طب وصحة

الكشف المبكر لسرطان الثدي .. تنامي فرص الحياة

سرطان الثدي Breast Cancer شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي، ويعد من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً لدى النساء في العالم ، ويصيب الرجال والنساء على السواء، ولكن الإصابة لدى الذكور نادرة الحدوث ، وهو أكثر خطورة من سرطان الثدي عند النساء .
وتشير آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية بأن نسبة الوفاة بسبب هذا المرض قد تصل إلى أكثر من 500,000 امرأة ، حيث يتم تشخيص أكثر من 1.2 مليون إصابة بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم كل عام. ويحتل سرطان الثدي المركز الثاني في نسبة الإصابة بمرض السرطان بعد سرطان الرئة على مستوى العالم وبرغم هذه الإحصائيات إلا أن تطور الأبحاث العلمية وازدياد الوعي قد ساهم بشكل كبير في تنامي فرص الحياة و ازدياد معدلات الشفاء نتيجة للكشف المبكر عن المرض .
وتبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بالسودان 34% وفقا للمعلومات الواردة من السجل الوطني للأورام بالسودان ، وعدد الحالات المسجلة لدى السجل ما بين 6 إلى 10 آلاف حالة وتشخص سنويا نحو 1200 حالة جديدة ، أي نحو 40 حالة لكل 100.000 فيما تبلغ نسبة الحالات التي يمكن علاجها عند الكشف المبكر، والذاتي، لتلافي الآثار الجانبية 30-40% وترتفع نسبة سرطان الثدي بين الرجال في السودان لتبلغ 4% فيما لا تتعدى في العالم 1% ، تجدر الاشارة إلي أن السودان يعاني من قلة المراكز المتخصصة في علاج السرطان لعدم وجود أجهزة خاصة بالعلاج الإشعاعي .
وبحسب البروفيسور كمال حمد منان الاستاذ المشارك بجامعة الخرطوم لعلاج الاورام ورئيس الجمعية السودانية للاورام ان (80%) من حالات سرطان الثدى وعنق الرحم فى السودان تأتى فى مراحل متأخرة للعلاج مشيرا إلي أن أسباب تفشي السرطان الفقر وبعد المسافات وسوء الخبرة لدي المرضي مما يؤدي لتأخر التشخيص وتأزم العلاج داعياً للاهتمام بالكشف المبكر وزيادة التوعية وسط المواطنين بالتطرق للقضايا الطبية والصحية بالمجتمع والاهتمام بالكشف الذاتي والكادر الطبي والماموغرام والموجات الصوتية والتدريب والتوعية لمواجهة هذا المرض .
وبالرغم أن السبب الرئيسي لحدوث سرطان الثدي غير محدد إلا أن هناك عدد من العوامل التي تساعد على الإصابة بهذا المرض منها مايرجع للتاريخ العائلي ، حيث يؤكد الأطباء والباحثون أنه ما يقرب من 5%- 10% من نسبة الإصابة بسرطان لثدي تحدث نتيجة لحدوث طفرة في الجينات تتوارثها الأجيال من الأسرة الواحدة خاصة أقارب الدرجة الأولى ، كما تتزايد نسبة الإصابة بسرطان الثدي مع تزايد العمر وتحدث الإصابة بسرطان الثدي عادة بعد سن الأربعين وخاصة بعد سن اليأس، كذلك تتزايد نسبة الإصابة بسرطان الثدي في السيدات مفرطي البدانة ومن جراء استخدام الأدوية التي تحتوي على هرمونات الإستروجين والبروجيسترون معاً مثل أدوية منع الحمل أو الهرمونات البديلة التي تتناولها السيدات بعد سن اليأس بالإضافة إلي تزايد نسبة الاصابة بتعاطي الكحول وبدء الحيض في عمر مبكر أقل من 12 عام .
ويعتبر الفحص الذاتي للثدي احد طرق الاكتشاف المبكر والفحص الإكلينيكي للثدي كذلك إجراء الفحص عن طريق أشعة الماموغرام، وهو من الوسائل الأساسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والوسيلة الوحيدة التي أظهرت فعالية الحد من الوفيات الناتجة من سرطان الثدي بالرغُم من أنه لا يمنع سرطان الثدي إلا أنه أداة أكثر توفراً ونجاحاً في الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة، حيث يسهل علاجه ونسبة الشفاء منه تصل 59%.
يذكر أن العالم يحشد كل طاقاته طيلة شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي ، وتعرف الحملة بأكتوبر الوردي (Pink for October) وتعتبر مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي كشعار لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي ، كما يتم عمل حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض .
كاتب التقرير :أمل عبدالحميد
سونا