حوارات ولقاءات

مدير إدارة الدراما بالتلفزيون: لهذا السبب نبث دراما صينية وتركية في رمضان

[JUSTIFY]منذ بدايات التلفزيون القومي الاولى مطلع الستينات من القرن الماضي ظلت الدراما السودانية حاضرة على الشاشة وقدم التلفزيون القومي خلال مسيرته التي وصلت الى الخمسين عاما تجربة سودانية متميزة في مجال الدراما التلفزيونية شكلت وجدان ابناء السودان ولمع عبر الشاشة نجوم متميزون من الرواد الاوائل قدموا مسلسلات وافلاما وبرامج وسهرات درامية مباشرة ومسجلة متميزة نالت الرضا والقبول والاستحسان وحققت للدراميين شهرة واسعة ولمع نجم عدد كبير من الكتاب والممثلين والمخرجين وصار للدراما السودانية عشاق كثر داخل وخارج السودان ينتظرونها بشوق ويتسمرون امام الشاشة لمتابعة نجومها ويحفظون ادوارهم البطولية ويستمتعون بعروض مكي سنادة وفائزة عمسيب وسمية عبد اللطيف وتحية زروق وذلك قبل ظهور المسلسلات التركية ومهند ونور وسنوات الضياع والمسلسلات الهندية والملكة جانسي ونالت مسلسلات كثيرة خلال السنوات الاخيرة شهرة واسعة منها «اللواء الابيض» و«الدهباية» و«دكين» و«السيف والنهار» و«سكة الخطر» و«الشاهد والضحية» و«اقمار الضواحي» وتم عرض بعضها في فضائيات عربية وافريقية لكن ظهرت في الفترة الاخيرة مشكلات كثيرة ادت الى توقف انتاج الدراما السودانية المحلية بالتلفزيون القومي تم حل جزء منها وعادت الدراما من جديد في شهر رمضان الماضي وعادت اكثر قوة هذا العام بانتاج مسلسلات درامية وبرامج وسهرات كوميدية جديدة، للحديث عنها التقينا بالاستاذ عبد القادر يوسف مدير ادارة الدراما بالادارة العامة للانتاج المتخصص بالتلفزيون القومي وسألناه عن الجديد في دراما التلفزيون في رمضان هذا العام .

