عالمية

قتلى غزة 765 والاونروا والصليب الاحمر ينتقدان اسرائيل

[ALIGN=JUSTIFY]غزة (رويترز) – غامرت فرق الانقاذ بدخول مواقع المعارك في قطاع غزة يوم الخميس لتنتشل جثثا من بين الحطام وقال مسؤولو حركة حماس ان عدد القتلى الفلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي الذي مضى عليه 13 يوما ارتفع الى 765.

وقالت أطقم الاسعاف المحلية والهلال الاحمر التي استغلت فترة هدوء تم تنسيقها مع القوات الاسرائيلية انها انتشلت جثثا متعفنة في أماكن كان يتعذر الوصول اليها منذ بدأت القوات الاسرائيلية هجوما بريا قبل ستة أيام.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان عمال الانقاذ عثروا على اربعة اطفال يتضورون جوعا بجوار جثث امهاتهم وأجلوا عشرات من المحاصرين والمصابين.

وفقدت اسرائيل ثلاثة جنود في معارك مع مقاتلي حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وماعدا حادث النيران الصديقة الذي قتل فيه اربعة جنود فان هذا كان أكبر محصلة للقتلى في صفوف الاسرائيليين في يوم واحد.

وقتل حتى الان عشرة جنود في الحملة التي شنتها اسرائيل لسحق قوات حماس ومنع اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل.

وفي الامم المتحدة قال دبلوماسيون عرب وغربيون ان القوى الغربية والدول العربية توصلت لاتفاق مبدئي يوم الخميس على مشروع قرار لمجلس الامن يدعو الى هدنة فورية في غزة.

وقال سفير الجامعة العربية لدى الامم المتحدة يحيى المحمصاني لصحفيين بعد يوم من المفاوضات “يوجد اتفاق من حيث المبدأ.” ولم يتضح هل سيجري تصويت في المجلس على مشروع قرار ليل الخميس ام يوم الجمعة.

واصبحت اعمال الانقاذ محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد.

وعطلت وكالة اغاثة تابعة للامم المتحدة نشاطها قائلة ان عمالها معرضون للخطر بسبب القتال بين القوات الاسرائيلية ونشطاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وذلك اثر مقتل سائقين اثنين.

وتعرضت اسرائيل أيضا لانتقادات حادة من الصليب الاحمر بأنها تعطل الوصول الى المصابين.

وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونروا) في غزة ان الوكالة قررت تعليق كل عملياتها في القطاع بسبب التحركات المعادية المتزايدة ضد منشاتها وأفرادها.

وجاء القرار بعدما قتلت قذيفة دبابة اسرائيلية اثنين من السائقين الفلسطينيين ضمن قافلة تابعة للوكالة. وجرى تعليق جميع قوافل المساعدات الانسانية من معبرين حدوديين رئيسيين على الاقل عقب الحادث.

وتقدم الاونروا الغذاء ومساعدات أخرى الى حوالي 750 ألفا من سكان غزة. وقال كريستوفر جانس المتحدث باسم الوكالة في القدس انها ستعلق نشاطها “الى أن يستطيع الجيش الاسرائيلي ضمان سلامة وأمن موظفينا.”

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس ان 34 في المئة من القتلى و35 في المئة من أكثر من ثلاثة الاف جريح كانوا أطفالا. ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لهذه الارقام.

وقال التقرير الميداني اليومي للمنسق الانساني للامم المتحدة “ان الخطر الذي يتعرض له المسعفون وصعوبة اخراج الجرحى من المباني المنهارة يجعلان من الصعب اجلاء المصابين وتقدير أعدادهم على افضل وجه.”

واضاف التقرير “ان المدنيين ولا سيما الاطفال الذي يشكلون 56 في المئة من سكان غزة يتحملون وطأة العنف. ولانها واحدة من اشد المناطق كثافة سكانية في العالم فانه من الواضح ان مدنيين كثيرين اخرين سيقتلون اذا استمر الصراع.”

