تحقيقات وتقارير
فى زيارته الثانية للخرطوم ….ماذا يحمل سلفا فى حقيبته
هذا ومن المتوقع ان يصل الخرطوم الايام المقبلة وزير الخارجية الجنوبى برنابا مريال بنجامين لبحث ترتيبات الزيارة مع نظيره الاستاذ على احمد كرتى ، الى جانب بحث تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين .
وقال الدكتور برنابا فى تصريحات صحفية : أن زيارة كير كان مرتب لها منذ يونيو الماضي لكنها تم إلغاؤها بعد أن أعلنت الخرطوم غلق الأنبوب الناقل لنفط الجنوب للتصدير، وقال إنه سيبحث مع كرتي ترتيبات زيارة رئيس بلاده سلفا كير إلى الخرطوم بنهاية الشهر الحالي، وأضاف أن الزيارة تعتبر تأكيدا على التزام بلاده بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة وأنها تعمل على تقوية العلاقات مع السودان، وقال إن هذه الزيارة تجعل من الواضح أن حكومة جنوب السودان تحت قيادة الرئيس سلفا كير ميارديت ترغب في قيام علاقة قوية مع السودان، مشدداً على أن وزارته ستعمل على تعزيز الثقة بين البلدين، وقال إن قيادة البلدين في حاجة للعمل سويا جنبا إلى جنب لتحسين العلاقات وتجاوز الخلافات، وتابع: «نحن في حاجة إلى دعم الزعيمين سلفا كير والبشير لحل القضايا الخلافية ودياً، عبر استخدام هذه الآليات ومنها الاتصال واللقاءات المباشرة».
تمديد المهلة :-
ماكان للخرطوم ان تحقق تهديدها باغلاق انابيب النفط الى الابد فى وجود الضغوط الصينية وضغوط الآلية الافريقية ، هذا اذا استصحبنا الضغوط الاقتصادية للخرطوم خاصة ارتفاع اسعار الدولار الى 7 جنيهات عقب قرار الاغلاق ، ولكن الخرطوم ارادت ان تكسب ارضية مناورة لانها تعلم اهمية النفط بالنسبة لجوبا والتى تعتمد عليه بنسبة 98% وحتى تضغط على جوبا لفك الارتباط مع الجبهة الثورية ، وربما هذا تحديدا ماسيكون ضمن محتويات حقيبة الرئيس الجنوبى ، فالتعهد الحاسم بعدم تقديم الدعم هو الطريق الوحيد لانسياب البترول الجنوبى الى ميناء بورتسودان فى سلام .
وقد وافقت حكومة السودان على تمديد فترة استمرار سريان صادر بترول دولة جنوب السودان لأسبوعين آخرين، على أن تنتهي في السادس من سبتمبر القادم. وتمت الموافقة بعد طلب تقدَّم به رئيس دولة الجنوب للرئيس السوداني.
وكشف وزير النفط ، د.عوض أحمد الجاز، عن اتفاق تم بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، بناءً على طلب الأخير بتمديد فترة استمرار سريان صادر بترول دولة جنوب السودان لأسبوعين آخرين تنتهي في السادس من سبتمبر القادم بعد تطورات وصفت بالموجبة في تطبيق مصفوفة أديس أبابا التي قادها الوسيط الأفريقي والذي توسّط للتمديد، مؤكِّداً العمل على إنفاذ المصفوفة كاملةً.
وقال الجاز، إن المهلة الممنوحة تحسب في إطار حسن النوايا لتكملة الاتفاقيات الموقعة، مشيراً إلى البدء في إنشاء الخط الصفري، وأضاف أن الاتفاق سيستمر حال التأكُّد من تطبيق كامل للاتفاقيات، قائلاً إن هذا ما أعلنه سلفاكير في اتصاله مع البشير، مؤكِّداً صدور خطابات التمديد للشركات العاملة في مجال النفط من وزارة النفط، لاستمرار ضخ النفط حتى السادس من سبتمبر القادم.
ولذلك تعتبر الخرطوم ان تمديد فترة السماح لاغلاق الانابيب حتى 6 سبتمبر المقبل يمثل فرصة لجوبا لاعادة ترتيب حساباتها واوراقها لمافيه مصالح شعبها فى اشارة الى ان دعم الحركات المسلحة لن يستفيد منه شعب جنوب السودان ولن يطعم البطون الجائعة ولن يكون كرت سلامة لجوبا التى تواجه غضبة دولية وملف مثقل من انتهاكات حقوق الانسان .
