رأي ومقالات

د. محيي الدين تيتاوي : لماذا لا نزرع مليون فدان قمحاً ؟

[JUSTIFY]حسناً فعل المجتمع المدني في شمال كردفان بإعداد دراسات تحدد احتياجات الولاية الأساسية، وحسناً فعل البشير عندما تحدث إلى الشعب، وأكد أن مثل هذه الدراسات التي تدافق عليها، وقال إنها حق الشعب والجماهير، وحقيقة فإن مياه الأبيض ظلت مطلباً تاريخياً ضمن ثلاثة مطالب ظلت مرفوعة منذ استقلال السودان، وهي مياه الأبيض وكهرباء بورتسودان وكبري الحصاحيصا رفاعة.. تلك المطالب الثلاثة جرت فيها محاولات المعالجة ولكنها لم تكن كافية إلى أن جاءت الانقاذ وحلت مشكلة الكهرباء بقيام سد مروي، وقيام كبري الحصاحيصا رفاعة الأنيق الذي غير الكثير من معالم المنطقة واضفى عليها جماليات عظيمة إضافة إلى حل العديد من مشاكل المواصلات وحركة الناس شرقاً وغرباً وحركة التجارة وإلغاء مسألة المعدية إلى الأبد.. فالدراسات التي أعدت لتوصيل مياه الأبيض لتكون وافرة ودائمة صحية إذا ما نفذت فإنها ستكون قد حلت قضية ظلت عالقة لما يقارب القرن منذ أن نالت بلادنا استقلالها وجاء الحكم الوطني.

وحقيقة، فإن المشكلات التي واجهت الحكومات الوطنية منذ أن غادر المستعمر اللعين أرض بلادنا كانت ساكنة وكامنة، وضع لها المستعمر كل عوامل التفجير ووضع المؤشرات لكي لا تستقر البلاد أبداً في غيابه أو في ظل الحكم الوطني، ولكن السياسيين والحكام ظلوا يصطرعون على كراسي السلطة وتركوا تداعيات الفتنة التي زرعها المستعمر لكي تتفجر الأمور في وجه الحكومات الوطنية ويصعب الحل عندها، بينما تظل أيادي الاستعمار تعمل على التحريض وتمويل التمرد أينما كان وكيفما كان، والمسألة تحتاج إلى قراءة سريعة للفخ الذي وقعت فيه حكوماتنا الوطنية منذ أن تحقق الاستقلال وتم جلاء الأجانب ورفع علم البلاد على سارية القصر الجمهوري.

وإذا كان أبناء كردفان قد استبقوا زيارة رئيس الجمهورية لولايتهم وأعدوا خطة إستراتيجية تخدم قضايا الولاية المتراكمة منذ سنوات دون أن تجد الحلول الناجحة لأسباب ضعف الامكانيات وحروب الاستنزاف التي بدات منذ العام 1955 قبيل تكوين أول حكومة وطنية، فإن الوقت قد أزف لانفاذ البرنامج الإستراتيجي الربع قرني بطريقة عادلة وأولويات محددة تخدم قضايا الوطن والمواطن بكل ولايات السودان المختلفة، وفي تقديري أن النهضة الزراعية ذلك الشعار البراق الذي رفع منذ الأخفاق الذي لازم شعار توطين القمح بالولاية الشمالية لأسباب الأساليب المصرفية التي أدت إلى هروب المزارعين من زراعة القمح الممول بواسطة البنوك أزف الآن أن ينفذ بطريقة أخرى، فالولاية الشمالية هي ولاية القمح ولا يمكن أن أصفق لها إذا قالت إنها ستزرع ثلاثمائة ألف فدان هذا الموسم الذي يبشر بشتاء بارد.. ونحن نعلم أن الأرض في الشمالية دون استخدام تقنيات وأسمدة منتجة حيث تبلغ انتاجية الفدان في المتوسط عشرين جوالا في مقابل ثمانية أو عشرة جوالات في مناطق أخرى برغم الحزم التنقية والمياة الوفيرة والآليات التي تعالج جميع مراحل الزراعة.. من البذور وحتى الحصاد.

إذن على الحكومة أن تحول الأربعمائة مليون دولار التي كانت تدعم القمح الأمريكي والكندي والهندي عليها أن تذهب لدعم المزارع في الشمالية، وبعد ذلك تعالوا لنرى الإنتاج الحقيقي الذي يشبه الإعجاز خاصة ولسان حال المزارع هناك يقول ويؤكد (بالإنتاج لن نحتاج) وهو شعار حقيقي صدر عن تجربة وإيمان.. فلماذا إذن نضيع الوقت ونبدد الامكانيات؟ دعونا نزرع مليون فدان في الشمالية مرة واحدة فقط .

صحيفة اليوم التالي
ع.ش[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. يا كبير احترم نفسك اتكلم عن الفساد وسرقة دهب ابوحمد من سنوات مضت من قبل جماعات البشير والان فتحت للاهالي ضحكة

  2. ديل اكان لقو لحستها بتغطى والله يزرعوها ليك 10 مليون فدان خلى مليون واحد .. بس اوعك تفتح خشمك ترجى الحصاد .. وناكل مما نزرع ومزقنا فاتورة القمح .. والخزبعلات بتاعت زمنااااااااااااااان ديك

  3. دعونا نزرع مليون فدان في الشمالية مرة واحدة فقط .

    “““““““`
    بالله عليك انت جادي ؟ووين شعار( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)
    الذي صار نضحك من ما نسمع
    ووين النفرة الزراعية؟

    ــــــــــــــــــ

    وحقيقة، فإن المشكلات التي واجهت الحكومات الوطنية منذ أن غادر المستعمر اللعين أرض بلادنا كانت ساكنة وكامنة،

    نطالب بعودة الاستعمار لأن ما تركه الاستعمار من بنية تحتية زراعية (مشروع الجزيرة) سكك حديد السودان أطول خط في افريقيا والشرق الأوسط نظام تعليمي ورداري لا مثيل له في المنطقة كل ذلك لم نزد عليه ولم نحافظ عليه ودع عنك الترهات والأماني وما نيل المطالب بالتمني