . زى ما عملتها خليك شجاع واظهر فى الساحة .
    العالم لا يقبل غير عودة الشرعية خاصة الداعم الاول امريكا لانهم ناس ديمقراطية

  2. اولا مرسى لبس برئيس الان فلا تقل رئيس – ثانيا ان هم قبعوا سنوات طويلة في السجون فلا يصح ناتى بهم من السجون الى الرئاسه مباشره ثالثا الاخوان المسلمون اغلبهم يعانى من امراض نفسيه وعقد مزمنه فهم غير صالحون ووجب ان يقبعوا فى مستشفيات الامراض العقليه لسنوات طويله قال الخلافه الاسلاميه قال