قوات اسرائيل تكثف هجومها على غزة واستبعاد الهجوم الشامل الآن
وقال سكان ان أصوات الانفجارات ونيران الاسلحة الالية تتردد بشكل متواصل في انحاء مدينة غزة التي يقطنها 500 ألف مع اقتراب الدبابات الاسرائيلية التي لم تدخل المراكز المزدحمة بالسكان.
وقال طلعت جاد الذي يبلغ من العمر 30 عاما وهو من سكان منطقة تل الهواء حيث تقدمت الدبابات خلال الليل انه و15 عضوا من عائلته تجمعوا في غرفة واحدة بمنزله وانه يشعر برعب شديد يمنعه حتى من النظر من النافذة.
وقال جاد “لقد وضعنا هواتفنا المحمولة في وضع الصمت لاننا نخاف من ان يسمعها الجنود في الدبابات.” واضاف “بعضنا يقوم بتلاوة القران فيما يصلي آخرون حتى تتوقف اصوات الانفجارات.”
وذكر مسعفون انه خلال الاشتباكات التي جرت في الصباح عند أطراف مدينة غزة قتلت القوات الاسرائيلية 18 مسلحا غالبيتهم اعضاء في حماس كما قتل ثلاثة مدنيين في القتال الدائر.
وكتب على لافتة خارج واحدة من أكبر المقابر في مدينة غزة ان المقابر امتلات بالجثث وناشدت السكان عدم دفن مزيد من الموتى لانه لا يوجد مكان.
وفي القاهرة استأنف وفد من حماس المحادثات مع مصر بشأن خطة لوقف اطلاق النار اقترحتها مصر.
وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته هاجمت 60 هدفا منها انفاق يستخدمها نشطاء غزة لتهريب السلاح عبر الحدود مع مصر ومنشات لصناعة السلاح ومواقع قيادة تابعة لحماس. كما سقط صاروخان على مدينة بئر السبع الاسرائيلية لكن لم تقع اصابات.
وقال اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الاسرائيلية للجنة برلمانية “حققنا الكثير في ضرب حماس وبنيتها التحتية وحكمها وجناحها المسلح لكن مازال هناك الكثير من العمل.
“نعمل على تعميق الضربة لجناحها المسلح وتقليص نيران (حماس) وتقوية الردع (الاسرائيلي) وتحسين الموقف الامني لسكان جنوب اسرائيل الذين يعيشون تحت خطر الهجمات (الصاروخية).”
ويتجه الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى المنطقة لاجراء محادثات تستغرق اسبوعا مع الزعماء في مصر واسرائيل والاردن وسوريا تهدف الى انهاء القتال.
وقال بان للصحفيين “رسالتي بسيطة ومباشرة وواضحة.. يتعين ان يتوقف القتال..أقول لكلا الجانبين.. أوقفا القتال الان.”
وأضاف “هدفي هو تسريع وتيرة جهودنا الدبلوماسية وضمان وصول المعونات الانسانية الى اولئك المحتاجين.”
وتحدثت تقارير جماعات مدافعة عن حقوق الانسان عن نقص في الامدادات الحيوية في قطاع غزة خاصة المياه. كما يتسبب نقص الوقود في انقطاع متكرر للكهرباء.
وتسمح اسرائيل بمرور شحنات من الغذاء والدواء بشكل شبه يومي تقريبا لكن تقريرا جديدا لمنظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) قال ان وقف اسرائيل للهجمات لمدة ثلاث ساعات يوميا “غير كاف بدرجة مؤسفة.”
وقال راديو ايران الحكومي ان سفينة ايرانية تحمل مساعدات الى قطاع غزة اوقفتها البحرية الاسرائيلية قبالة ساحل الاراضي الفلسطينية. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه ليس لديه معلومات بشأن هذه المواجهة.
وقال مسعفون فلسطينيون ان ما لا يقل عن 933 فلسطينيا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27 ديسمبر كانون الاول كما جرح نحو 4000. وقالت وزارة الصحة في حكومة غزة التي تسيطر عليها حماس ان نحو 400 من القتلى نساء وأطفال.
كما قتل 13 اسرائيليا عشرة جنود وثلاثة مدنيين قتلوا في هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر من قطاع غزة.
وقالت مصادر سياسية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني قرروا يوم الاثنين عدم اصدار الامر الى القوات في اليومين أو الايام الثلاثة القادمة لشن هجوم شامل.
وبدء “مرحلة ثالثة” من الهجوم سيعقد على الارجح جهود التهدئة ويؤدي الى قتال شديد في الشوارع وقد يتسبب في وقوع اصابات كثيرة في الجانبين وهو تحرك ينطوي على مخاطر سياسية قبل اقل من شهر من الانتخابات البرلمانية في اسرائيل.
وقال باراك في تصريحات اذاعية ان اسرائيل أصغت “باحترام” لنداء الامين العام للامم المتحدة وانها تتابع الجهود المصرية للتوصل الى وقف لاطلاق النار لكنها ستستمر في ضرب حماس مع تواصل الجهود الدبلوماسية.
وتقول حماس انه يتعين على اسرائيل ان تسحب كل قواتها بموجب التهدئة وان تنهي حصار قطاع غزة الذي اشتد بعد ان سيطرت الحركة الاسلامية على الجيب الساحلي في عام 2007 .
ورفضت اسرائيل قرار وقف اطلاق النار الذي أصدره مجلس الامن الدولي في الاسبوع الماضي ووصفته بأنه غير قابل للتطبيق وقالت ان أي تهدئة يجب ان تضمن عدم اعادة تسليح حماس من خلال الانفاق تحت الحدود بين غزة ومصر.
وقال صلاح البردويل وهو عضو اخر في وفد حماس ان الحركة تناقش الاقتراح المصري بعيدا عن الاعلام وانها حريصة على حرمان “العدو” من تحقيق اي انجازات سياسية.[/ALIGN]