حوارات ولقاءات
رجال بلا وفاء … بسبب المرض طلقوا زوجات
سخط وغضب تروي الأستاذه فاطمة محمد الباحثة الاجتماعية بأحد المستشفيات قصصًا لنساء تم طلاقهن بسبب المرض، وقالت: دائمًا ما تجسد المرأة النموذج النادر للإخلاص لزوجها في حال المرض، وتقو: وهي مواقف ملحوظة وظاهرة للعيان، ففي الغالب تبدو على ملامح بعض الأزواج الضيق الشديد من مجرد وقوفه مع زوجته في صرف دواء من الصيدلية ناهيك عن تعرضها للمرض، وكثيرًا ما يرد إلى أسماعنا بعض العبارات التي تعبِّر عن سخطه وغضبه من مرضها، والمعروف أنَّ الرجال لا يحبون المرأة «الشكاية» ويعلنون ذلك صراحة، وفي ذاكرتي قريبتي التي أُصيبت بسرطان في الثدي جعلها تلازم المستشفيات لسنوات وكانت المفاجأة أن طلقها وتزوج بصديقتها بعد أسبوع فقط من الطلاق. الوفاء نادر واعتبر أحمد صديق «موظف» القضية نوعًا من الجحود ونكران الجميل وقال: لقد اعتاد بعض الرجال على أن يتزوجوا من النساء بصحتهنَّ وعند مرضها يتخلى عنها في أول الطريق دون مراعاة للعشرة وهناك من يتركها عند أهلها حتى تتوفى وهناك من يطلقها بمبرر عدم القدرة على الإنفاق ولذلك يعتبر الوفاء من الأشياء النادره جدًا عند الرجال ومن خلال عملنا في المستشفيات نلاحظ أن النساء أكثر ولاء لأزواجهن في حال المرض. ولكنه عاد وقال ربما لن يتحمل الرجل مرض زوجته رغم محبته لها وهذا من الطبيعي لأننا جميعنا نعرف أننا معشر الرجال لا نتحمل الابتعاد عن المرأة فإما أن ينفصل أو يتزوج من أخرى خوفًا من الوقوع بشيء محرم والحياة يوجد فيها مغريات كثيرة خاصة في عصرنا الحالي. فهم غريب ويروي حاج طه صاحب الخمسين عامًا تجربته مع زوجته المريضة ويقول إن جيل اليوم يفتقر إلى الولاء وتفهم المعنى الحقيقي للزواج فقد تقاسمت مع زوجتي أجمل سني العمر وواجب عليَّ أن أقف إلى جانبها في السراء والضراء فزوجتي تعاني من مرض مزمن منذ سنوات وقد سافرت معها عدة مرات بجانب أنني أرفض ملازمة أي فرد من الأسرة لها في المستشفى وأنظر لهذا الأمر كنوع من الواجب لا غير والرجال بطبعهم يتضجرون من مرض الزوج وهذا فهم غريب ويولد في النفس الحقد والكراهية حالة نفسية وتصب نهلة عبد القادر «موظفة» جام غضبها على الرجال وتروي تجربة جارتها التي تزوج زوجها بعد أن عرف بمرضها، وتقول بحسرة: من النادر وجود رجل يصبر على زوجته في حالة المرض فهم أنانيون بطبعهم فجارتي أُصيبت بالسرطان وكما هو معروف أن العلاج مكلف جدًا ويحتاج إلى الصبر فكان الغضب واضحًا في تعامله معها والشكوى المتكررة من مصاريف الدواء وغيرها مما جعلها في حالة نفسية سيئة فما كان منه إلا أن قام بإرسالها إلى أهلها وبعد فترة ليست بالطويلة علمنا بخبر طلاقها وزواجه من زميلته في العمل دون وضع اعتبار لها ولذلك أوصي كل زوجة بأن تكون حريصة على إنجاب اطفال يعينونها على الزمن. نكران للجميل مولانا محمد أحمد وضع القضية في ميزان الشرع موضحًا أن بعض الرجال يجعلون مرض الزوجة مبررًا لزواجهم بدعوى عدم مقدرتها علي تلبية الحقوق الزوجية متجاهلين مشاعرها والعشرة الجميلة بينهما وبالنسبة لهذا النوع من الرجال الذين يفكرون في أنفسهم دون النظر بعين الرعاية والحنان لزوجته نذكره بقوله تعالى: »وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إنَّ اللَّهَ بما تَعْمَلُونَ بَصيرٌ» من باب رد الجميل الصبر على مرض الزوجة أو النقص الذي فيها فكم من مريض شفاه الله، وكم من عقيم رزقه الله بعد الدعاء والعلاج وكم من كرب فرجه الرحمن سبحانه، فعلينا بالصبر والدعاء وعلى الزوج أن يقوم برعايتها فترك الزوج لزوجته في حال العسر والمرض دلالة على نكرانه للجميل وعدم تفهمه للمعنى العميق للحياة الزوجية التي تقوم على المودة والرحمة والواجب أن نتقي الله في مثل هذه التصرفات ولنا أسوة حسنة بالنبي «ص» كيف أنه لم يغفل عن ذكرى خديجة حتى بعد وفاتها بسنوات طويلة دلالة منه على كريم رعايته وجميل وفائه لها فياليت من يلجأ إلى طلاق زوجته أو هجرها في حال مرضها أو تأخر إنجابها يفكر لو كان الأمر واقعًا فيه فهل يرضى أن تلجأ الزوجة إلى مثل فعله وتطلب الطلاق أو الهجر؟ و كيف سيكون حاله ومشاعره؟
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]
هذه مأساة حقيقية باتت شائعة في المجتمع ….نرجو الله ان يمنحنا صفة الإخلاص و الوفاء في كل امر و يهدينا الى سبيل الرشاد …. و يا ليتنا نذكر وصية رسولنا صلى الله عليه و سلم حينما أمرنا بالرفق بالقوارير و حسن المعاملة ……