ألا ليت أيام الصفاء جديد ودهرا تولي يابثين يعود (3)

نقاط الخلاف

إنحصرت نقاط الخلاف بين الاسلاميين ففرقتهم لجناحين (القصر) و(المنشية) هي في طريقة إختيار الولاة وكان رأي الترابي إن يتم انتخابهم، وتكون لهم سلطات أكبر ويكون للتنظيم السياسي سطوة علي اتخاذ القرار السياسي بإعتبار أن الحزب هو الذي يختار الحكومة وتوسيع دائرة القرار بعيدا عن دائرة ضيقة تتكون في الغالب الأعم من خمسة أشخاص لإتحاذ القرارونجد أن هذه النقاط طيلة الأربعة عشر عاما تاريخ الرابع من رمضان نجد أن الحزب الحاكم قد أعطى الولاة هذه السلطة نتيجة لدستور ألفين وخمسة والذي حدد ضرورة إنتخاب الولاة.

الترابي ببصيرته قد سبق إخوته

ونجد أن الترابي ببصيرته قد سبق إخوته في الحزب الحاكم وعادوا لحديثه الذي بني عليه الخلاف وقاموا بإنتخاب الولاة نتيجة للدستور ونتيجة لإستحقاق نيفاشا.

إذن ما الذي يمنع الإسلاميون من الإتحاد

إذن ما الذي يمنع الإسلاميون من الإتحاد الآن وتحقيق أشواق جماهيرهم وعضويتهم الكثيرة العدد والتي إنقسمت لثلاثة أقسام .. القسم الأول : ذهب مع المعز وسيفه وذهبه .. والقسم الثاني : ذهب مع الفكرة رغم ضنك العيش وقلة الزاد وفي ذهنهم قصة من السلف الصالح تقول : قيل لإعرابي : لقد أصبح رغيف الخبز بدينار فأجاب الإعرابي : والله ماهمني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار .. أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني.

صداعا مزمنا

أماالفئة الثالثة فقد تقاسمتها الحركات السلفية وشكلت صداعا مزمنا للسلطات الأمنية بإعتقالهم واجراء المراجعات الفكرية معهم واخرها خلية الدندر والتي يعتقل بعض قادتها الان اما البقية من الفئة الثالثة فقد لزمت دارها لعل الله ان يجمع الشتيتين بعد ان لا تلاقيا .. فالمطلوب كما ذكرنا في الحلقتين الماضيتين ان تكتمل حلقات الوحدة.

ينحني للعاصفة

وأمامنا امس الامين العام لحركة النهضة الاسلامية بتونس ،وهو ينحني للعاصفة في تونس يوافق علي حل الحكومة وتكوين حكومة تكنقراط وقد وعي الدرس المصري الذي انتهي بالاخوان المسلمين الي اقبية السجون فعلي الوطني والشعبي اسكات الاصوات النشاز التي لاتريد للوحدة ان تكتمل ليعود الجميع الي حزب واحد أمينه الترابي ورئيسه البشير وليس مهما من يحكم.

إسكات الأصوات النشاز

أعود وأقول علي الوطني والشعبي إسكات الأصوات النشاز التي لاتريد للوحدة ان تكتمل ليعود الجميع الي حزب واحد أمينه الترابي ورئيسه البشير وليس مهما من يحكم هل هم الجيل الثالث من الحركة الاسلامية من امثال الاستاذ محمد عبدالله شيخ ادريس والذي التقيت به في صيوان ود ابراهيم طالبا مني ان اعطيه جوازي للسفر معهم لغزة وكنت اظنها مزحة من مزحاته ولكن بعد شهر تاكد لي انهم ذهبوا وفي معية اخوة كرام لديار ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام وتجولوا في غزة ومدنها.

على الوحدة أن تأتي ليتفرغ …

أعود وأقول لانريد أن نهرب من مصيرنا إلى آخر فعلى الوحدة أن تأتي ليتفرغ محمد عبدالله ويرشح وسط أهله واليا للجزيرة ليعود واليها الحالي الزبير ليلاعب أحفاده تحت أشجار النخيل وفي ذهنه بيت الشعر الشهير أخذ البنين مكانهم وتجهز الاباء للترحال وعلي وبعد ذلك فلتقدم كل ولاية احد ابنائها ممن هم اعمارهم بين الثلاثين والاربعين وتبقي افادات هامة نطق بها ، الأستاذ عادل ابراهيم حمد القيادي الكبير بجبهة تجمع الوسط عندما استضافه الاستاذ عبد الباقي الظافر في صالة تحرير بقناة أمدرمان ، أن الدعوة الأخيرة صادرة من منطلق عاطفي مصدره ماحدث للإسلاميين في مصر ، وهي دعوة لن يكتب لها النجاح لأن أسباب الخلاف مازالت قائمة وهي حول رؤى إدارة الدولة.

عدم وجود نموذج واحد لإدارة الدولة

خلاف الاسلاميين يؤكد علي عدم وجود نموذج واحد لإدارة الدولة بل تتعدد الواجهات الاسلامية حتي في الظروف العادية التي لاتشبه مفاصلات رمضان حتى نعرف في السودان عدة كيانات اسلامية لكل منها برنامجها السياسي المختلف .. لذلك لايجوز ان يضفي احدهم قداسة علي طرحه البشري القابل للخطأ والصواب .. فهل يعي الاسلاميون الدرس وهم يرون ديك المسلمية في شمال الوادي قد حمرت بصلته وتغدى به فهل يتعشى الترابي والسنوسي في بيت الرئيس ويعلنان الوحدة ، أم أن الذين يريدون خرق السفينة يواصلون خرقهم لها ويظل صوتهم عاليا.

من أراد أن يذهب للمؤتمر الوطني فليذهب

ومن أراد أن يذهب للمؤتمر الوطني فليذهب والله قادر علي تعويضنا بأناس اكثر وضاءة ووسامة فكرية ومن أراد ان يبقي فجزاه الله خيرا آخرها قول أبوبكر عبد الرازق للزميلة آمنة السيدح بالزميلة صحيفة آخر لحظة قبل أيام والحركة الاسلامية قد غادرها قبل ذلك امينها العام الرشيد الطاهر بكر فماذا احدث لها فمن اثر اكمال الدرب فليفعل ومن يري ان الدرب طويل ولايريد اكمال المسيرة فليذهب.

أن تحلق الحركة الاسلامية بجناحيها

إكمال المسيرة ياعزيزي أبوبكر أن تحلق الحركة الإسلامية بجناحيها لأن القادم أسوأ ، وأمامنا التجربة المصرية .. فهل تكتمل أشواق الإسلاميين أم تبقى الوحدة كلام جرائد ، وأشواق تتجدد ، كلما ودعنا أحد قياداتها التاريخية إلى ديار لن يعود منها أبدا .. فلنجعل أحزان ووفاة القيادي التاريخي الشيخ يس عمر الإمام آخر أحزاننا !

قراءة : معتصم طه محمد أحمد: صحيفة أخبار اليوم[/JUSTIFY]