تقرير اللجنة الوطنيَّة بشأن أبيي.. اليونسفا في قفص الاتهام
حيث ذكر تقرير اللجنة بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية أن السلاح الذي استُخدم في الحادثة وفي مقتل السطان كوال دينق كان بندقية سلاح كلاشنكوف، وهو السلاح الأكثر انتشاراً وسط المتمردين من الجبهة الثورية بجانب المسيرية، واستهدف القاتل حسب التقرير السلطان كوال دينق وبشكل قناصة بدليل عدم إصابة الغير من أفراد الوفد المرافق له، وعدم إصابة عضو اللجنة الإشرافية لأبيي من جانب دولة الجنوب دينق مدينق، الذي يُعتبر أهم من شخصية السلطان كوال. وقال التقرير إن جميع القتلى والجرحى أُصيبوا بسلاح القوات الإثيوبية بعد مقتل السلطان مباشرة والذي استخدمت فيه القوات الدولية أنواعاً مختلفة من الأسلحة بغية حماية الوفد وحماية أنفسهم. الشيء الذي أدى إلى مقتل هذا العدد من قبيلة المسيرية.
الأحداث التي تسبَّبت فيها اليونسفا بمقتل سلطان دينكا نوك وعدد من قيادات المسيرية، كادت تعصف بالسلام والتعايش السلمي بين القبائل المتعايشة في منطقة أبيي وتساءل الكثير من المتابعين عن الذي له المصلحة في ارتكاب هذه الخروقات وأودى بحياة خيرة أبناء المنطقة وقالوا إنه رسم صورة مأساوية هناك. وحول وجود اليونسفا ومساهمتهم فيما يجري من اوضاع بالمنطقة، يشير رئيس إدارية أبيي الخير الفهيم إلى أن أحد أسباب وجود قوات الجبهة الثورية بالمنطقة هو وجود قوات اليونسفا الذين تحتمي بهم هذه القوات، وقد ناقش الفهيم في آخر اجتماع لهم بمندوب الاتحاد الإفريقي بوشوكو وضع اليونيسفا عقب التداعيات الكثيرة التي ظهرت في المنطقة بوجودهم. وحمَّل الخير مسؤولية تمركز القوات الثورية بتلك المنطقة لقوات اليونيسفا وقد تقدم الفهيم بدعوة لطرد قوات اليونيسيفا من المنطقة لجهة أنها لم تقم بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار لمواطني المنطقة فيما ساعدت من كثرة وجود المتمردين لحكومة السودان هناك، وأرجع بعض المتابعين ذلك لجهة عدم حيادها وأنها تعمل بما لا يدع مجالاً للشك في خدمة دولة الجنوب وفقاً لتلك القراءات.
وحول ما درجة انتفاع الحكومتين في جوبا والخرطوم من وجود قوات اليونيسيفا في أبيي أكد الخبير الإستراتيجي الأمين الحسن لـ«الإنتباهة» أن قوات اليونسيفا كان واحداً من أهدافها أن تصنع الأمن والاستقرار في المنطقة «أبيي» وأشار إلى أن تعقيدات الأوضاع هناك من الأشياء التي صعَّبت من مهمة هذه القوات ولكنه لم يستبعد التأثيرات الدولية على أداء هذه القوات، وأكد أن إثيوبيا دورها مشهود في نزع فتيل الأزمة بين الطرفين والحكومتين، وهذا بحسب الحسن يشفع لقواتها التي تعمل في المنطقة لسد هذه الثغرة، ولكنه طالب بمزيد من الفاعلية لضبط الحس الأمني بالمنطقة التي تعيش أوضاعاً لا تحتمل عدم المبالاة حتى لا يفسَّر المجهود خطأً ويُشار بذلك للميل لأحد الطرفين المتنازعين، بيد أن أمين أكد أن القوات الأممية في هذه الحالة عملت على تأزيم الأوضاع بقتلها لأفراد من قبيلة المسيرية، وقال: إذا ثبت حقيقة أنها وراء مقتل السلطان وهذا العدد من المسيرية فمن الأولى لها أن تغادر المنطقة قبل أن يطالب بمحاسبتها على ما ارتكبته من إزهاق أنفس وأرواح سودانية.
ولكن بحسب تصريحات مصدر أهلي مرموق بأبيي لم يسمح بذكر اسمه أن للمسيرية كلمة يجب أن تقال في هذه الحادثة وأنهم لن يفوتوا هذه الحادثة داعياً إلى ضرورة إنصافهم خاصة أنهم دائماً ما يُشار إليهم بمن يرتكب الخروقات. وقال إن تورط اليونيسفا في مقتل أبناء المسيرية لهم عليه أكثر من تفسير، في الوقت الذي أشار فيه إلى خطوط المؤامرة التي تُحاك بشأن وضعيتهم في المنطقة، مؤكداً أن أبيي بلدهم ولن يتنازلوا عنها مهما كانت الابتلاءات وأن ذلك لن يزيدهم إلا تمسكاً بها وإصراراً عليها مناشداً الحكومة السودانية وجميع مكوِّنات المجتمع المدني الوقوف معهم لما يواجهونه من هجمات من كل الأصعدة التي تعمل على إلحاق أبيي بدولة الجنوب. وأضاف المصدر بقوله «المخطط واضح ولجنة التحقيق أماطت اللثام عن أول خيوطه».[/JUSTIFY]
عبدالله عبد الرحيم
صحيفة الإنتباهة