ولعل جوبا ايقنت ان مصالحها مع الشمال ابقى من دعم الحركات المسلحة الشمالية انظر الى وزير الخارجية الجنوبى يقول : لا يوجد بديل آخر أمام جوبا والخرطوم سوى التعاون المشترك وتعزيز علاقات الجوار ولا عودة للحرب مرة أخرى .
وأوضح بنجامين، فى تصريحات صحفية أدلى بها فى أول يوم عمل له من مقر وزارته الاسبوع المنصرم : أنه سيعمل ونظيره السودانى معا من أجل تحقيق هدف واحد هو إرساء ونشر السلام والاستقرار لشعب السودان وجنوب السودان وخلق بيئة تعاون تساعد فى تطبيق اتفاقيات التعاون بين الجانبين وحل قضايا مثل مشكلة إقليم أبيى وترسيم الحدود وتشجيع استمرار تدفق النفط عبر أراضى السودان من أجل إنعاش اقتصاد الدولتين .
مأزق جنوب السودان :-
المأزق الذى يعيشه جنوب السودان الآن والتردى الاقتصادى والقتال القبلى فى جونقلى سيكون الصورة الاكثر وضوحا فى مخيلة الزعيم الجنوبى وهو ينزل من سلم الطائرة الرئاسية مصافحا نظيره السودانى ، ذلك ان جوبا تواجه غضبة دولية بقيادة الولايات المتحدة راعية الميلاد لجنوب السودان بسبب ماتعتبره هذه الدول فشلا مبكرا فقد حملت الولايات المتحدة، في بيان ، جميع الأطراف بما فيها الجيش والجهات الأخرى المسلحة غير التابعة للدولة، مسؤولية أعمال العنف فى ولاية جونقلى وطالبت بالعمل باتجاه السلام والمصالحة من خلال الحوار، وتسهيل الوصول غير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق والمساعدة في نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للقيام بدوريات الاستطلاع والمتابعة .
وبدأت تقارير رسمية وغير رسمية تكشف عن حالة الاستياء والتذمر التي تعتري قيادات الدول العظمى ، من تردي الأوضاع في الدولة الوليدة التي علقوا عليها آمالاً كبيرة، وترقبوا شفاء قيادات الحكومة والولاة وجنرالات الجيش الشعبي من حمى الفساد الإداري والمالي .
كل ماتقدم سيكون حاضرا فى وعى الزعيم الجنوبى وهو يفاوض الخرطوم لانتزاع قرار استئناف تصدير النفط .
مأزق الخرطوم :-
الخرطوم نفسها ليست محصنة ضد الضغوط فبجانب الضغوط الدولية ، تشهد الخرطوم موجة من الغلاء والتململ بسبب ارتفاع الدولار بعد قرار الاغلاق الامر الذى انعكس سلبا على الاقتصاد السودانى ، ورغم ان الفرق بين الخرطوم وجوبا ان الخرطوم لديها موارد اخرى زراعية وصناعية تدخل فى الاقتصاد الا ان أموال النفط ساهمت فى استقرار سعر الصرف فقد قدرت إيرادات النفط لدى السودان نحو ثلث الموازنة التي سبق واعتمدها للعام الماضي 2012.
وبحسب تقارير اقتصادية فقد تراجعت قيمة الصادرات السودانية في الربع الأول من العام الحالي 2013 إلى 815.5 مليون دولار، مقارنة بـ 940.1 مليون دولار في الربع الأول من العام 2012 .
وقال صندوق النقد الدولي، في تقرير له مطلع مايو الماضي، إن عائدات السودان من رسوم مرور نفط الجنوب ستصل إلى 2 مليار دولار بنهاية العام القادم 2014، في حال استمر ضخ النفط، بحيث يحقق 500 مليون دولار خلال الأشهر الستة المتبقية بالعام الجاري 2013، و1.5 مليار دولار بالعام 2014 .
كل المعطيات عاليه ايضا ستجعل الخرطوم اكثر مرونه هذه المرة وهى تفاوض الجنوب ، فمن الواضح ان الدولتان لاخيار امامهما الآن للخروج من مآزقهما الآنية والمستقبلية الا التعاون غير المشروط .
الخرطوم :تحليل / منى البشير
العاقل من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره و بصيرا بعيوبه ضريرا عن عيوب غيره فأين استقراركم الاقتصادي أيها الناس و اين استقراركم الاجتماعي , فالحروب القبلية عندكم و الاقتصاد شبه منهار عندكم و أنتم أقدم من معظم هذه الدول التي تتمتع بالرفاهية في عالم اليوم ناهيكم عن هذه الدولة الوليدة من رحم هذا الوطن , فاصلحوا شأنكم بدلا من الحديث عن عيوب غيركم فهذا قول نبيكم عليه أفضل الصلاة و أذكى التسليم.