وأصاب نحو 20 صاروخا اسرائيل يوم الخميس ولكن العدد أقل مما كان عليه الحال في بداية الحرب. وتصر اسرائيل على وقف اطلاق صواريخ حماس على بلداتها الجنوبية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ان هدف أن “يسود الهدوء” في المنطقة لم يتحقق. وأضاف أن قرارا لتحرك عسكري اضافي “لا يزال مطروحا”.

وماعدا هدنة مدتها ثلاث ساعات سمحت بها اسرائيل لليوم الثاني لتمكين سكان غزة من الخروج والحصول على امدادات لم تهدأ حدة القتال.

وقال مسؤولون طبيون ان غارات جوية وهجمات برية اسرائيلية قتلت تسعة مدنيين وثلاثة نشطاء على الاقل.

ومن بين القتلى شقيقان في السادسة والثالثة عشر قتلوا عندما أخطأت ضربة جوية اسرائيلية مجموعة من مقاتلي حركة الجهاد الاسلامي في عبسان في جنوب قطاع غزة.

وقال مسعفون ان امرأة أوكرانية رفضت مغادرة غزة قتلت مع ابنها عندما سقطت قذيفة دبابة على منزلهما.

وفي واشنطن قال هاري ريد زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ ان المجلس أقر قرارا اشترك في رعايته زعماء ديمقراطيون وجمهوريون “بتأكيد حق اسرائيل الثابت في الاحتماء من الهجمات من غزة.”

وقال ان الولايات المتحدة ستفعل الشئ نفسه لو أن صواريخ وقذائف مورتر قادمة من تورونتو في كندا أصابت بوفالو في نيويورك.

ورغم مواصلة اسرائيل هجومها الا أنها أعلنت قبول “مباديء” اقتراح مصري أوروبي لوقف اطلاق النار. وحثت واشنطن اسرائيل على دراسة الخطة.

وقال مسؤولو حماس ان الحركة لا تزال تدرس الخطة المصرية التي تتوسط فيها فرنسا.

وعرضت حكومات أوروبية مساندة اقتراح القاهرة بقوة حدود من الاتحاد الاوروبي لمنع حماس التي سيطرت على غزة في 2007 من اعادة التسلح عن طريق أنفاق تحت الحدود بين غزة ومصر.

وتعالج الخطة أيضا طلبات فلسطينية لانهاء الحصار الاقتصادي الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة. وكانت حماس رفضت أواخر الشهر الماضي تجديد تهدئة دامت ستة أشهر متهمة اسرائيل بخرق اتفاق لفتح المعابر الحدودية أمام مزيد من الامدادات.

وتوترت العلاقات بين الفاتيكان واسرائيل يوم الخميس عندما أدانت مساعدا كبيرا للبابا بنديكت لوصفه قطاع غزة بأنه “معسكر اعتقال ضخم”.

وانتقدت اسرائيل الكاردينال ريناتو مارتينو رئيس مجلس العدالة والسلام في الفاتيكان في حين ألقى البابا كلمة امام دبلوماسيين عبر خلالها عن رفضه لاستخدام العنف من جانب كل من اسرائيل ونشطاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لرويترز عبر الهاتف “لقد صدمنا ان نسمع من صاحب مقام ديني رفيع كلمات أبعد ما تكون عن الحقيقة والشرف”. واضاف بالمور “مفردات دعاية حماس تأتي على لسان عضو في مجمع الكرادلة .. انها ظاهرة تدعو للصدمة وخيبة الامل”.

واتهمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اسرائيل بتعطيل وصول سيارات الاسعاف الى المنزل الذي عثر فيه فريقها على اطفال يتضورون جوعا بجوار جثث على بعد 80 مترا من موقع للجيش الاسرائيلي. وقالت اللجنة انه لا بد أن الجيش الاسرائيلي كان على علم بالوضع لكنه لم يساعد الجرحى فيما يعد خرقا للقانون الدولي.[/ALIGN]