رأي ومقالات

الباز : مشاهدة القنوات المصرية بكثافة أشد ضرراً من الشيشة

أصدقكم القول إنني سعدت برد الأستاذ فيصل محمد صالح على ما كتبته في مقالي (حين يبرر الذبح.. وحين يختبر الزيف) بهذه الصحيفة قبل ثلاثة أيام رغم إحساسي أن أستاذ فيصل في متاهة كبرى. رد فيصل بالأمس في صحيفة الخرطوم بمقال بعنوان (رمتني بدائها ولم تنسل) كال لنا فيه الاتهامات إلا أنه استخدم لغة هادئة بعيدة عن الشتائم والإسفاف التي درج عليها المختلفون في الرأي في صحفنا، ثم انه حرص على مناقشة الموضوع ولم ينزع الى الدخول في مهاترات بعيدة عنه كما شهدنا في حوارات عديدة. شكراً فيصل ابتداءً.. لنرسي دائماً قواعد الحوار على الاحترام المتبادل. سأواصل الحوار مع فيصل وليس الهدف هو التوافق على ما يجري في الساحة المصرية بل لأخذ العبرة منه.

يقول فيصل في مقاله بالأمس: (لا زلت أؤيد، الحراك الجماهيري للإطاحة بمحمد مرسي وحكم مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. لكنني تحفّظت على تدخل الجيش، وفي ظني أنه أعاق الحراك الجماهيري المتصاعد وقطع عليه طريق التطور الطبيعي). فيصل على كيفو يؤيد من يؤيد، إلا أنني أربأ به أن يردد شعارات الغوغاء المهرجين من الإعلاميين المصريين من شاكلة ( يسقط حكم المرشد). يبدو أنّ مشاهدة القنوات المصرية بكثافة أثرت على تصوراته، أنصحه بالإقلاع عنها فوراً فهي أشد ضرراً من الشيشة.

لقد استغربت من فيصل تحفظه على تدخل الجيش في السياسة ولم أفهم تصنيفه لما جرى في مصر في الثالث من يوليو الماضي هل هو انقلاب أم ثورة؟ فإذا كانت ثورة فلماذا لا يتدخل الجيش لحمايتها خاصةً أنّ تجربتنا السودانية في أكتوبر وأبريل دلت بإمكانية تدخل الجيش إذا حدثت ثورة فيصبح لا معنى للتحفظ هنا أو أنه انقلاب عديييل ومن هنا لا مجال للتحفظ بل الإدانة لأنه انقلاب أجهض الديمقراطية التي يؤمن بها فيصل.!!!. إلاّ أنّ عجبي تصاعد بشكل جنوني حين وصلت هذه الجملة من المقال: (وقد كان على هذا الحراك الذي قاده تحالف مدني واسع أن يواجه الجماعة في الشارع، ولا يترك ذلك للسلطة والأجهزة الأمنية والعسكرية). كيف يمكن أن يواجه التحالف المدني (جبهة الإنقاذ) الجماعة في الشارع؟!. بالحشود.. بالقتل والترويع أم بصندوق الانتخابات؟. صندوق الانتخابات سقطت فيه جبهة الإنقاذ والفلول خمس مرات في عامين ولهذا لم يتبقَ غير اتخاذ الحشود في الميادين مبرراً لدعوة العسكر للعودة للشارع السياسي ليتحوّل مناصرو جبهة الإنقاذ لبلطجية يختبئون خلف بيادق العسكر!!.

لا أظن أن فيصل الناصري العتيق باستطاعته إدانة الانقلابات، فعبد الناصر لم يصعد لسدة الحكم على صندوق انتخابات. لا أفهم أن تكون ناصرياً وتتحفظ على تدخل الجيش في السياسة أو تعترض على القتل والذبح دون أن تدين تاريخ الناصرية الدموي وتتبرأ منه كلياً. لا أفهم كيف يمكن أن يكون الإنسان ناصرياً وديمقراطياً في ذات الوقت!! أم أنكم ديمقراطيون على كيفكم فإذا جاءت الديمقراطية بكم لسدة الحكم فخير وبركة، أما إذا جاءت بالإسلاميين ستكفرون سريعاً بصندوق الانتخابات وتحشدون الحشود في الشوارع لتهرعون بعدها للعسكر لتمارسون أبشع أنوع القتل والذبح كما فعل أصدقاؤكم العلمانيون اللا ديمقراطيون بالإسلاميين، بل بالشعب المصري في مسجد الفتح أمس القريب؟!!