* لماذا اصبح اهتمام التلفزيون بالدراما ضعيفا؟
ـ التلفزيون دائما يهتم بالدراما المحلية والاجنبية ولم يتوقف عن بثها ابدا وظل يخصص لها مساحة واسعة ودائمة في الخارطة البرامجية في رمضان وبقية ايام السنة ويهتم ايضا بالدراميين ويجلس معهم دائما في نقاش مستمر لتطوير الدراما السودانية .
* ولماذا توقف التلفزيون عن انتاج الدراما السودانية؟
ـ حالت الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد عن انتاج دراما محلية في مواسم معينة والدراما السودانية مكلفة جدا وتحتاج لاموال طائلة والحلقة الواحدة تكلف الاف الجنيهات.
* وكيف كان الانتاج هذا العام؟
ـ في موسم رمضان 2013 انتج التلفزيون مجموعة مسلسلات درامية وبرامج وسهرات جديدة تعرض الان على الشاشة.
* بتكلفة اقل؟
ـ لا بتكلفة عالية جدا وصرف التلفزيون في دراما رمضان هذا العام مبالغ كثيرة وصلت الى حوالي 450 الف جنيه .
* ماذا انتج بهذه الاموال؟
ـ انتجنا سلسلة «كدي وكدي» الكوميدية وهو من ثلاثين حلقة وصلت تكلفة انتاجها الى «150 الف جنيه» وهي تسعي الى طرح الصراع الدائم داخل افراد الاسرة السودانية حول قيم وموروثات الكبار وطموحات واحلام الشباب الجدد وتقوم بمعالجتها في قالب كوميدي فكاهي ضاحك وتناقش التغييرات السلبية والايجابية في مجتمع الريف والمدينة وتقف على اختلاف الاراء حول عمل المرأة وتوليها المناصب القيادية وحصر الانشطة الاجتماعية على الرجال فقط وتقدم السلسلة نماذج مختلفة للشخصيات السودانية الريفية البسيطة التي تنتقل الى التطور المدني وتناقش طرائف العلاقات الاسرية والخلافات الزوجية وهموم آدم وحواء وهي من اخراج زهير حسن احمد وصلاح محمد نور ويساعد في الاخراج انس محمد علي ويقوم بادوار البطولة ابراهيم كوميك وذاكر سعيد وعائدة احمد وابوبكر فيصل ومناهل محمد وبدر الدين يوسف وبدر الدين بوساطي .
* وغير «كدي وكدي»؟
ـ انتجنا سهرات درامية متعددة ومنوعة منها سهرة تم بثها بعنوان «جات تتفولح» اضافة لبرنامج «شبابيك» للممثل جمال حسن سعيد وانتج التلفزيون سلسلة «زاوية مشاترة» الكوميدية الضاحكة.
* لماذا لم يبث التلفزيون مسلسلا مصريا او سوريا وبث مسلسلا تركيا في رمضان هذا الشهر الفضيل والدراما التركية عرفت بالمشاهد الفاضحة؟
ـ مثلما عرضنا التجربة السورية والمصرية والسورية السودانية المشتركة لجأنا هذا العام لعرض التجربة التركية وعرضنا قبلها التجربة الكورية عبر مسلسل «جوهرة القصر» او «جانقوما» ومن المؤكد ان المسلسل التركي الجديد تمت مشاهدته قبل بثه واكد مختصون ان المسلسل يحمل قيما اسلامية كثيرة ويؤكد ان الدراما التركية مثلما تحتوي على مشاهد لا تليق بنا ومن المستحيل ان نبثها فهي ايضا بها مسلسلات تتوافق مع عاداتنا وتقالدينا السمحة بل وتحمل مشاهد اسلامية مؤثرة بل في بعض مشاهد المسلسل التركي يتم تعليم القرآن الكريم للاطفال والمسلسل التركي يحمل اسم «محور العدالة» وتم شراؤه بسعر اقل من السعر الذي تبيع به تركيا مسلسلاتها الى دول الخريج العربي والدول العربية الاخرى وهو مسلسل ممتاز مدبلج باللهجة السورية من 82 حلقة وسعر الحلقة لا يتجاوز 300 دولار وهو مبلغ زهيد مقارنة بتكلفة انتاج حلقة مسلسل سوداني او شراء مسلسل عربي جديد.
* وماذا عن المسلسل الصيني؟
ـ المسلسل الصيني اسمه «الحب الخاطئ» وهو مسلسل مترجم وصلنا في شكل هدية من تلفزيون دولة الصين الشقيقة في اطار العلاقات السودانية الصينية وهدفنا عبره ايضا الى التعرف على ثقافات الاخر والوقوف على التجربة الصينية في مجال الدراما والمسلسل وتبادل الخبرات وبالمسلسلات لبس محتشم والفتيات يرتدين الحجاب.
* ولماذا يعيد التلفزيون المسلسلات القديمة التي تم بثها من قبل في رمضان؟
الاعادة جاءت بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد فتكلفة انتاج مسلسل محلي مكون من ثلاثين حلقة تساوي ميزانية شراء ثلاثة مسلسلات من اي دولة وجاءت اعادة المسلسلات ايضا تلبية لطلبات المشاهدين من داخل وخارج البلاد التي تصل عبر الموقع الالكتروني للتلفزيون وعبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بل واستجابة لطلبات بعض الدراميين الذين يهتمون بتقييم ما عرض من قبل للانطلاقة من حيث تم التوقف ووجدنا اشادة كبيرة بسبب اعادة مسلسل «السيف والنهار» التاريخي الذي يعرض وجه الحياة السودانية من ايام الاستعمار ويستمر الى عهود الديمقراطيه ومسلسل «نمر من ورق» وهو من جزئين ومسلسل «سكة الخطر» الذي اخرجه المخرج الراحل فاروق سليمان شيخ المخرجين واخرج في بداياته تمثيلية أهل الكهف واخرج مسلسل المرابي وصار مشرفا على تدريب المخرجين الدراميين بالتلفزيون عام 1974م واخرج اروع المسلسلات منها مسلسل «الدهباية» و«حصاد الزمن» الذي عرضته تلفزيونات عربية ومسلسل «الشاهد والضحية» و«المال والحب» وسكة الخطر بطولة حاكم سلمان ويشارك عبره سيد صوصل.
* لماذا لا تقومون بتسويق المسلسلات الى تلفزيونات الدول المجاورة؟
ـ بدأنا في تنفيذ خطة لنشر الدراما السودانية في عدد من الدول القريبة منها تشاد واثيوبيا وارتريا وافريقيا الوسطى وعدد من دول غرب افريقيا وذلك بعد ان لاحظنا اهتمام سكان تلك الدول بالدراما السودانية حيث عرضت تلفزيونات تشاد وغيرها من الدول الافريقية عددا من المسلسلات السودانية ووجدت قبولا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية.
* ماذا عن اللهجة المحلية؟
ـ اللهجة لن تقف حاجزا وسنقوم قريبا بترجمة بعض المسلسلات الى اللغات الانجليزية والفرنسية وتقديمها باللهجات السواحلية ان امكن وهناك مساع ايضا لدبلجة الاعمال الاجنبية التي سيتم بثها عبر شاشة تلفزيون السودان الى اللغة العربية او باللهجة السودانية.
* هل من خطة لانتاج مسلسل سوداني كامل قريبا؟
ـ نسعى في رمضان 2014 لانتاج مسلسل بانتاج ضخم وضعنا له الخطط ورصدنا ليه الميزانية وهو مسلسل من 30 حلقة يشارك فيها اكثر من 60 ممثلا سودانيا من الرواد والجدد وهي اول تجربة انتاج كاملة لادارة الدراما نتمني ان تجد النجاح.

صحيفة الصحافة
حوار: محمد شريف

[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. أولاً من ناحية تكلفة المسلسلات السوداني فهي كما نراها ليست عاليةلأن الممثلين غالباً يأتون بملابسهم الشخصية إلا ما ندر في حالات خاصة فقط. وكمان دايما بنشوف الشكر لأسرة فلان واسرة فلان ده معناه إنه البيوت التي تم التمثيل فيها لم تُكلف من المال إلا القليل جداً، أما (( فتكلفة انتاج مسلسل محلي مكون من ثلاثين حلقة تساوي ميزانية شراء ثلاثة مسلسلات من اي دولة)) يمكن تكون مسلسلات صينية بجانب إنها هديةلكن لا يمكن بأي حال أن تكون المسلسلات السودانية غالية بالصورة ( الفادحة) دي ، لكن برضه بنقول إعادة الدراما السودانية القديمة أحسن كتير.