[JUSTIFY]
سبق أن حكينا للإخوة القُراء مفهوم السيولة عند أحد الطفيليين من تجار الغفلة والمحسوبين على «شلة» رجال الأعمال بدون مبرر.. فالرجل وجد نفسه ضمن الفاقد التربوي منذ نعومة أظافره، وكان شقياً جداً في تلك القرية ولم يدخل المدرسة ولم يتشرف بالالتحاق بالخلوة لأنه كان مشاغباً ورفض «الفكي» أن يقبله في مجموعة حفظ القرآن.. وبدأ يبيع الصعوط والسجائر والتسالي في محطة القطار المجاورة لقريتهم، وأضاف إلى ذلك بعضاً من بيع الرمال بحجة أنها بركة الشيخ المجاور لقريتهم، ويحلف ويلح ويصر ويدعي أنها مأخوذة من قبر ذلك الشيخ الواصل.. واستمرت معه عمليات التدليس حتى بعد أن اشتهر ببيع الأراضي وبيع العربات بعد بيع الحمير وبيع القش وبيع الدوم والعرديب والمحريب والجردقة. ونقلته تيارات الحمل الاقتصادية التي تشتغل بالمقلوب ورفعته على رؤوس أقوام لم يكونوا ليرضوا بمجرد أن يجلسوا معه.. المهم أن «زولنا ده» كان ذات يوم يعد أرتال الأوراق النقدية التي جاء يحملها أحد «الصواريخ» من العاملين معه في جوالات بلاستيكية لأنهم في مملكة «حمدان الرمة» لا يؤمنون بإيداع النقود في المصارف ويعتبرونها عدوهم الأول وفي هذا الوقت جاء «شحاد» أعمى يسعى بين يديه ويشق طريقه طالباً من الله أي فئة نقدية حديدية من فئة المائة جنيه أو الخمسمائة جنيه.. وقام صاحبنا بطرد السائل قائلاً «يا زول سيولة مافي».. وحسب مفهومه، فإن السيولة كانت تعني النقود «الفكة» على أن السيولة في المفهوم الاقتصادي تعني معدل دوران النقود وحجمها في وسط اقتصادي معين.. مثلاً إذا افترضنا قرية مكونة من مائة شخص ذوي مهن مختلفة فيهم المعلم والفكي والداية وبتاع الدكان وبتاع الخضار وبتاع الفول وتاجر العيش والطابونة وطبيب العيادة وهلم جرا.. وإذا افترضنا أن في هذه القرية مالاً إجمالياً قدره مائة مليون.. هذا يعني أنه تحت الظروف العادية فإن كل شخص في القرية يحتاج إلى الآخرين ليقدموا له خدمات ضرورية كل حسب مجاله واختصاصه.. وتظل المائة مليون تكفي ليقوم كل منهم بتقديم خدمة للآخرين في مقابل أن يدفعوا له ويقوم هو بتلقي خدماتهم في مقابل أن يدفع لهم، وهذه الحالة اسمها «اتزان» ولكن إذا افترضنا أنه قد جاء إلى هذه القرية أحد السحرة أو الحواة أو جاءت إحدى «الغنايات» وبدأت تقدم خدماتها لجمهور القرية كل مساء بسعر عالٍ وإغراءات كبيرة فإن هذه «الفنانة» سوف تشفط من هؤلاء القوم المتهافتين كل أموالهم.. فالجميع سوف يبادرون بدفع (أموالهم وحرمان أنفسهم من الخدمات كلها، ويملأون جيوب هذه «الشيطانة» بالأموال التي كان يمكن إنفاقها في الضروريات).ولهذا السبب سوف تتعطل أعمال الجزار وصاحب الدكان والطبيب وبتاع الخضار واللحمة وسوف تحدث في السوق حالة تسمى بالكساد والتي سببها الرئيسي أن الفلوس «شالتها» الفنانة «عاشة حركات» ولم تدخل الدورة النقدية لهذه الحلة المنكوبة.. وبالطبع فإن «عشة حركات» ستقوم بنقل هذه الأموال إلى جهات أخرى ومدن أخرى وأشخاص آخرين لا علاقة لهم بالقرية، مما يؤدي إلى حالة تعرف بالاستنزاف وسوف يتلفت أهل القرية يميناً ويساراً ويضطر البعض إلى رفع أسعار ما يبيعونه، مما يسبب الظاهرة المعروفة بالتضخم والبعض قد يترك المهنة أو يهرب أو يبحث عن عمل آخر وربما تحن عليهم «عشة الطاشة» لأنها سوف تفقدهم وتفقد عطاءهم فتقوم بإعطاء إغراءات إضافية منها طول مدة البرنامج الغنائي وتخفيض قيمة التذاكر وتقديم وصلات «رقص» على العزف المنفرد.
وربما قامت «الطاشة» بتسليف بعضهم أموالاً لكي يعيدوا اتفاقهم عليها.. وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من زيادة الأسعار ومزيد من التضخم ومزيد من المديونية على أكتاف أهل القرية مع توقف برامج التنمية في القرية.
وهذا هو الدور الذي يمكن أن تلعبه شركات الاتصال بأن تكتنز قروش المواطنين مقابل «كلام فارغ» ويفقد المواطنون السيولة وينحسر حجم الكتلة النقدية.. علماً بأن شركات الاتصال لا تشتري شيئاً من السوق المحلي.. تماماً مثلما يفعل تجار وسماسرة الدولار.
صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر
[/JUSTIFY]
عشه حركات = فنانة اللول اللول
والله يا دكتور مفروض تكلم ناس القرية ولاتسكر ابراج الاتصالات الفي القرية
دي وتودي حركااااااااااااااات النظام العام ويكون في سيوله في القرية وينصلح الحال(يعني الاتصالات وحركاااااااات الخاربين الدنيا)