(5) سيناريوهات أمام أوباما لتدخل عسكري في سوريا
من جهته، أبلغ مبعوث الأممي العربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي صحفيين على هامش اجتماع لمعهد كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن أمس الأول، أنه ما زال يسعى من أجل عقد مؤتمر سلام لوقف القتال في سوريا، لكنه لم يذكر أي موعد متوقع لذلك، مبيناً بقوله «من الصعب جداً جلب أشخاص يقتتلون لسنتين بعصا سحرية إلى مؤتمر كهذا. الأمر سيستغرق وقتاً لكن آمل أن يحصل…هناك مسائل لم تحل بعد. نحن متفائلون وهذا كل ما يمكننا قوله».
في الأثناء، بدأ رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا أمس، جولة أوروبية من باريس تأخذه إلى لندن وبرلين، ويرافقه فيها نائباه سهير الأتاسي ومحمد فاروق طيفور، إضافة إلى قائد الجيش الحر اللواء سليم إدريس، في محاولة لإقناع الرئيس فرنسوا هولاند بتسليم أسلحة إلى مسلحي المعارضة. وأعلنت بريطانيا أمس، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الجمعة في نيويورك أول اجتماع له مع وفد قيادة الائتلاف برئاسة الجربا عقب الجولة الأوروبية، مع احتمال أن ينضم للوفد عدد من القادة العسكريين في المعارضة السورية.
وفي رسالة نشرت أمس الأول، قدم الجنرال ديمبسي لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين 5 سيناريوهات مختلفة للتدخل العسكري في سوريا تتراوح بين تقديم معلومات استخبارية والتدريب على استخدام الأسلحة وصولًا إلى نشر جنود «للهجوم ولتأمين» المواقع التي توجد فيها أسلحة كيماوية لنظام الرئيس بشار الأسد. إلا أن ديمبسي أشار في الرسالة إلى أن أي قرار محتمل بإرسال جنود أميركيين إلى سوريا «هو قرار سياسي أوكلته أمتنا لقادتها المدنيين». كما حذر ديمبسي من تبعات التدخل في النزاع قائلًا «حالما نتحرك، علينا أن نكون مستعدين لما سيلي ذلك. وسيصبح التدخل بشكل أكبر أمراً يصعب تفاديه».
ويقضي السيناريو الأول، الذي أعده ديمبسي، باستخدام قوات برية يتراوح عددها بين بضع مئات وبضعة آلاف لتدريب مقاتلي المعارضة. ويتطلب ذلك إقامة مناطق آمنة خارج سوريا وتقدر النفقات بنحو نصف مليار دولار سنوياً. وأشار ديمبسي إلى أن خطورة هذه الخطة تتمثل في احتمال استفادة جماعات متطرفة تقاتل نظام الأسد في صفوف المعارضة من هذا السيناريو، مضيفاً أن هذا الخيار قد يدفع القوات السورية للقيام بعمليات عابرة للحدود. أما السيناريو الثاني فتقضي باستخدام صواريخ ومقاتلات من أجل قصف أهداف سورية بينها منظومة الدفاع الجوي والقوات الجوية والبحرية. وسيتطلب هذا السيناريو من الولايات المتحدة وحلفائها توظيف مئات الطائرات والسفن والغواصات. وفي المقابل من المتوقع أن يؤدي هذا السيناريو إلى دفع قوات الأسد إلى توجيه ضربات مضادة، وكذلك سقوط ضحايا بين المدنيين.
وينص السيناريو الثالث على إقامة منطقة حظر جوي من أجل تحييد طيران نظام الأسد، ويتطلب ذلك وسائل الدفاع الجوي والطائرات السورية على الأرض وفي الجو. وتقدر تكلفة هذه الخطوات بنحو مليار دولار شهريا على مدى سنة واحدة. ومن غير المستبعد أن يخفق هذا السيناريو في تغيير توازن القوى على الأرض لأن قوات الأسد تعتمد بدرجة كبيرة على المدفعية في ضرب مواقع المعارضة. والسيناريو الرابع يفترض إقامة مناطق عازلة لقوات المعارضة خارج سوريا وعلى الأرجح في تركيا والأردن، وذلك لتدريب المقاتلين وتوزيع المساعدات الإنسانية للاجئين. وسيتطلب تنفيذه نشر الآلاف من الجنود الأميركيين لتأمين المناطق العازلة وكذلك إقامة منطقة حظر جوي محدودة. وتقدر تكلفة السيناريو الرابع بما يتجاوز مليار دولار شهريا. وأشار ديمبسي إلى أن المناطق العازلة قد تتعرض للقصف من قبل قوات الأسد، كما أنها قد تصبح ملاذاً للمتطرفين.