عجبني في فيصل قوله: (نحن يا أستاذ عادل نخطئ ونصيب لأننا بشر، نحاسب أنفسنا ما وسعتنا الطاقة البشرية ونأخذها بالشدة حتى تستقيم في مواقفها واعتقاداتها، وقد تأخذنا العاطفة والهوى عن طريق الحق، فنلتمس إصلاحاً وتصويباً أينما وجدناه أخذناه، لا ندعي لأنفسنا هدى فوق مستوى البشر ولا صواباً مطلقاً، ولا قداسة لمعتقدات وأفكار، فكلها اجتهادات بشرية قابلة للتعديل والتطوير). حسناً فيصل كلام رائع أقبله فبلا شك كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون.. ولكن قل لي يا أستاذ أليس في تجاربنا الذاتية والحزبية من الدروس ما يكفي لنستخلص منها حكمة واحدة تسعفنا لأن نكون مباشرةً ضد الانقلابات والسحل والقتل والمعتقلات؟. كان على فيصل كديمقراطي أن يغسل يديه من انقلاب السيسي فوراً ويقف في صف الإسلاميين المنتخبين كما فعل أحرار العالم كله، لأنّ خبرته كناصري تسعفه وإلاّ ستصبح التجربة والخبرة الإنسانية هباءً منثوراً وبلا جدوى. الخرطوم:عادل الباز:رئيس تحرير الرأي العام

‫7 تعليقات

  1. وانت يا عادل جابك السيل ما جيت بدبابة وقلعت بيها ديمقراطية حقيقية
    متي عليك ان تخجل وبنفس القدر يا انتو في الحكم يا تقوموا بالمظاهرات والتخريب وكرسي الحكم ده كان سبب ل انشقاقكم

  2. اذا ما وضع الاستاذ فيصل (المشكلة) في القالب (العقلي) لكانت النتيجة الحتمية هي أن ما قام به (السيسي) هو انقلاب عسكري حقيقي على الشرعية … و لكن عندما منح (عاطفته) و التي تتجسد في (كراهيته) للاخوان المسلمين ….كان التناقض واضح في الرأي !!!!!! فما قاله قيصل هو نتاج كراهية !!!!!!

  3. [SIZE=6][B][COLOR=undefined]من المضحك أن الذين يعلو صوتهم فى الشارع السودانى وكذلك المصرى بما لا يتناسب وحجم هؤلاء فى تلك الشوارع بالدعوة للديمقراطية هم الشيوعيين والبعثيين والعروبيين بمختلف مسمياتهم والتى ما أنزل الله بها من سلطان ، ومع أن الجميع يعلم بأن الشيوعيين والبعثيين والعروبيين منشأهم شمولى ودكتاتورى ولا يعرفون من الديمقراطية إلا إسمها وفقط ، حيث حكم هؤلاء عدة بلدان حول العالم بنظام الحزب الواحد وبالحديد والنار وما جرى فى روسيا وتوابعها من دول سابقاً قبل إنهيار الشيوعية فى عقر دارها وما جرى فى مصر أيام حكم القوميين العروبيين فى عهد عبدالناصر وكذلك حكم البعثيين فى العراق سابقاً وسوريا حالياً يفضح تلك الأحزاب والتى يجيئ كسبها فى تطبيق النظام الديمقراطى صفراً كبيراً على الشمال ، إن هؤلاء يشعرون بعقدة ذنب من ماضيهم الأسود فى تلك الدول ولهذا يحاولون نسيان ذلك الماضى الكئيب بعلو صوتهم فى الشارع المصرى والسودانى وغيره بالضجيج والعويل والنباح والصراخ منادين بديمقراطية لم يطبقوها هم ولم يعرفوا لها سبيلاً حين حانت لهم الفرصة لحُكم الكثير من الدول والتى سامها هؤلاء مر العذاب والهوان !![/COLOR][/B] [/SIZE]

  4. أعتقد أن العسكرية المصرية متخلفة سياسياً؛ ما يفعلونه اليوم كنا نمارسه كتمرين في سنة أولى سياسة عندما جاءت الانقاذ عام 1989 والفرق هو أن الشعب السوداني كان خلفها وداعماً لها آنذاك؛ هذا هو الفرق بين الثورة والانقلاب..

  5. وضعنا اسمو 2 في واحد…. انقلاب + كيزان اقصد اخوان يعني نحنا دايما سابقين الناس .. والحمدلله

  6. يا اخواناناس النيلين استاذ عادل الباز رئيس تحرير الخرطوم مش الرأي العام

  7. القنوات المصرية فقدت أدني درجات المهنية في تأييدها المطلق للانقلابيين، ومحاولتها تشويه صورة مصريين محترمين على مستوى العالم وليس مصر فقط، وبالتالي أني اتفق جزئيا مع الباز، وارى انه لا جدوى من مشاهدة القنوات الإخبارية الانقلابية المصرية، لاني اعتقد ان مشاهدتها تكون دون لازم فائدة