ويتمثل السيناريو الأخير بالرقابة على الأسلحة الكيماوية وتدمير مستودعاتها. ويتطلب ذلك إقامة منطقة حظر جوي وتوظيف مئات الطائرات والسفن والغواصات وكذلك الآلاف من القوات الخاصة. وقد تتجاوز نفقات تطبيق هذا السيناريو مليار دولار شهرياً.
جاءت رسالة الجنرال الأميركي رداً على تساؤلات قدمها عضوان بلجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ بعد جلسة صاخبة عقدت الأسبوع الماضي لبحث بقاء ديمبسي فترة أخرى مدتها عامان في رئاسة هيئة الأركان المشتركة. وقال ديمبسي في رسالته إن كل هذه الخيارات ستزيد الضغوط على النظام. وأضاف «تعلمنا من السنوات العشر الماضية أنه لا يكفي أن تغير فقط موازين القوة العسكرية دون دراسة متأنية لما هو ضروري من أجل الحفاظ على دولة تعمل. يجب أن نتوقع وأن نكون مستعدين للتداعيات غير المقصودة لأفعالنا».
وكان أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ قد عبروا عن مخاوفهم بشأن نجاح خطة الحكومة الأميركية لتزويد المعارضة السورية بأسلحة، الأمر الذي تسبب في تأجيل تسليم أسلحة للمعارضة السورية. أمس الأول، قال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب إن الرئيس أوباما يمكنه المضي قدماً في تنفيذ خطة لتسليح المعارضة السورية بعدما انحسرت المخاوف لدى بعض أعضاء الكونجرس. وأضاف روجرز عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري لرويترز «نعتقد أننا في وضع يمكن فيه للحكومة الأميركية) أن تمضي قدماً» في خططها لتسليح المعارضة السورية.
13 بلاغاً بشأن هجمات كيماوية وسيلستروم في دمشق اليوم
نيويورك، بيروت (وكالات) – قالت الأمم المتحدة إنها تبلغت بوقوع 13 هجوماً كيماوياً في سوريا، بحسب ما أفاد مسؤول أممي بارز أمس قبل محادثات بين خبراء من الأمم المتحدة والحكومة السورية. وأبلغ روبرت سيري مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، مجلس الأمن الدولي أن الأمين العام بان كي مون لا يزال «قلقاً بشدة» حول التقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في النزاع المستمر منذ أكثر من 28 شهراً في سوريا. وأضاف سيري في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط أن «الأمم المتحدة تلقت 13 بلاغاً بهذا الشأن حتى الآن»، مشيراً إلى أن جميع الحالات «قيد الدراسة» حالياً.في الاثناء وصل آكي سيلستروم وأنجيلا كاين خبيرا الأمم المتحدة المتخصصان في الأسلحة الكيماوية إلى مطار بيروت بعد ظهر أمس قادمين من باريس في طريقهما إلى دمشق بحسب ما ذكر مصدر ملاحي في مطار رفيق الحريري الدولي. وأوضح مصدر في الأمم المتحدة في بيروت أنهما سيتوجهان اليوم إلى دمشق. وكان متحدث باسم الأمم المتحدة أعلن في 11 يوليو الحالي أن المنظمة الدولية قبلت دعوة وجهتها الحكومة السورية إلى اثنين من كبار مسؤوليها لزيارة دمشق بهدف إجراء محادثات حول مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية في النزاع المستمر منذ أكثر من 28 شهراً.
الاتحاد
[/JUSTIFY]